ليزآنا (11 عاما) وهي ابنة صديقتي تعتقد ايضا ان الشيخ رئيس شركة ناجحة، وتفترض انها شركة نفط وتبيع جيدا، هذا ما تعرفه. كما تعرف ايضا ان الامر له علاقة بالشرق الاوسط. "لان هولندا لا يوجد فيها شيوخ".

كما تعتقد ان الشيخ شخص مظهره يوحي انه غني "لا يلبس ثيابا جاهزة، بل ثيابا تصنع  خصيصا له، ويضع عمامة" تقول ليزآنا. شقيقتها فلور (9 اعوام) تتحدث ايضا عن شخص غني ولديه نفوذ. ويلبس الشيخ حسب اعتقادها ثوبا ابيض ونظارة شمسية.

المضحك ان جميع الاولاد يعتقدون ان الشيخ رجل اعمال جمع ثروته بالتعب والجهد. لكنهم بالطبع لا يعلمون انك كشيخ يمني لست مضطرا دائما للعمل الشاق لتكسب المال. يمكنك ان تصبح غنيا جدا عن طريق اخذ الاموال من السعودية او الرئيس. او من اي شخص يريدك ان تبقى صامتا.

من حيث اللباس، يبدو ان الاولاد لديهم صورة معينة عن منطقة الخليج، ما عدا لووك، الذي يعتقد ان الشيخ يرتدي ملابس مشابهة لعمال السكك الحديدية او موظفي محلات إيكيا Ikeaالنظارات الشمسية هي الشيء الوحيد الذي اضافوه الى اللباس. الامر لطيف، لا خناجر ولا كلاشينكوف او اي من المجوهرات التي يتزين بها الشيخ عادة في اليمن.
 
الشيخ بالنسبة للاولاد الهولنديين هو شخصية غريبة، ومخيفة قليلا. اما بالنسبة لليمنيين فهو اقل غرابة، ولكنه مخيف قليلا بالنسبة لهم ايضا. يجب ان لا تجادل شيخا صاحب نفوذ. إذ من حيث لا تدري، قد تجده امام منزلك وقد حشد في سيارته من طراز هيلوكس مجموعة من رجال القبائل المسلحين.

لكن قد يكون الشيخ ايضا حكيما ويصدر الاحكام حيث لا تقوم الحكومة بذلك. ينتمي الى نظام قديم عمره آلاف السنين وليس بمقدورك ان تتخلص منه بسهولة. تخلف؟ هذا هو السؤال. في هولندا عاد البعض في السنوات الاخيرة الى اعتماد الوساطة او التحكيم، وهذا ما يقوم به الشيوخ منذ قرون.

*يوديت سبيخل – ذاعة هولندا العالمية