حوارات

الحگومة استثنت أبناء تعز في مقايضتها مع الخاطفين فاضطررنا إلى أخذ أقارب الخاطفين لكي يطلقوا أبناءنا

المستقلة خاص ليمنات

> الرئيس أفرج عن حسن بنان گي يشارك في الحوار وعند اخراجه رحلوه إلى القاهرة

< أجرى اللقاء/ أمين راجح 

< في البداية ألتقينا بالمختطف بعد الأفراج عنه وسألناه ابتداءاً هل ممكن أن تعرف القارئ بحالتكم الشخصية؟

–  أسعد محمد أمين الكامل.. متزوج وعمري 26 عاماً.

< متى كان اختطافكم؟

–  في 23/2/2013م.

< أنت ومن؟

–  كنت أنا وثلاثة من زملائي.. الملازم عبدالرحمن الفقيه، والمهندس ماجد الفقيه وواحد من مأرب اسمه علي مدهش.

< كيف تم اختطافكم من قبل قبائل شبوة؟

–  نحن كنا ذاهبين على أساس نجمرك السيارة، وعندما وصلنا مدخل شبوة تفاجأنا بوجود نقطة ما بين شبوة ومأرب- لم تكن حكومية- كان هناك أكثر من 50 شخصاً مسلحاً اجبرونا على أساس ندخل القرية لمقابلة الشيخ.. وقالوا أنتم ضيوف عندنا.. أوصلونا إلى منزل واحد اسمه محمد عبدالله بنان.. وبعد دخولنا منعنا من الخروج، حتى يخرج حسن بنَّان من السجن.

< هل جردوكم من ممتلكاتكم بعد أن منعتم من العودة؟

– في البداية كان الأمر طبيعياً.. بقيت السيارة معنا وكل شيء ولكن بعد 38 يوماً أتوا ورفعوا علينا السلاح واخذوا السيارة والمفاتيح والسلاح والفلوس وكل شيء.

< وبعد أن أخذوا أشياءكم.. هل تغيرت معاملتهم لكم؟

– بقينا في نفس المكان محتجزين داخل غرفة ضيقة.. عملوا علينا حراسة وبالليل كانوا يغلقون علينا الأبواب بسلاسل وأقفال حتى لا نهرب.

< هل كان هناك محتجزون آخرون إلى جانبكم؟

– كان عددنا 12 شخصاً.. الكل عسكر تقريباً أذكر اثنين من ريمة وواحد عقيد من إب وواحد من عمران تاجر (مدني).. كنا كلنا محتجزين في غرفة 3×6 متر تقريباً ننام واحد فوق واحد.

< ماذا عن الخدمات مثل الأكل وغيره؟

– الأكل كان أي كلام.. يومياً كانوا يعطونا نصف حبة دجاج ورز للأثنى عشر المحتجز، ونصف الدجاجة الآخر للحرس أما العشاء والصبوح كان عبارة عن مرق صلصة وخبز.

< هل كنتم مكبلين بالقيود وأنتم محتجزون؟

– كنا بدون قيود.. واحد كان مقيد.. كان عسكري مع حسن البنَّان.

< هل كانت توجد غرفة أخرى لمعتقلين آخرين؟

– لا اعتقد.. نحن كنا مع بعض وفي الفترة الأخيرة.. أيام الأسبوع الأخير أفردونا بالحجز.


في ظل غياب القانون وانهيار هيبة الدولة تصبح لغة الغاب هي لغة الحوار السائد والتي لا يسقط فيها دلالة القانون بل حتى تنتهك الأعراف والتقاليد القبلية السائدة، وهو الأمر الذي نقرأه في تفاصيل حادثة الاختطاف الشهيرة التي تعرض لها أسعد محمد أمين الكامل وزملاؤه من أبناء تعز والذين أحتجزوا في شبوة وعندما حدثت عملية مقايضة بين السلطة والخاطفين وتم الأفراج عن المعتقلين من الطرفين عدا أبناء تعز اضطر ابناء شرعب وبعد طول انتظار إلى ممارسة عملية اختطاف كي يتم الافراج عن ابنائهم.. صحيفة المستقلة أجرت هذا الحوار مع المختطف أسعد الكامل ومع والده الذي قام بعملية الاختطاف واللذان تحدثا حول عملية الاختطاف..  وكيف جرت عملية المقايضة بين السلطة والمختطفين في شبوة من جهة وبين فريقي الخطف في شبوة وشرعب من جهة أخرى..

ينتقل الحوار مع والد المختطف الشيخ/ محمد أمين الكامل:

< من هو حسن البنان؟

– هذا شخص تقول السلطة أنه يقود مسلحين قبضوا عليه في عدن وتتهمه السلطة بقتل تسعة أشخاص من النجدة، ومتهم أيضاً بقيامه ببعض التفجيرات وضرب المصالح الحكومية.. يقولون عليه جرائم جنائية ليست سياسية أمر الرئيس بمتابعته وبعد أن قبض عليه رحل إلى السجن المركزي بصنعاء مباشرة.. وهذا هو السبب الذي دفع أقاربه لاختطاف أبناء المناطق الشمالية وبالذات العسكر لتشكيل ضغط على الدولة- كان من ضمنهم ابني أسعد وزملاؤه لأنه ضابط في الأمن المركزي، ومع ذلك احتجزوه وهو ليس في مهمة عسكرية وكان يلبس ملابس مدنية.

< وهل نجحت الفكرة وافرج عن حسن بنان من السجن المركزي؟

– نعم أفرجو عنه وأخرجوه من السجن المركزي مقابل الإفراج عن المعتقلين، أيضاً كان الكثيرون من أبناء الجنوب والحراك حتى الرئيس كان يريد أن يدخل الحوار- لأنه يمثل علي سالم البيض حسب قولهم- ولكن عند اخراجه اتفقوا على ترحيله إلى مصر.. اشترطت الدولة على أصحابه أن يطلقوا كل المحتجزين فأطلقوا الجميع باستثثناء شرعب- أقصد أبناء تعز-.

< وهذا ما دفعكم لاختطاف أبناء شبوة؟

– نحن لم نقم بذلك في بادئ الأمر.. بعد أن أطلقوا الجميع باستثناء أبنائنا انتظرنا شهراً ونصف.. وخلال تلك الفترة ظللنا نراجع وزارة الداخلية ورئيس هيئة الأمن القومي.. الجهات الأمنية كلها والأجهزة.. راجعنا السلطة في المحافظة-… شرعب كلهم طلعوا إلى المحافظ شوقي- وبدوره قام بالتواصل مع رئيس هيئة الامن القومي ومع وزير الداخلية ومحافظة شبوة وصرح  بالسعيدة أنهم سيخرجوا ولم يتم من هذا الخبر شيء، رغم تواصلنا مع محافظ شبوة ومدير أمن شبوة ومع الشخصيات الاجتماعية في شبوة وكان الكل يرد ويقول هؤلاء قطاع طرق مما اضطررنا لاختطاف اثنين من أبناء شبوة من صنعاء من السجن المركزي وأخذناهم إلى شرعب.

< لماذا من صنعاء بالذات وأبناء شبوة موجودون في محافظة تعز؟

– نعم.. رغم أن أبناء شبوة متواجدون في تعز- وبأعداد كبيرة- منهم تجار، ومنهم مسئولون- مثل وكيل محافظة شبوة- إلا أن أخلاقنا لم تسمح لنا أن نختطف أناساً من هنا وبطريقة عشوائية.. أناس ليس لهم ذنب.. ذلك ما دفعنا للقيام بعملية استخباراتية.. أين يقيم أصحاب (نصاب)- أقارب حسن بنان بالذات- سواءً في شبوة أو في صنعاء أو في أي محافظة، ووجدنا شيخهم عوض بن وزير يمشي وبعده أربع سيارات حراسة، وبعد أن سنحت لنا الفرصة أخذنا اثنين منهم ومن أقارب الخاطفين- أحدهم خال قائد الحراك حسن بنان، والثاني أخو السجين عبدربه محرم- الذي كان مسجوناً مع حسن بنان- نحن اخذنا من أبناء المنطقة لم نختطف من أي منطقة عشوائية من شبوة مثلما هم يختطفون ساعة من تعز وساعة من إب أو ذمار أو ريمة…

< ماذا بعد الاختطاف؟

– وصل الخبر إلى أبناء شبوة وبدأوا يساومونا لكي نطلق مبارك محرم مقابل إطلاق إبني أسعد.. رفضت، وطلبت الإفراج عن الجميع، ما لم يبق ابني أسعد مع زملائه، والشيء المؤسف أن الجميع كان يعرف بهذا في السلطة المحلية هنا وأصحاب شبوة وصنعاء ومع ذلك كان هَمْ الجميع إخراج المسجونين المتهمين بقضايا جنائية وترك أبنائنا مختطفين دون ذنب.

< بالأمانة كيف كانت معاملتكم للمخطوفين من أبناء شبوة؟

– أبناء شبوة كانوا عندنا ضيوف.. أكلناهم اللحم حتى البروست كنا نحضره لهم بسيارة من تعز إلى شرعب.. استقبلناهم أحسن استقبال.. استقبال يليق بالمشائخ.. وفرنا لهم دار مؤثث مجهز بالماء وجميع الخدمات.. وفرنا لهم جميع متطلباتهم يومياً.. عندما مرض أحدهم قمنا بإحضار دكتور من تعز إلى شرعب لمعالجته حفاظاً على صحته.. هذه هي أخلاقنا.. نحن لا نريد أن نقول هذا الكلام ولكن على سبيل الذكر ليقتدي بنا الآخرون، وقد خرجوا بشهادة نعتز بها عندما سألهم أصحاب مأرب- وسطاء التسليم- ورجال الصحافة عن معاملتنا لهم فردوا عليهم لقد كنا في ضيافة شرعب..

< ما هي الترتيبات والخطوات التي سبقت عملية تبادل المحتجزين بينكم وبين أبناء شبوة؟

– بدأ التشاور بتسليم المحتجزين بعد جهد كبير بذل من قبل الشيخ أحمد مساعد حسين والشيخ محمد مسلمي والشيخ الشريف حيدر الهبيلي والشيخ عبدالكريم الهبيلي من مشائخ شبوة، وقالوا لنا أنتم كثر الله خيركم أنكم لم تختطفوا أي واحد من شبوة وإنما اختطفتم من أقرب الناس للخاطفين، وهذه كانت ميزة حسنة لأبناء شرعب أنهم أخذوا أقرب المقربين للخاطفين وبالتالي قام المشائخ بالتواصل فيما بينهم ومع رجل الأعمال محمد أحمد سعيد الحاج، والشيخ محمد أبو لحوم، والعميد خالد الرضي، ومحافظ إب القاضي الحجري، والقاضي علي علوي، والشيخ علي زيد الله دومان، والشيخ سليم دومان من مشائخ (حريب العين)، وقبائل شرعب ومشائخها للتوصل إلى حل وتبادل المخطوفين، ولا أنسى هنا الدور الذي لعبه شيخ مشائخ حريب- ذلك الرجل الفاضل الشيخ/ علي زين الله دومان- صاحب محطة الزيلعي للغاز- وأخوه الشيخ سليم دومان.. ثلاث مرات وهو يسافر من تعز إلى حضرموت ليأخذ أخاه إلى شبوة للتوصل إلى طريقة ترضي الطرفين لتبادل المحتجزين، لقد بذلا جهداً كبيراً على أساس كيف تتم عملية التبادل وأين إلا أن الوساطة الأساسية لعملية التقارب بيننا وبين أبناء شبوة هم المشائخ الذين تم ذكرهم بداية الجواب على هذا السؤال.

< على أي أساس حدد المكان لتبادل المحتجزين؟

– بداية كان الرأي أننا نخرج من تعز وهم يخرجون من شبوة ليتم التبادل للمختطفين في عدن إلا أننا رفضنا، فاقترحوا أن يتم التبادل في صنعاء ولكننا أيضاً رفضنا، وأصررنا أن يتم تبادل المحتجزين هنا في تعز.. كرد اعتبار لتعز لأنهم أخذوا أبناء تعز الذين هم أبناء شرعب ويجب إرجاعهم إلى هنا، وعلى ذلك تم الاتفاق وكان التسليم في منطقة الزيلعي الأسبوع الماضي..

< كيف تم التسليم وكيف كانت الأجواء؟

– في صباح 3 مايو كانت الأجواء طبيعية.. خرجو مشائخ شرعب كلهم إلى الزيلعي- بالعشرات أكثر من خمسين سيارة- لاستقبال أبنائهم.. ولما وصلنا الزيلعي وجدنا أصحاب مأرب قد حضروا وكذلك أصحاب شبوة ومعهم ابني وزملاؤه الثلاثة.. كانت الفرحة على وجوه الجميع وكل منا يرى ابنه يعود إليه سالماً، وقد تأسفوا لنا بسبب ما حدث وكان هدفنا الأول والأخير أن نوصل رسالة- لجميع المشائخ- أن مثل هذه العادات يجب أن لا تتكرر بين القبائل، ومن له دعوى سياسية أو جنائية عليه أن يلجأ للقضاء والدولة هي المسئولة وليس المواطن لأن عملية الاختطاف جريمة بحد ذاتها، ولكن الأمر الذي أوصلنا إلى ذلك هو عدم تجاوب الدولة معنا رغم ما قمنا به من متابعة استمرت لأكثر من شهر ونصف، وهذه أول مرة تقوم  شرعب بعملية  الاختطاف..

< هل لقيتم دعماً أثناء متابعتكم للقضية من قبل قبيلتكم؟

– أنا لقيت دعماً من أعيان ومشائخ شرعب ومن قبيلتي بيت الكامل فقد أمدوني بالمال وإلا لما استطعت أن أوفر للمختطفين سبل الراحة وفرت لهم جميع متطلباتهم.. كنا يومياً نخزن للواحد بخمسة آلاف.. العملية ليست سهلة.. لذا أشكر جميع المغتربين من بيت الكامل في السعودية لدعمهم لي بأكثر من ثلاثة مليون ريال وأشكر كل مشائخ شرعب لتجاوبهم معي طلعوا إلى عند المحافظ ثلاث مرات، وكل قبائل شرعب وأشكر قبيلتي بيت الكامل وعلى رأسهم عبدالرحمن قائد الكامل، والعميد صادق الكامل، ونعمان هزاع الكامل، عبده مقبل الكامل، حمود محمد الكامل، وقاسم السماوي، وعلي عبده رزاز، ومحمد سيف الكامل وعبدالله مرشد الفقيه، ومارش بن طاهر الكامل وأولاد عمي المغتربين.

< كلمة أخيرة؟

– كما قلت نريد أن نوصل رسالة للرأي العام  أنه لا يجوز ولا يحق لقبيلي من القبائل أو سياسي من السياسيين خطف أو حبس مواطن ما على ذمة قضية أو مشكلة ما لأن ذلك التصرف جريمة بحد ذاته وليس من عادات القبائل، ولا من شيمهم هذا.. لأن ما حدث يعتبر عادة سيئة وسابق خطيرة.

أن دولة تحبس رجل متهم، وفي الأخير تطلقه بينما يبقى المختطفين بسببه محتجزين دون لفتة من الدولة، وذلك ما دفعنا لتحرير أبنائنا بتلك الطريقة ونحن مكرهون.

زر الذهاب إلى الأعلى