فضاء حر

بعض ملاحظات على العزيز الخيواني

يمنات

ما يتعلق بالاتهامات الخطيرة الواردة في موضوعكم (حتى الاشتراكيين): الرد عليها مسؤولية القيادة: فقط سأورد بعض الملاحظات من وجهة نظري:

أولا: شخصيا أتفهم مشاعركم الطيبة نحو الحزب والمنطلقة من الحرص والقلق عليه باعتباره البقية التي يراهن عليها كل شريف لتحقيق هدف الجميع في وطن حر وشعب سعيد وإن خذلته الجماهير اثناء الوحدة وبعدها وتركته يواجه مصيره منفردا وتخلى عنه الكثيرون نتيجة لشراسة حجم الهجمة الوحشية العسكرية والسياسية والإعلامية والدينية والحصار الشامل وتكالب قوى الشر والعدوان الداخلية منها والخارجية التي كانت لها مصلحة في الانتقام منه لمواقفه الثورية المنحازة الى مصالح الجماهير الشعبية من المستضعفين.

أما ما يتعلق بالنقد البناء فنحن نأخذه برحابة صدر لأنه مفيد لنا ولا توجد لدينا أية مشكلة بشأنه فهو خبزنا اليومي بل ونقدم الشكر الجزيل لصاحبه, ولا تنسى بأن الحزب مدرسة سياسية طليعية يتعلم منه الجميع وبدون استثناء ومع ذلك لسنا ملائكة ولا ندعي الكمال ولنا أخطائنا غير إنه لا مجال لمقارنتها بأخطاء الآخرين شكلا ومضمونا ,والوحيدين على الإطلاق الذين خصصنا مؤتمرا وطنيا عاما للوقوف امام عيوبنا لمراجعة اخطائنا بعقد الـ(كونفرنس الحزبي) الذي اصدر وثيقة الوقفة النقدية التقييمية.

أما موضوع الالتزام الصارم في الحزب والدولة بأجهزتها المدنية والعسكرية فهو امرنتحسر عليه كثيرا كإيجابة تحسب للحزب افتقدناها منذ 22مايو90م..

أيها العزيز: إذ لم يكن من الجريمة فمن الإجحاف المقارنة بين المناضل (محسن) صاحب الرأس البارد والقلب الحار واليدين النظيفتين وبين جلادي الشعب ولصوص سلطته وثرواته وخونة الامانة الوطنية من الأوباش أمثال (خميس) وغيره، ثم انه لا يوجد نظام في العالم تاريخيا غير قمعي ولا دموي باستثناء النظام (الاشتراكي) لماذا..؟؟ لان دمويته وقمعيته تنطلق من طبيعة السلوك العنيف والعدواني للطبقات والنخب الفاسدة التي لا شرعية لها إلا شرعية العنف والقوة للسطو على حقوق الجماهير الشعبية في السلطة والثروة فإن جنحت للعنف فهي تجبر سلطة الشعب بالتعامل معها بالمثل باعتبارها المدافع الامين عن مصالح الاغلبية العظمى من المستضعفين وعن المصالح العلياء للشعب والوطن, وإن جنحوا للسلم فهي بردا وسلاما على الجميع وعلى اعتبار أن الفارق الوحيد بين البشر من الناحية السياسية هو: الفارق الطبقي مثلما أن الفارق الوحيد بين البشر من الناحية الدينية هو: التقوى، أما الحكم على الحزب من خلال اخطأ بعض قادته يترتب عليه الظلم المزدوج من ناحية فيه ظلم للأكثرية ومن ناحية ثانية نظلم أنفسنا بظلم الاكثرية البريئة.

وكذلك وصف ماضينا (بالأسود) لا يليق بالحقيقة فهو على الأقل بالنسبة لنا مصدر إلهامنا واعتزازنا وفخرنا لما يحتويه من ميراث نضالي ضخم مرتبط بالتاريخ الكفاحي الوطني والتحرري والديمقراطي للشعب فهو رأسمالنا الوحيد ولن نفرط فيه حبا في سواد عيون كائنا من كان لأنه مصدر إلهامنا وعطائنا وقوتنا فلا نملك غيره من الأرصدة بنكية كانت أو عقارية او تجارية.. الخ..

وإن الجرائم السياسية والاقتصادية والأخلاقية والخيانة الوطنية العظمى ليست من شيمنا ولا من قيمنا ولسنا من ذوي الوظيفة الوضيعة لدى اللجنة الخاصة (المطلبين) الذين اذاقوا الوطن والشعب مرارة العيش الذليل ومرغوا الكرامة الوطنية في الوحل..

واكتفي بملاحظة أخيرة وهي التوقيت الخبيث لطلب الاعتذار..

بينما يعتبر الثاني والعشرون من يونيو اعظم ذكرى ثورية خالدة في التاريخ النضالي المعاصر لشعبنا ووطننا وهي مناسبة جاءت على اثر انقلاب 21مارس الذي أقصى القيادات والكوادر اليسارية ومارس ضدها القمع والتنكيل فكانت خطوة هامة وضرورية لتصحيح مسار الثورة وحسم الانتصار لخيارات الجماهير الشعبية التي هبت للمشاركة الواسعة والفعالة وصنعت بيدها ذلك الحدث الثوري العظيم.

وفيما يخص الاعتذار أرجو أن تطمئنوا أيها العزيز بان الحزب قد سبقكم بثمان سنوات في تقديم الاعتذار على تلك الأخطاء في حق قادته وكوادره وقد ورد ذلك ضمن إحدى قراراته الشجاعة في مؤتمره العام الخامس المنعقد عام 2005م..

زر الذهاب إلى الأعلى