قضية اسمها اليمن

القمع يزيد الحراك التهامي قوة ومؤتمر الحوار تجاهل تهامة وأبناءها

المستقلة خاص ليمنات

تهامة.. "قضية ما تحملها ملف" حد وصف الشاعر المحضار.. مأساة حلت بالساحل الغربي أرضاً وإنساناً وكرامة وثروات.. بيئة منهكة استوطن فيها الظلم وطغى عليها النهب واستحلها تجار الفيد ورموز الفساد، فأصبحت جرحاً ينزف وروحاً تتألم، حتى طفح الكيل بأبنائها المغلوبين على أمرهم، فلم يعودوا يستطيعون صبراً، فخرجوا إلى الشوارع ينفضون غبار الظلم ويحطمون حواجز الخوف والانكسار..

إنه الحراك التهامي الذي وُلد من رحم المعاناة ليفجر غضباً شعبياً يزداد يوماً بعد آخر عنفواناً  واندفاعاً واحتجاجات شعبية لأبناء تهامة الأكثر حرماناً وفقراً على مستوى اليمن وهاهي اليوم الهمم التهامية تتقاذف حمماً وتتصاعد بوتيرة عالية.. ومع تصاعدها تتبلور صور جديدة تجسد شكل هذا الحراك وترسم ملامحه، فلم تعد الاحتجاجات مقتصرة على نشطاء وحقوقيين بعد انضمام فئات مهنية واجتماعية ودينية جديدة جماعياً إلى صفوف الحراك الغربي والمشاركة في فعالياته ومسيراته.

ورغم أن بعض هذه الاحتجاجات ترفع شعارات مطلبية من قبيل إقالة قيادات أمنية أبرزها مدير الأمن العام وقائدا الأمن المركزي والشرطة العسكرية على خلفية الاعتداءات ضد المحتجين وإطلاق الرصاص الحي عليهم أكثر من مرة، إلاّ أن أبناء تهامة غدوا أكثر استبسالاً من أي وقت مضى مدركين حجم قضيتهم العادلة، وأصبحوا أكثر عزماً وتصميماً على المضيء قدماً في حراكهم السلمي لإعادة الاعتبار لتهامة أرضاً وإنساناً، واستعادة ممتلكاتهم المنهوبة والمصادرة ومحاكمة كل من مارس القمع والظلم والانتهاكات الحقوقية، ومساءلة الحكومات التي تعاملت معهم كمواطنين من الدرجة الثالثة ، بل كلاجئين لا حقوق لهم ولا كرامة وجعلتهم يعيشون في ظل حرمان دائم، وعذاب ليس لبشاعته حدود.

تخرج تهامة اليوم من عباءة الصمت والخضوع وتتشح برايات الثورة، بعد أن أدت السياسة الأمنية المتمثلة بالقمع والاعتداء على المحتجين السلميين ومهاجمة المنازل وحرقها من قبل الأجهزة الأمنية، إلى زيادة حالة السخط والغضب في نفوس أبناء تهامة ومما زاد حالة الاحتقان لدى التهاميين، هو التغييب التام للقضية التهامية طويلة الأمد عن أجندة ما يعرف بمؤتمر الحوار الوطني، وكأن تهامة لا تعنيهم شيئاً وعبروا في هذا الصدد عن مطلبهم في إدراج القضية ضمن الحوار، والعمل من أجل جعل تهامة إقليماً مستقلاً ضمن الأقاليم الفيدرالية المرتقب اقرارها في المؤتمر كجزء من رد الاعتبار لهذه القضية الممتدة عبر عقود طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى