حوادث

الجندي هرب خوفاً من قتل الفاشق فقتل المشدوق

المستقلة خاص ليمنات

في قصة مؤلمة بتفاصيل درامية محزنة.. احتدم خلاف شخصي بين محمد داوود صغير الجندي الذي يعمل لدى الشيخ المعروف إبراهيم شعيب الفاشق في بلاد الزرانيق مع أحد مرافقي الشيخ لأسباب غير معروفة، مما دفع محمد الجندي إلى التفكير بالهرب من سطوة الشيخ التهامي، لكنه لم ينجو بجلده هرباً كما يفعل غيره في مثل هذه المواقف، بل عمد إلى سرقة قنبلتين وقطعة سلاح أخرى، ولاذ بالفرار..

توجه الجندي إلى مدينة بيت الفقيه قاصداً أحد أصدقائه هناك ويدعي “محمد” بهدف الاختباء في منزله لبعض الوقت خوفاً من ملاحقة اتباع الشيخ له، غير ان صديقة ربما أوجس في نفسه خيفة واستشعر بعض الشر في نفس الجندي فاعتذر له عن استضافته، بحجة ضيق المنزل، لكنه لم يدعه طريداً مخذولاً، بل رافقه وأوصله إلى أحد الأشخاص ويدعى (عبدالرقيب يحيى مشدوق، يقيم في إحدى مصانع البلك (الطوب) في بيت الفقيه، وطلب من هذا الشخص إيواء الجندي لديه حتى يأمن من ملاحقيه، أو يجد له مكاناً آخر.. وهناك بات الجندي ليلته الأولى، وفي الصباح جاء صاحب المصنع، وعندما علم بالأمر نصح عبدالرقيب بعدم إيواء الجندي لما يمثله هذا العمل من مخاطر فهم لا يعلمون حقيقة هذا الرجل أو سبب هروبه، وفعلاً أدرك عبد الرقيب فحوى النصيحة وقام بطرد الجندي من المصنع في ذلك الصباح..

ما أن حل المساء حتى عاد محمد الجندي مجدداً إلى المصنع، وترجى عبدالرقيب بكل الوسائل أن يسمح له بالمبيت عنده ولو لليلة واحدة فقط، ولأن عبدالرقيب كما يقال (أبن ناس) فلم يستطع رده، وسمح له بالمبيت.. فسمرا معاً تلك الليلة، وحدث أن لمح الجندي مسدساً جديداً بحوزة عبدالرقيب فأخذ ينظر إليه بإعجاب، وأضمر في نفسه أن يأخذه بأي طريقة كانت مهما كلفه الأمر..

استيقظ الاثنان صباح الجمعة، وغادر عبدالرقيب المصنع، بعد أن اضمر بنفسه خطة شيطانية خامرته طوال الليل، توجه مباشرة إلى محل حدادة في بيت الفقيه، واختار فأساً مناسباً، ثم انتقل إلى حداد آخر وقام بسن الفأس لجعله أكثر حدة، حتى يتمكن من تنفيذ مهمته الشيطانية بسهولة ويسر.. وفي منتصف النهار تناول الجندي غداءه واشترى قاته المخصص، وذهب إلى اللوكندة القريبة منه للمقيل لكنه وجد أنه لم يعد يملك أي مبلغ من الفلوس، لذا اكتفى بالتخزين في الأرض، تناول القات وهو يفكر في تنفيذ سيناريو الشر الذي يسكن قلبه وعقله، راجع تفاصيل خطته خطوة خطوة، واستمر إلى ما بعد العشاء، فخرج يتسكع في الشوارع القريبة من المصنع، ثم اقترب نحو ذلك المكان في ظلام الليل انتظر حتى ساعة متأخرة للتأكد من خلود عبدالرقيب إلى النوم، وعندما تأكد من ذلك كانت الساعة حينها حوالي الثالثة فجراً، فاقترب من عبد الرقيب وباشره بضربة قوية على رأسه بذلك الفأس فصاح المجني عليه عبدالرقيب المشدوق بصوت مرتفع قائلاً “لا إلا إلا الله”، وتوالت ضربات الجاني القاتلة ومعها تشهدات الضحية الذي لفظ انفاسه الأخيرة وهو يردد الشهادة، بينما أنصب تفكير المجرم على ما دفعه لارتكاب الجريمة، حيث اخذ المسدس الذي كان بجانب الضحية وأخذ بالإضافة عليه هاتفي جوال، وفر هارباً بعد أن ترك أداة الجريمة في مكان وقوعها..

ذاع خبر الجريمة سريعاً ووصل إلى أقرباء المجني عليه من أبناء محافظة الجوف، حيث وصل نحو 250 مسلحاً بزعامة الشيخ حميد مشدوق، وتم الضغط القبلي والشعبي وكثفت الأجهزة الأمنية تحركاتها بحثاً عن الجاني، وتمكنت من إلقاء القبض عليه بعد مداهمة منزله في محافظة ريمة، لتجد جهازي الجوال التابعين للضحية بحوزة القاتل.. وبعد إجراء التحقيقات مع الجاني ومواجهته بالأدلة والبراهين حتى اعترف بجريمته وسرد تفاصيلها، بعد أن أوقعته نفسه بشرها وطبيعتها الشريرة في طريق الإجرام ليصبح قاتلاً بين يدي العدالة ينتظر مصيره العادل.

زر الذهاب إلى الأعلى