حوارات

رقيصيان المتهم بتخريب أنبوب النفط: المطلوب رقم (1) لوزارة الداخلية توفي عام 1994م، فكيف سيخرب الكهرباء وهو ميت ؟!

يمنات – سما

منذ 21 يوما وعلي عبد الله صالح رقيصيان الذي تتهمه وزارتي الكهرباء –الداخلية، بالضلوع في أعمال تفجيرات وتخريب  استهدفت أبراج الكهرباء بمحافظة مأرب، يطوف بمفرده معظم ساعات الليل والنهار شوارع العاصمة صنعاء، دون أن ينسي إلقاء التحية على رجال الأمن المنتشرين في عشرات النقاط على مستوى العاصمة صنعاء، كلما مر من أمامهم، ولا يبتغي شيئا من تواجده على مقربة من مبنى وزارة الداخلية ومباني النجدة والأمن المركزي والأمن السياسي والأمن القومي والشرطة العسكرية ومختلف مباني سلطات الدولة المركزية، غير أن يوفي محافظ  محافظة مأرب الشيخ سلطان العرادة بالوعد الذي قطعه له مؤخرا، والمتمثل بصرف رواتبه الموقفة وإعادته إلى عمله بشركة الحاشدي للخدمات النفطية.

منذ 21 يوما والرقيصيان الذي عممت وزارة الداخلية اسمه و7 أشخاص آخرين لدى مختلف الأجهزة الأمنية في عموم محافظات الجمهورية، ووجهت بالبحث والتحري عنهم وضبطهم أينما وجدوا، منذ ذلك اليوم وهو ينتظر اليوم الذي سيعود فيه من العاصمة صنعاء إلى مأرب ومعه توجيه بإعادته إلى عمله وصرف رواتبه الموقفة منذ ست سنوات، حتى لا يعاود – كما قال- "فقع" أنبوب النفط..

حول هذا الموضوع وغيره من المواضيع تحدث علي عبد الله صالح رقيصيان في الحوار التالي الذي أجريناه معه:

حاوره: محفوظ البعيثي

أخ علي، ما الذي يدفعك لتخريب أبراج الكهرباء

أنا قمت بتفجير أنبوب النفط بالحوي قبل خمسة وعشرين يوما، أما تخريب أبراج الكهرباء فلم أقوم في أي يوم بأي تخريب لها كوني أخشى من عواقب دعوات المواطنين الذين لا يستغنون عن الكهرباء وأولهم المرضى في المستشفيات، على من يخربون محطة وأبراج وخطوط الكهرباء..

"فقع" الأنبوب!

وما هو الدافع الذي يجعلك تفجر أنبوب النفط؟

الدافع يعود إلى توقف صرف راتبي الشهري من قبل شركة الحاشدي للخدمات النفطية التي التحقت بالعمل فيها عام 2002م،وقبل أن "أفقع" أنبوب النفط بالحوي بمديرية الوادي قمت باحتجاز شيول تابع لشركة حسين الحاشدي، وطلبت منه أن يصرف راتبي وأن يساويني بزملائي الذين يعطيهم على الساعة 200ريال، وأنا يعطيني 45ريال فقط أجر ساعة العمل.

هل سبق وأن قمت بمطالبة إدارة الشركة بمساواتك بزملائك قبل احتجازك للشيول؟ وهل ما يزال الشيول بحوزتك؟

نعم طالبت صاحب الشركة الحاشدي عدة مرات وكذلك النقابة العمالية بالشركة وقفت مع مطالبي ،وعندما وجدته لم يتجاوب معي أخذت الشيول إلا أن قام الشيخ بن جلال بالتواصل والجلوس معي بناء على تكليف من قبل محافظ المحافظة الشيخ سلطان العرادة، والتزم لي بإعادتي إلى عملي وصرف راتبي فأعطيته الشيول، وأعطاني وجهه ،وإلى جانب ابن جلال تواصل معي كثير من المسئولين والمشائخ بالمحافظة ووعدوني بحل مشكلتي قبل أن يطلبوا مني إعادة الشيول ،وكان هم هولاء الوسطاء جميعا مصلحة الحاشدي لا مصلحة الوطن، والدليل على ذلك أنهم لا يتحركون من أماكنهم حين يتم تخريب أبراج الكهرباء بعكس ما حصل معهم حين قمت باحتجاز الشيول، ومع هذا لم يوفوا بوعودهم ،فتحولت المشكلة بيني وبين الحاشدي بسبب الوسطاء والمحافظ إلى مشكلة بيني وبين الدولة..             

ضالعون في التخريب

يقال بأنك وبقية من يفجرون ويخربون أنبوب النفط وأبراج الكهرباء مدفوعين من قبل أطراف وشخصيات سياسية، فما تعليقك على هذا القول؟

لست مدفوعا من أحد ولا أنا مخرب ،ولا أقبل على نفسي أن أكون من ضمن من يستلمون ثمنا من هذا الحزب أو تلك الجهة ،لما يقومون به،ومعظم الضالعين بأرتكاب تخريبات وإعتداءات على أبراج وخطوط نقل الكهرباء أصحاب حقوق ولديهم مظالم ، وهنالك قلة قليلة لا يوجد لديهم أي مطالب تدفعهم لتخريب الكهرباء وتجدهم ضالعين في أعمال التخريب،والسبب يعود في الحالتين إلى أن المشائخ المتنفذين والمسئولين وأناس في شركات النفط والغاز بالمحافظة وأناس في شركات الصيانة يدعمون ويشجعون على ذلك ليحصلوا على أموال طائلة من الدولة مقابل ما يسمونه "حق حماية" و"تعويضات" و "حق إصلاحات"..

لماذا لا تقوم برفع دعوى قضائية على الحاشدي، بدلا من تفجير أنبوب النفط وإلحاق خسائر طائلة بالدولة وتعكير الحياة العامة؟

لقد رفعنا جميعا،النقابة العمالية بالشركة والعمال قضية(دعوى)إلى القضاء وضلينا نتابعها من عام 2005 إلى عام 2007م،وكانت تتعلق بمطالبة العمال برفع رواتبهم بنسبة 20%،بعد أن رفضت إدارة شركة الحاشدي للخدمات النفطية هذه المطالب الحقوقية،ولم نحصل على أي نتيجة من المحكمة رغم متابعتنا المستمرة لها ولمدة ثلاث سنوات ،ولولا  تكثيف الحماية على شيولات ومعدات الشركة وخشيتي من وقوع ضحايا لفضلت القيام باحتجاز شيول أو أثنين كما فعلت في السابق، عن تفجير الأنبوب.

كم عملية تفجير نفذتها؟

عمليتان فقط،أخرها قبل ثلاثة أشهر بسبب وقوف الحكومة مع الحاشدي، واستخدامها للقوة ضدنا، وإخراجها للأطقم العسكرية علينا لدفعنا للاقتتال إحنا وإخواننا في الجيش فتزهق أرواح من الطرفين، فاتجهت لتفجير الأنبوب الذي يمر من أرض تابعة لنا في منطقة الحوي، وأولاد عمي فجروا الأنبوب مرة واحدة في أرض تابعة لهم لأن الدولة تجاهلت مطالبهم بالتوظيف ،ولأن 90%من الوظائف بالشركات والمؤسسات في مأرب تذهب للأفارقة ،وأبناء عمي وشباب المحافظة عاطلين عن العمل.

هددتهم فتراجعوا عن قصفنا

وكيف تعاملت معك السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بعد تفجيرك الأخير لأنبوب النفط؟

تفجير الأنبوب حصل الساعة 8صباحا ،وفي الساعة 8صباحا في نفس اليوم تواصل معي قائد المنطقة العسكرية بالمحافظة أحمد سيف ،وضابط الأمن السياسي عوض العرادة وطلبوا مني أن أرفع العوائل لأنهم سيقومون بقصف منطقة بني الحوي بمديرية الوادي، فقلت لهم أنني أعرف منازلهم وهددتهم،فتراجعوا  ولم ينفذوا تهديدهم..

 السجن للرجال!

ألا تعلم بأنك مطلوب للأجهزة الأمنية، وأن اسمك عمم على مختلف المناطق والمكاتب الأمنية بعموم الجمهورية،ضمن قائمة بـ"8" متهمين بالتخريب…؟

لا أعلم بذلك إلا منكم و"السجن للرجال"، وأنا أقوم بزيارة لمسئولين وقيادات أمنية إلى منازلهم بمأرب من وقت إلى أخر ولم يبلغوني بأني من ضمن المطلوبين للدولة،وإما يطلبون مني بعض المرات بالتوقف عن زيارتهم حتى لا يقال بأنهم متواطئين معي..،كما أن الاسم الأول في قائمة المطلوبين (صالح أحمد الضمن) –كنا قد أطلعناه على قائمة ب8متهمين بتفجير أبراج الكهرباء قبل دقائق من إجرائنا للحوار معه- توفي عام 1994م في حادثة تفجير لغم بمنطقة خشم العين القريبة من منطقة العبر بمحافظة حضرموت،فكيف يكون متهم ومطلوب أمنيا وهو ميت!      

كيف سيخرب الكهرباء وهو ميت؟!

ولكن الداخلية تقول أنك و"الضمن" وبقية من يخربون أبراج الكهرباء فارين من وجه العدالة..؟

يا أخي كيف أحنا فارين وأنا بالعاصمة صنعاء منذ 21يوم واتمشي في شوارعها ليل ونهار،وصالح الضمن كيف سيخرب الكهرباء ويفر وهو ميت،والبقية هم متواجدين في منازلهم وقراهم ومزارعهم بالمحافظة ولا يوجد أي واحد منهم هارب،وبعضهم من البدو الرحل الذين يتنقلون من منطقة إلى أخرى داخل المحافظة مع أفراد أسرهم بحثا عن الماء والمرعى وحيثما يجدون الماء والمرعى يستقرون هنالك،وما دامت بطني نظيفة فلن أخاف من أحد حتى لو كان والدي.

ما سبب تواجدك في العاصمة صنعاء؟

أنا متواجد بناء على وعد تلقيته عن طريق شخص مقرب من محافظ مأرب الذي يتواجد في صنعاء منذ فترة طويلة،بصرف رواتبي الموقفة منذ ست سنوات، وإعادتي إلى عملي بشركة الحاشدي، وقد طلب مني مهلة نصف شهر ليوفي بهذا الوعد،وإلى اليوم (الأحد 5مايو الجاري) مر أكثر من 21 يوم ولم ينفذ ما وعد به وسأنتظر نصف شهر إضافي،ولن أستعجل مطلقا على العودة لمأرب لمعاودة "فقع"الأنبوب حتى يتم حل مشكلتي.

تضليل الرأي العام

وماذا عن عملية التنسيق والتواصل بينك وبين بقية المتهمين قبل أن تقدمون على تفجير أنبوب نفط أو برج كهرباء،كيف تتم؟

لا يوجد تنسيق ولا تواصل بيني وبين من "يفقعون" أنابيب النفط ويخربون أبراج الكهرباء ،ولدي استعداد كامل لتحديد موعد لكم لتلتقوا بهم وتتأكدوا منهم بأنفسكم،ولتعرفوا حقيقة ما يقال عنهم وما يجري بالمحافظة ومن يقف وراء أعمال التخريب والاعتداءات والتفجيرات ضد منشئأت الكهرباء والنفط والغاز ،وأنتم عليكم أن تنقلوا الحقيقة التي ستجدونها للرأي العام المحلي والعربي والدولي الذي يحاول بعض المشائخ والمسئولين بالمحافظة تضليله من خلال أحاديثهم وتصريحاتهم لوسائل الإعلام المختلفة ،وهي أحاديث وتصريحات يقصدون من ورائها – أيضا-الحصول على المزيد من الأموال والسيارات مقابل حماية وإصلاحات كما يزعمون.

الحل أن أُسجن

من وجهة نظرك كيف يمكن حل مشكلتك مع شركة الحاشدي؟

الحل هو أن تقوم الدولة بسجني أنا والحاشدي ،وتتعامل معنا بطريقة واحدة ،وتنظر في مشكلتي بمسئولية وتضع الحلول،وإن قالت لي حق تعطيني ذلك الحق،وإن قالت ليس لي حق لدى الحاشدي فسأرضى بحكمها(الدولة) شريطة انتظر لي وللحاشدي بنظرة متساوية ودون مجاملة ،او تدخل من قبل المشائخ والمسئولين بمأرب الذين يتحملون مسئولية ما يجري من تخريب بالمحافظة.

هل لك من كلمة تود أن تختم بها هذا الحوار؟

أطلب من الرئيس عبد ربه منصور هادي أن يوقف ما تتعرض له مأرب وأبنائها من ظلم وتمييز،وأن يوقف ابتزاز بعض المشائخ والمسئولين  للدولة وإلحاقهم الأذى للمواطنين بالمحافظة الذين لا يريدون غير مشاريع المياه والكهرباء والصحة والطرق وتوظيف وعسكرة الشباب العاطل.

زر الذهاب إلى الأعلى