فضاء حر

هيبة القوات المسلحة والأمن وأرواح قيادتها في خطر والبديل قادم

يمنات

ابتداء أعزائي القراء  بكل تواضع و إجلال و فخر أتقدم إليكم والى الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بأحر وأجمل عبارات التهاني و التبريكات بمناسبة شهر رمضان الكريم جعله الله لنا شهر فرج و أخوة وتلاحم  وكرامة وانتصار  ..

 عزيز القارئ: ما سأذكره  في هذه الدراسة المتواضعة  ، ليس من نسج الخيال وإنما ما فرضته الحقيقة  بمعطيات  ومعلومات  ومؤشرات  أخذتها من مصادر ومراجع معروفة سأوردها إليكم في سياق الدراسة .  قد ربما  لا يكون كلامي مطلق الصواب  ولكن  الموضوع    جدا خطير،  ويستوجب مننا  البحث عن خفاياه  وأسبابه الكارثية  و التدميرية للبنية  القيادية للقوات المسلحة والأمن  و أيضا خلق الفوضى ونشر التخريب التي تستهدف المشاريع الخدمية مثل الكهرباء والمشاريع الاستثمارية مثل القطاعات النفطية .. .

فهم أخوننا وزملائنا في الوطنية والكفاح  وهذا  امن واستقرار ومصير وطننا و ليس لنا  وطن غيره  فإذا لم نساهم في حمايته وبناءه  فلا نستحق أن نكون أسيادا عليه  ولن نكون محترمين بين الأمم..

 عزي القارئ. رأينا  خلال السنة الماضية تصاعد للفوضى والتخريب والإرهاب بشكل جنوني !! في الوقت الذي  انتشرت فيه الفوضى و تخريب الكهرباء بشكل مستمر و إسقاط الطائرات  الحربية ..كيف ؟ ولماذا ؟ ومن يقف وراءها ؟ وما المصلحة من ذلك الإصرار ؟..  كل ذلك يحصل بالتزامن   مع تصاعد الاغتيالات للقيادة  العسكرية والأمنية والتي  راح ضحيتها عشرات الشهداء   من قيادات الصف الأول والثاني ..لماذا لا نعلم ؟    وكل ما نعلمه أن القاعدة من تنفذ تلك الاغتيالات ..فأي قاعدة ؟و آنى لها هذا المخزون الكبير من المعلومات العميقة  حول المستهدفين والاحترافية في  تنفيذها ؟ومن يقف وراءهم ؟  وما المصلحة من ذلك ؟

مشروع  تخريب  الخدمات  ونشر الفوضى و اغتيال قيادات الجيش و الأجهزة الأمنية ؟ هل هو مشروع موحد ضمن أجندة معينة  أم  أن تصاعدها بوقت متزامن  مصادفة  ؟

سيناريو نشر التخريب  و الإرهاب والفوضى و إفشال  القوات المسلحة والأجهزة الأمنية   في حفظ الأمن والاستقرار وتصوير ذلك الفشل للشعب والحكومة ؟ هل هو من اجل  فرض بديل لحفظ الأمن والاستقرار  ؟ وإذا كان كذلك من هو ذلك البديل ؟ وما هويته؟

هذه كلها  تساؤلات تحتاج إلى أجوبة، وقد حاولت جاهدا للبحث عن خيوط  ومعلومات  ومؤشرات  توصلنا  او تقربنا إلى  إجابات عنها ، في كل المصادر والوقائع والإحداث والتحليلات بأكبر قدر أمكنني  ، من بهدف الإسهام في وقف  نزيف كوادر القوات المسلحة والأمن بفقدان الوطنيين والفعالين فيه و الكشف عن هوية  من يقوم بنشر الفوضى والإرهاب والتخريب  .. 

 عزيزي القارئ: إن اغلب  الاغتيالات استهدفت قيادات كبيرة  في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ومن قام بتلك الاغتيالات يمتلكون مخزون كبير من المعلومات عبر جهات تزودهما ، كما أن تلك الاغتيالات تمت بطرق ووسائل احترافية لا يمتلكها تنظيم القاعدة وهذا ما أكده  راجح بادي، المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة اليمنية لوكالة شنجو  الصينية : "بأن الأسلوب وطريقة تنفيذ الاغتيالات واحدة، وان الملفت والمثير أن الجهات المنفذة لديها مخزون معلوماتي كبير ويبدو انه يحدث بشكل مستمر، وهذا ما يسهل من تنفيذ عمليات الاغتيالات وتقنيا لا يمتلك التنظيم القدرة على تنفيذ الاغتيالات بهذه الوتيرة والدرجة من الدقة وإخفاء ملامح تلك الاغتيالات "..

و في هذا الصدد  تحدث  عبدالسلام محمد رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية  " منظمة مدنية  "  " لوكالة شنجو الصينية "عن   جهات تمول  القاعدة وتزودها بمعلومات وتوجيهها إلى استهداف هيبة الجيش والأمن وحياة قادتهما وخلق فوضى والتخريب والإرهاب بقوله " من الواضح أن الجماعات الإرهابية هي من تنفذ الاغتيالات، لكن الممول والمخطط هي جهات فقدت مصالحها مع النظام وتحاول ضرب النظام الحالي بأي طريقة كانت    ".

فمن هي تلك الجهات التي تقف وراء دعم  القاعدة بالمعلومات وتقنية الاغتيالات الحديثة  ؟  وهل هي جهات محلية أم أجنبية ؟

ولو أعدنا   تسلسل الأحداث  لمعرفة الجهة  الخفية التي تقف  وراء الجماعات التخريبية والإرهابية ؟ وكيف حصلت على المعلومات ؟ وكيف تزود  القاعدة بها ؟ انطلاقاً من أول عملية اغتيال نوعية  استهدفت قيادي عسكري كبير 

ففي تاريخ 2012/4/17 وصل  الوفد الأمريكي إلى اليمن وتم تسليمهم  ملف هيكلة القوات  المسلحة والأمن  للإشراف عليه  رسميا ، و قد التقى  الوفد الأمريكي  بأعضاء اللجنة العسكرية   و أطلعتهم اللجنة   خلال الاجتماع على ما «حققته من نجاحات ميدانية حتى الآن في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار وعودة الحياة إلى مجراها الطبيعي "  والمقصود ب الانجازات الميدانية أي الحرب ضد أنصار الشريعة في أبين التي تحققت بقيادة العقيد سالم قطن قبل  استشهاده بشهرين فقط  من استلام الوفد الأمريكي ملف هيكلة ،  بالتحديد  تم اغتياله 19/6/2012  في عملية وحادثة تشوبها الكثير من التساؤلات .!!  وللعلم اغتيال العقيد قطن مثل حلقة أولى  في مسلسل الاغتيالات التي استهدفت قيادات الصف الثاني للجيش والأمن اليمني و بوتيرة  متصاعدة  وبتسلسل زمني ،  والتي راح ضحيتها أكثر 110 ضابط  منذ ذلك الحين إلى اليوم  توزعت بين المحافظات الشرقية والجنوبية والوسطى  …وفق تقارير لوكالة شنجو الصينية وبيانات وزارة الداخلية …..

هنا نتساءل…   …   .. فهل التزامن   بين استلام ملف الإشراف على الهيكلة   التي   تصاعدت  بعدها الاغتيالات مجرد مصادفة؟ ام ان لها علاقة  بمن يقف وراء المشروع الإرهابي التخريبي في اليمن كون الأمريكان هم الجهة الجديدة التي  وصلت لمعلومات  عميقة عن القيادات العسكرية والأمنية  الفعالة   باسم الإشراف على  الهيكلة  ؟وفي نفس الوقت   تقوم بتزويد جناحها في تنظيم القاعدة  بالمعلومات والخبرة الاحترافية  لأنهم من  يمتلكون التكنيك الاحترافي في الاغتيالات كخبرة سابقة في الحرب الباردة ؟  وهل هي البديل بعد إفشال  القوات المسلحة والامن ؟

 في المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير الأمريكي بتاريخ 8 /5/2013  الذي صرح فيه حول هيكلة القوات المسلحة والأمن بقوله :   (أن هناك وحدات عسكرية لديها بعض الإشكاليات وسيتم حلها ومعالجتها)     

 وهناك كثير من الشواهد الظاهرة التي نستنتج منها  مقصد السفير الأمريكي  من قوله (ان هناك وحدات عسكرية لديها بعض الإشكاليات وسيتم حلها ومعالجتها)  ففي نفس شهر 5 من عام 2013م  قام السفير بزيارة سرية وبمفرده الى محافظة حضرموت وذلك حسب مذكرته زوجة السفير السيدة ماري في مقال سوزان الذي تم نشر في المصدر اون لاين بتاريخ 20/5/2013م ، وفي ذلك الشهر حدثت أكثر من عشر عمليات اغتيال لكبار  قادة  الجيش و الأجهزة الأمنية و  منهم مدير فرع الاستخبارات في حضرموت العميد أحمد عبد الرزاق  وقيادات الجيش أمثال قائد الدفاع الجوي العقيد العميسي  ومدير فرع البحث الجنائي  العقيد الركن عبد الرحمن باشكيل ،و قد تركزت  اغلب اغتيالات للقادة العسكريين و الأمنيين  في  محافظة حضرموت والجنوب بشكل كبير  منذ ذلك الوقت  إلى  اليوم.. وفي نفس الشهر لزيارة السفير الأمريكي إلى حضرموت أعلن تنظيم القاعدة غيل باوزير  امارة إسلامية .."تفاصيل أكثر في المقال الذي تم نشره في عدن الغد.. تحت سيناريو اغتيال السفير الأمريكي "…

ولتوضيح ذلك الارتباط في موضوع اغتيال قيادات وضباط الجيش والأمن  بين القاعدة والإدارة الأمريكية  والمكاسب التي تحققها من وراء ذلك يقول  آل كلارك احد مالكي شركة  بلاك وتر الأمنية  الأمريكية  : “إن بلاك ووتر مدينةٌ بما هي عليه اليوم من نفوذ وقوة إلى أسامة بن لادن”!    المصدر مدونة الصحفي  محمد عبده العبسي

 طبعا يقصد هنا نفوذ وقوة  بوجود قواعد عسكرية خاصة ورسمية  أمريكية   في الوطن العربي والإسلامي .

وحول موضوع الأمن ذكر الصحفي العزيز محمد عبده العبسي في إحدى مقالاته "إن تجارة الأمن في اليمن اليوم حنفية مال لا تنقطع، وهي في تزايد مستمر حتى أن لدينا عدداً لا بأس به من الشركات الأمنية …" 

وفي ذلك الصدد ذكرت صحيفة  التايمز اللندنية قبل 10 سنوات: “إن فورة الأعمال التالية للحراب في العراق ليست النفط بل الأمن”. وفق ما أورده الكاتب العبسي ..

فهل  طائرات بدون طيار الأمريكية البديل عن القوات المسلحة ؟ والقواعد العسكرية الأمريكية   شركاتها  الأمنية هي البديل عن الأجهزة الأمنية اليمنية في حماية شركات استخراج النفط و المشاريع الاستثمارية  الأخرى؟

عزيزي القارئ…  

في  المحور لثاني في مشروع نشر الفوضى والتخريب والإرهاب .. يتم تنفيذ مسلسل تخريبي طويل يستهدف تخريب الكهرباء  و  وضرب أنابيب النفط والغاز ، و الخدمات  العامة  من قبل مجاميع تخريبية  تدعي ان لها قضايا ومطالب ورغم استجابة  الرئيس هادي لتلك المطالب  ألا ان  حلقات تخريب الكهرباء مازالت مستمرة إلى اليوم وبإصرار  يدعوا لتسأل والذي أوصلت مؤسسة الكهرباء قاب قوسين من الإفلاس بسبب النفقات الكبيرة جدا في إصلاح الأضرار الناتجة عن  التخريب المستمر والتي قد تتجاوز أحيانا  الأربعة اعتداءات في 48 ساعة .. فهل ضرب الكهرباء و انابيب النفط الغاز له علاقة بسيناريو إفشال القوات المسلحة و الأمن؟ وكيف ممكن يخدم المشروع البديل ؟ وهل هناك مشاريع استثمارية  بديلة إلى جانب المشروع  الأمني والعسكري البديل ؟

 عزيزي القارئ: في تصريح  مدير مؤسسة الكهرباء  المهندس عبد الرحمن سيف عقلان   ل"الثورة" بتاريخ 9/7/2013 إشارات كثيرة بقوله"   أن أعمال التخريب قد فاقت حدود التحمل وفاقت أضرارها حدود الخسائر والاستنزاف المادي للمؤسسة الذي يهددها بالإفلاس والتأثير الكلي على حركة العمل والإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية العامة والخاصة وسائر الخدمات اليومية للمواطنين في البلاد."

وأضاف" أن استمرار السكوت و التغاضي على هذه الأعمال الإجرامية التي طال أمدها يظهر الدولة وأجهزتها الضبطية وكأنها لا تهتم بما يعانيه ملايين المواطنين الذين يتعرضون يومياً لهذا العقاب الجماعي من قبل حفنة وشرذمة من الأشرار لا ضمير ولا أخلاق ولا وازع ديني يردعهم عن ارتكاب هذه الجرائم ضد المواطنين"

وأضاف عقلان "أن المنظومة الكهربائية في البلاد أصبحت فعليا مهددة بالانهيار جراء الاعتداءات التي لا تتوقف على خطوط نقل الطاقة والأبراج مأرب"

  و هذا يظهر لنا  ملامح   وهوية المشروع الإرهابي التخريبي التي تديره غرفة عمليات واحدة  …! و يكشف  مدى ارتباطها بضرب هيبة الجيش والأجهزة الأمنية والتهيئة  للبديل القادم ! ..  والمكاسب المادية والمعنوية  التي حققتها تلك الجهة إلى الآن ! ومدى نجاحها  في إقناع الحكومة والمواطن بفشل مؤسسة القوات المسلحة و الأمن في السيطرة على الوضع وعجزها عن حماية المشاريع الخدمية والاستثمارية !   

وحسب ما ذكرته الأولى في إصدارها بتاريخ 7/6 /2013  أن   وزارة الكهرباء   قامت في الربع الثالث للسنة الماضية بتوقيع عقود مع شركات ATGالتابعة لمجموعة السعدي وشركة A B R  التابعة للدكتور داريوس شاه سفاري  و المتخصصة في الاستثمار في مجالي النفط والغاز  وتوريد أجهزة ومعدات كهربائية  و شراء  الكهرباء من شركات استثمارية لتزويد محافظة عدن والمحافظات الساحلية .. وقد تم  الاتفاق  على ذلك وتوقيع العقود مع  تلك الشركات بدون مناقصات  .. و بأسعار باهظة جدا  وهذا تسبب بخلاف بين وزير الكهرباء ومدير المؤسسة العامة للكهرباء ..حسب ما ذكرته صحيفة الأولى  بتاريخ7/6/2013 …

   تاريخ 26/6/2013 عرض السفير الأمريكي على حكومة الوفاق خلال لقائه بقيادات محلية في عدن  "أطروحات لمعالجة مشاكل الكهرباء بتعاون شركات أمريكية أكدت رغبتها الاستثمار بهذا الخصوص في اليمن."   اقرأ المزيد من خليج عدن | السفير الأمريكي: نسعى لتحقيق أحلام الجنوبيين للسيطرة على شئونهم الحياتية داخل إطار يمن موحد " .

كما وعد  في نفس الزيارة بدعم الاستثمارات في شراء الكهرباء لتغطية حاجة .

 من ما سبق" هناك خيوط توصلنا إلى  مجموع المصالح التي تربط  المجموعات التي تقوم بتخريب الكهرباء وضرب أنابيب النفط  والغاز ، والقاعدة التي تقوم بعملية اغتيال القادة العسكريين و الأمنيين ونشر الفوضى و الإرهاب مع الشركات المحلية   المستفيدة  التي تقف وراء ذلك المشروع التخريبي و الإرهابي .. وفي المحصلة النهائية  تجتمع تلك المصالح  مع مصلحة  الإدارة الأمريكية المستفيدة من ذلك بفرض نفسها كبديل عسكري وامني عبر قواعدها العسكرية وطائراتها بدون طيار والشركات الأمنية الأمريكية لحفظ الأمن والاستقرار في اليمن  بعد ما  استطاع  الإرهابيين  تدمير البنية القيادية الفعالة للقوات المسلحة و الأمن  وإظهار فشل المؤسسة العسكرية  والأمنية في السيطرة على الوضع وعجزها عن حماية المشاريع الخدمية والاستثمارية وحتى عن حماية قياداتها …

كذلك تفرض  الشركات الاستثمارية الأمريكية  في الجانب الخدمي مثل الكهرباء والمشاريع النفطية والمعدنية .. وهذا السيناريو استخدمتها الإدارة الأمريكية في العراق  و أفغانستان  بعد احتلالهما و حل الجيش و الأجهزة الأمنية العراقية والأفغانية وإجبار حكوماتها على توقيع عقود أمنية وعسكرية بمليارات الدولارات سنويا مقابل تولي القواعد العسكرية والشركات الأمريكية  الجوانب الأمنية و محاربة الإرهاب ..

وكذلك تم في ليبيا بعد تدمير الجيش والأجهزة الأمنية الليبية و انتشار المليشيات المسلحة في العاصمة  طرابلس  قامت الحكومة المؤتمر الليبي بتوقيع  عقود عسكرية و أمنية  مع الشركات الأمنية  و القوات الأمريكية مقابل تولي الجانب الأمني ومحاربة الإرهاب .. 

وما يحدث اليوم للقوات المسلحة والأمن في اليمن وما يحدث للجيش والأجهزة الأمنية في سوريا وكذلك ما يحدث للجيش  والأجهزة الأمنية في مصر  هو نفس السيناريو ..

"وهذه سياسة خبيثة للوصول إلى المصالح وفق قانون الغاب القوي يأكل الضعيف .والسياسة الخبيثة لا ترحم الضعفاء ،ولا تتعامل معهم بأخلاق ومثالية ..

زر الذهاب إلى الأعلى