حوادث

ضحية الجنبية لمى.. استقبلها والدها بطعنات الغضب على بوا بة الفندق

المستقلة خاص ليمنات

(لمى) فتاة في ربيعها التاسع عشر من أسرة فقيرة الحال تخرجت من الثانوية وتوجهت للدراسة في أحد المعاهد الخاصة وهناك تعرفت على عدد من الصديقات إلا أن أقربهن إلى قلبها كانت شجن التي راحت تغدق عليها وتكرمها بالفلوس والهدايا وتدعوها بين الحين والآخر لتناول الوجبات في أفخر المطاعم..

كانت لمَى تشك منذ البداية بأن صديقتها شجن فتاة سيئة السلوك وتربطها علاقات مشبوهة مع أشخاص كانت تراهم يأتون إلى بوابة المعهد ويأخذونها بسياراتهم، لكنها لم تكن متأكدة من حقيقة أنهم يصطحبونها ليقضون معها أوقات من الأنس والفرفشة مقابل إعطائها وريقات الفلوس .. ولكن سرعان ما تكشف ذلك عندما بدأت شجن تستغل ما تجمعه من مبالغ في تشجيع لمَى على خوض المغامرة وتفتح حولها نوافذ الطمع في الثراء السريع مجتهدة في إخبارها بما تلاقيه من المتعة ويكفي أنها تحصل مقابل الخروج الواحد على مبلغ مبالغ فيه ولزوم الاغراء، كذبت عليها وزادت في ترغيبها بشتى الحيل لتجرها معها إلى عالم الفرفشة وبيع الهوى العاصف فقد كان كل ما ينقص شجن صديقة تقاسمها وزر هذا العمل وتشاركها لذة الاستمتاع ببيع الهوى..

استمرت شجن تحيك الشباك للإيقاع بصديقتها لمَى وظلت تمدح حسنها بشكل مفرط كلما التقت معها مرددة عبارة يخرب عقلك لمى مخبية هذا الجمال لمن وإذا كنت أنا جميلة، فأنت أجمل مني بكثير ومن يشاهد هذا الحلا والجسم سيدفع لك أضعاف ما تحلمي به.. وبهذه الطريقة كانت كلما وجدت منها بعض الخوف والتردد تدفع بها إلى الأمام وتقول لها عيشي حياتك يا لـــمَى وازبطي الفقر ولن يحدث شيء فأنت لن تفرطي بعذريتك والباقي يفي بالغرض وقبل كل شيء اطمئني فالأمر سيكون سر بيننا نحن الاثنتين ولن تذهبي بمفردك ابدأ فأنا سأكون معك وسأعرفك على ناس شبعانين ويموتوا بهذي الحاجات  وصدقيني لن تندمي على التعرف بهم.. ضعفت لمَى أمام إغراءات صديقتها شجن وشيئاً فشيئاً لم تدر إلاّ وهي تنقاد غير واعية خلف رغبات الطيش وتنساق وراء أحلام الثراء واللعب بالفلوس وفكرت فعلاً أنها لن تخسر شيئاً طالما أنها لن تفقد عذريتها ولن تتنازل عن شرفها ونست أن تسأل نفسها أي شرف سيبقى لها بعد أن تبيع بقية مفاتنها لموالعة المتعة الرخيصة بأبخس الأثمان..

بخطى سائقها الطيش ودافعها التهور خطت لمَى الخطوة الأولى في الطريق الذي كانت تجهل بأن لا رجعة فيه ولا سبيل للخلاص.. وفي الموعد الذي اتفقت فيه مع صديقتها شجن على الخروج ذهبت إلى محل الكوافير لتسريح شعرها وعمل الماكياج وبعد أن ارتدت الملابس المثيرة من تحت العباية انطلقت على عجل برفقة المعلمة شجن صوب المكان الذي ينتظرهن فيه الزبون على سيارته..

صعدتا فوق السيارة وانطلق الثلاثة نحو إحدى الشقق الفارغة والتي سبق أن قام باستئجارها ذلك الشخص خصيصاً للقاء برفيقات الأنس وهناك تفاجأت لمَى عند دخولها بوجود شخصين داخل الشقة عرفت فيما بعد أنهما صديقا الزبون..

وبعد الدخول إلى الشقة خلعت شجن عبايتها وطلبت من صديقتها الفاتنة لمَى أن تخلع عبايتها هي الأخرى وتتحرر مما عليها فقد صارت في أمان فطاوعتها الطلب وقعدت معها لتناول القات في جوار الزبون وصديقيه اللذان بدأ يفترسانها بنظراتهما المشتعلة رغبة في التهام مفاتن جسدها البكر فقد عرفا من خلال صديقتها شجن بأنه لم يمسه بشر من قبل كان هذا، بينما راحت مشاهد الأفلام الساخنة تتوالى على شاشة التلفاز العريضة لتلهب لمَى وتجعلها تغيب في عالم آخر التي لم تعرفه في سابق الأيام وبكل اهتمام جلس الجميع يرصدون ملامح التأثر البادية على محياها لكنهم كانوا ينتظرون وصولها إلى مرحلة متقدمة من التفاعل بحيث يستطيعوا أن يأخذوا منها ما يريدون دون  مقاومة أو اعتراض.. وفي اللحظة المناسبة انقضوا عليها أمام أنظار صديقتها التي جلست تصور ما يدور بواسطة الجوال.. لم تبد لمى مقاومة بعد أن وجدت نفسها فريسة سائغة بين أنياب ذئاب لا ترحم.

انقضت وقائع الجلسة وحصلت لمَى على المبلغ المطلوب فيما حصلت صديقتها اللعوب شجن على مقطع الفيديو الذي يدين لمَى ويضمن لها التزامها الصمت والطاعة طول العمل وهكذا سارت الأمور واستمر الحال على ما هو عليه فتعاودت لقاءات الشقة وبمرور الوقت تعرفت لمَى على أشخاص آخرين  وصارت تنسج معهم المواعيد الغرامية وتخرج للقاء بهم في الشقق والفنادق التي عرفت أقدامها الطريق إليها طيلة أربع سنوات من بيع الهوى الرخيص في السر وبدون علم أهلها الذين ظلت تخدعهم وتصور لهم أنها تذهب إلى منزل صديقتها حتى شاءت الصدفة أن يتم القبض عليها ذات مرة في أحد الفنادق مع ثلاثة من الزبائن الخليجيين وقد دفعوا مبلغاً كبيراً كرشوة مقابل الإفراج عنهم وعن لمَى التي أبى القدر إلا أن يوقف مسيرتها في هذا الدرب الوعر، فقد كان أحد جيرانهم في الحارة يعمل في قسم الشرطة الذي تم اقتيادها هي والزبائن الخليجيين إليه وبمجرد اطلاعه على الاسم ساوره الشك فسألها عن عمل والدها ومكان سكنها لم تجبه بالحقيقة وحاولت مغالطته لمعرفتها بأنه يسكن عندهم في نفس الحارة وقد خافت من أن ينقل الخبر إلى والدها إلا أن الشك والحيرة لم يدعاه يلتقط أنفاسه ومن أجل ذلك عزم على التأكد من الأمر بطريقته الخاصة فأخذ يراقب تحركات الفتاة في الحارة ويترصد خروجها من المنزل حتى استطاع عقب يومين من حل اللغز وفك عقدة السر..

لقد خرجت لمَى من منزلها في وقت الظهر واتجهت إلى محل الكوافير لتجهز حالها كالعادة لمشوار غرام جديد وبقى جارها الشرطي يراقبها من بعيد وانتظر ليعرف إلى أين ستذهب بعد خروجها من الكوافير.. وبمرور نصف ساعة خرجت وهي تتحدث بالجوال وأوقفت تاكسي أجرة فاستأجر دراجة نارية وأنطلق خلفها ليتابعها إلى أين ستتجه حتى وقف التاكسي فجأة في أحد الشوارع ونزلت لمَى لتركب إلى جوار شخص في سيارة خصوصي كانت واقفة بجانب الرصيف..

تحركت السيارة الخصوصي وواصل الجار متابعتهما بالدراجة من بعيد حتى توقفت السيارة أمام أحد الفنادق وهناك شاهد ذلك الشخص الغريب يمسك لمَى من يدها بمنتهى الرومانسية ويدخلها معه الفندق.. عندها تأكدت شكوكه وأيقن تماماً بأن الفتاة التي تم القبض عليها مع الخليجيين هي نفسها ابنة جارهم  الطيب في الحارة والذي ليس لديه علم بشيء مما تفعله ابنته فكل وقته مسخر للعمل من أجل توفير إيجار البيت والقوت الضروري للمَى وأشقائها ومن أجل ذلك لم يترك فرصة كشف الحقيقة تفوته فاتصل بوالد الفتاة وأخبره بالتفاصيل.

لم يصدق والد لمَى في البداية ولكنه لم يتمالك نفسه عندما طلب منه جاره الشرطي أن يترك العمل الذي في يده ويحضر سريعاً إلى المكان المحدد ليتأكد بنفسه ويرى بعينيه ابنته وهي تخرج من الفندق فانطلق الأب مسرعاً يسابق الريح ليلتقي بجاره المتصل في الرصيف المقابل للفندق ويجلس بجواره مستفسراً عن الحكاية ومنتظراً خروج ابنته على أحر من الجمر..

وبعد مضي ثلاث ساعات ونصف من جحيم الانتظار خرجت لمَى من الفندق كما دخلت وعشيقها المغرم ممسك بيدها فاستقبلها والدها بوجه متجهم عند الباب وسارع بكشف البرقع عن وجهها ليتأكد من أنها ابنته فعلاً عندها فقد السيطرة على زمام أعصابه فاستل جنبيته كالمجنون وبادرها بطعنات غضب متوالية سقطت على إثرها الأرض فتم اسعافها فوراً بينما أمسك الجار بالعشيق الذي حاول الهرب لينجو بجلده.. وقد تم بعد ذلك إبلاغ أجهزة الأمن في المنطقة،  فحضرت إلى المكان وتولت التحقيق حول أسباب وملابسات الحادث.

زر الذهاب إلى الأعلى