فضاء حر

المال المنفلت ماخور السياسة !!!

يمنات

استدراك افتتاحي

أدرك جيداً أن هذا الموضوع بهذه الحدة قد يزعل منه الكثيرين, لكن أقول طفح الكيل, ونحتاج إلى مكاشفة ونقد بعيداً عن المجاملات الرخيصة وابتسامات المجاملات الصفراء, لذا عليكم أن تقرأوه بعيون نقدية…

أتذكر أن مؤتمر الحزب الاشتراكي الأخير ـ طبعاً نحو عقد من الآن تقريباً ـ أو في أحدى دورات اللجنة المركزية بعد المؤتمر, أتخذ قراراً فحواه أن كل عضو قيادي يحصل على أي هدية أو هبة مالية يتم عرضها و تجييرها لصالح الحزب, وهذا القرار طبعاً الرومانسي الحالم جاء بفعل عملية البيع والشراء التي تعرضت له قيادات منذُ ما بعد " مايو 90م", وهو قرار حصيف يحسب للقيادة الجديدة, فلقد كان رأس النظام يستخدم هذه الوسائل حينها باعتبارها وسائل ناجعة تليين المواقف والقلوب ولم يكتف طبعاً بهذه الوسيلة بل كان يلجأ أيضاً مع العصيين إلى أسلوب التصفية, أي القتل " يعني يستخدم أسلوب العصا والجزرة" ولنا في ماجد مرشد وزملائه في الفترة الانتقالية وجار الله من بعد نموذجين.

وهذه الوسيلة "وسيلة تأليف القلوب" هي عادة إسلامية مأخوذة من تراثنا سنها نبي هذه الأمة وأطلق عليها تأليف القلوب ـ وتناسى السلطان العضوض في فترات لاحقة أن الخليفة عمر أبن الخطاب ألغاهاـ لقد جرى تميع السياسة والمواقف السياسية بواسطة المال, ولم يقتصر الأمر على علي صالح وحده, لقد مارس نفس الفعل حميد الأحمر مع قيادات المعارضة, كما تمارس اليوم في لجنة الحوار, لقد جرى شراء القيادات دائماً بالمال ولا تخلوا حياتنا من هذه العادة القذرة, وهذا الذوبان في المواقف والسياسات حتى بات السياسيين يغنون لحناً وحداً ويعزفون من نوتة واحدة ـ علماً أني لا أعلم هل لازال قرار الحزب الاشتراكي ساري المفعول إلى اليوم أو ذهب مع الريح مثلما ذهبت كثير من أحلامنا ـ لكني استطيع أن أجزم أن هذا القرار ذهب مع الريح وتؤكده عدة شواهد, ذوبان المواقف السياسية حتى أن المتابع يمكنه أن يرى هذا الذوبان في المواقف الذي أسست له العلاقات الشخصية بين الأطراف وباتت متطابقة.

علماً أن هذه الوسيلة لم تقتصر على السياسيين وحدهم , بل شملت رجال الدين أيضاً, وهذا السعار الأخير لهم, بسبب استثناءهم منها في المرحلة الجديدة !!

السياسة حقل كريم لإدارة اختلافات الناس وتناقضاتهم الطبيعية, وعليه ينقسم الناس إلى أحزاب وشيع وفرق وكل فرقة لها مصالحها الخاصة, ولذا فإن المجتمع أيضاً ينقسم إلى طبقات في حالة تناقض وهذا التناقض لا يمكن أن يحل إلاّ بواسطة السياسة, وعندما تكون السياسة مفخخة بالمال تغدو شيئاً أخراً مختلفاً, ولا يمكن أن نحمل مفهومها هذا كغيرها من المفاهيم التي يجري إفراغها من محتواها الحقيقي, كالوحدة والثورة, واسمحوا لي أن أقول أنها تغدو ماخوراً ولا يختلف السياسي عن المومس مع احترامي لبعض السياسيين!! نحن بحاجة إلى تنظيف حقل السياسة من هذا الماخور حتى لا تغدو مخرجاتها أبن زنا !!!

الاشتراكي مثل لنا أملا, وحببناه واحترمناه كثيراً وناصرناه, وعليه أن يتحمل نقدنا إذا كان قاسياً, لأنه كان الأنظف والأنقى !!! مع بالغ التحية لكل الناس الطيبين في هذا البلد!!!

عن: الشارع

زر الذهاب إلى الأعلى