غير مصنف

تلميذات يمنيات يبتكرن آلات تكافح أول أكسيد الكربون

يمنات – دار الحياة – علي سالم
تعمل طالبات يمنيات على مكافحة تلوث الهواء من خلال ابتكار آلات تعمل بواسطة الطاقة النظيفة، وتستعد الطالبة وفاء الريمي وزميلات لها في ثانوية السيدة زينب في صنعاء، لإشهار شركة مختصة بإنتاج سلع ذات طبيعة ابتكارية خصوصاً آلات تعمل بالطاقة النظيفة.

وتنهـــــض شركة «كريتف جنريشن» (جيـــــل مبدع) التي تستعد الريمـــــي وزميلاتها لتســــجيلها رسمياً عقب الانتهاء من اختبــــارات الثانـــــوية العامة، بعد فوز مشروعهن في مسابقة إنجاز العرب للأعـــمال فــــي العاصمة القطرية الدوحة العام الماضي.

وأكدت الريمي حصول شركتهن على 15 ألف دولار منحة من شركة «إم تي إن» للاتصالات الخليوية وذلك ضمن مساهمات الشركة المذكورة في خدمة المجتمع وتشجيعها المبادرات المبتكرة ما يؤدي إلى تمكين شركة «كريتف جنريشن» من الوقوف على قدميها.

وكان مشروع الريمي وزميلاتها الذي مثل اليمن في مسابقة إنجاز العرب في العاصمة القطرية اشتمل على ابتكار مروحة ومصباح ومظلة تعمل كلها بالطاقة الشمسية.

وتضم المدارس والجامعات اليمنية طلاباً وطالبات موهوبين لديهم قدرات وميول نحو الابتكار، بيد أن تخلف مؤسسات التعليم غالباً ما يؤدي إلى وأد هذه المواهب.

وأكدت الريمي أن حصة النشاط المدرسي لا تعدو أن تكون مجرد خروج الطالبات للعب مشيرة إلى خلو المدرسة من المعامل والورش والمعلمات وكل ما من شأنه المساعدة على اكتشاف المواهب وتنمية قدرات الطالبات.

ويتكون فريق الشركة من 16 طالبة يتوزعن على صفوف مختلفة، وبعض الطالبات المبتكرات مثل الريمي التحقن بالقسم الأدبي ما يؤكد غياب الاهتمام المبكر لاكتشاف المواهب وتوجيهها للتخصص بما يتوافق وميولها وقدراتها.

وذكرت الريمــــي أنها وزميلاتها لم يكن يعلمــــن شيئًا أو يولـــــين اهتــــماماً بقدراتهن وبدأ الأمر أثناء الإجازة الصيفية الماضية عندما شرعت شركة «إنجاز اليمن» في تنفيذ برنامج لاكتشاف المواهب وتشجيعها. وتقول الريمي: «كانت لدي أفكار ونشاطات لكن لم يكن هناك من يأخذ بيدي ويساعدني على إبراز مواهبي حتى تم اختيارنا للاشتراك في برنامج شركة إنجاز اليمن».

وتأتي ابتكارات الريمي وزميلاتها لتلبية حاجة مجتمعية تفرضها ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي الذي يصل أحياناً الى 18ساعة في اليوم. وتنتشر في صنعاء والمناطق اليمنية مولدات الكهرباء الصغيرة في الأحياء والشوارع والعمارات في شكل غير مسبوق حتى كادت تكون «فرقة الأوركسترا اليمنية الوحيدة» وفق ما يقول وهيب ناصر (22 سنة) ساخراً من الضجيج الذي تولده هذه المحركات.

ويبقى الأخطر، وفق ما يفيد مختصون، هو غاز أول أكسيد الكربون الناتج من استخدام محركات الطاقة خصوصاً أن صنع معظم هذه المولدات غير ملتزم المعايير الدولية.

وخلال السنوات القليلة الماضية قضى عشرات اليمنيين اختناقاً بغاز أول أكسيد الكربون الناتج من مولدات الطاقة بينهم 12 شخصاً من أسرة واحدة.

وفي حيــــن تلتزم السلطات ومعها المنظــــمات المحلية والخارجية، الصمــــت إزاء ارتفاع نسبة تلــــوث الهواء بغاز أول أكسيــــد الكربـــون القاتل، أكدت الريمي أن شركة «كريتف جنريشن» ستتخـــــصص في إنتاج آلات تعمل بالطاقة النظيفة، مشيــــرة إلـــى أفكار جديدة لديها وزميلاتها لتعميم منتجات صديقة للبيئة تحد من التلوث وتصنف صنعاء ضمن أكثر العواصم تلوثاً.

وإذا علمنا أن معظم الشركات اليمنية ذات الرساميل الكبيرة لا تفعل سوى إعادة تعليب أو تركيب مواد مستوردة، تبدو شركة «كريتف جنريشن» وكأنها تبشر بجيل يمني جديد يعي معنى الصناعة ويعمل على خدمة مجتمعه وسلامة بيئته.

وتواجه الريمي وزميلاتها مشكلة محدودية وضآلة رأس المال، فمبلغ 15 ألف دولار لا يكفي أبداً لتأسيس شركة خصوصاً في ضوء غياب أي دعم رسمي أو خاص حتى الآن، لكنهن أكدن عزمهن على النجاح في مشروعهن والمضي بالشركة حتى تكبر وتستطيع أن تقف على قدميها. وتقول الريمي: «سنسعى في المستقبل إلى إنتاج الخلايا الشمسية محلياً بدلاً من استيرادها فلا صعوبة في حال توافرت آلات إنتاجها».

ويرشح من تجربة طالبات مدرسة السيدة زينب مدى غنى اليمن بالمواهب والقدرات التي يمكن أن تؤسس لنهوض البلاد وإخراجها من تخلفها، فقط في حال توافرت البيئة الملائمة والمشجعة للتنمية البشرية. بيد أن الحاصل هو أن الحكومة والأحزاب والقوى الفاعلة «منغمسة من رأسها حتى أخمص قدميها بالفساد وفي إعادة إنتاج النزاعات وتجارة القات والسلاح» وفق ما ترى الطالبة منى عبدالسميع.

ووفق الريمي، فإن الابتكـــــارات التي شاركت بهـــــا فـــــي مسابقـــــة الدوحة كانت مجرد بدايــــة فرضتها لحظة الاستعداد للمشاركة في المسابقة وهي لحظة كانت قصيرة لم تزد عن 6 شهــــور. وتحــدثت الريمي عن مشاريع جديدة ومتميزة تنتظر الإنجاز، وعن توجه إلى جعل الشركة حاضنة للإبداعات والابتكارات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى