فضاء حر

من النتائج الاكثر خطورة للربيع العربي

يمنات
امرين في غايه الخطورة هما من نتائج الثورات العربية والتحالفات الاستراتيجية التي تبلورت في سياق مخرجاتها السياسية..
الامر الاول: نجاح اجهزة الاستخبارات الغربية الأمريكية تحديدا وبدعم من السعودية والاخوان المسلمين بتوجيه الحركات الإرهابية الدينية فكرا وسلوكا لمقاتلة مكونات الاسلام السياسي الشيعي في المنطقة. حيث اصبح اليوم الجهاد عند الحركات الدينية السنية والسلفية هو الجهاد ضد الشيعة بدلا من امريكا واسرائيل.
فتلك الحركات الدموية اليوم تقاتل النظام السوري العلوي حد وصفها وفقا لهذا التوصيف وكذلك تفعل مع شيعة العراق وحزب الله في لبنان، كل ذلك بدعم مالي سعودي في حين تتكفل امريكا وتركيا بتسهيل المهام اللوجستية لتنقل مقاتلي تلك الحركات من افغانستان واليمن والشيشان وبنجلادش وليبيا و‪……الخ، إلى اراضي الهلال الخصيب وعلى الاخص سوريا والعراق كما تقوم جماعة الاخوان المسلمين من خلال سياساتها الممنهجة وفتاوي علمائها (القرضاوي وعصبته) ووسائل اعلامها بتهيئة الذهنية الدينية المجتمعية والوعي الجهادي الحركي على نحو عدائي وثقافوي ضد المكونات السياسية للإسلام الشيعي وفقا لما يخدم ويسهل المهمة للجماعات الإرهابية تلك في احراز القبول المجتمعي على نحو مساعد لها في قتال الشيعة وكل ذلك يتم بكيفية تعمل في لاوعي الشعوب علي تبديد و نزع فتيل الهاجس الشعبوي التاريخي المعادي لأمريكا واسرائيل تمهيدا لإعادة انتاج هاتين الدولتين في وعي المجتمعات وبواسطة الخطاب الديني علي انهما دولتين صديقتين ويتعين التعايش معهما كونهما لا يمثل أي خطر على الامة وبالمقابل احلال المنظومة الشيعية – الدولة الايرانية وحلفائها الاستراتيجيين من الأنظمة والحركات الدينية في المنطقة – في الذهنية العربية والوعي الشعبي علي انهم العدو اللدود والخطر الاعظم الذي يداهم الامة.
اما الامر الثاني : فهو تعطيل الادوات القتالية والوسائل العسكرية لدي حركات المقاومة الفلسطينية بشكل رسمي لاسيما الحركات الدينية منها كحماس واخواتها وقد لعب الاخوان المسلمين في مصر الدور الجوهري في تنفيذ هذه الخطوة.
فمنذ وصول الاخوان الي الحكم لم نسمع ان حماس اطلقت صاروخا واحدا علي الاراضي المحتلة من تلك الصواريخ التي كانت تنطلق يوميا من قطاع غزة..
وهذا امرا في غاية الخطورة ليس علي الشعب الفلسطيني فحسب بل على منظومة الامن القومي في المنطقة لاسيما مصر، لأن تخلي حركات المقاومة عن العمل العسكري في ظل عدم وجود حل سياسي بات معناه ان هناك اتفاقات سرية عقدت في الأروقة الاستخباراتية لإيجاد وضع جديد في المنطقة ضمن مشروع كلي يتم الاعداد والتأسيس له وما يؤكد هذا هو الموقف الامريكي والتركي من ثوره 30 يونيو في مصر والتي اطاحت بالاخوان من السلطة. حيث بدت الدولتين في غاية التعصب والانحياز مع جماعه الاخوان ولا زالتا كذلك بصفتهم الحليف الاستراتيجي الجديد في منطقه الشرق الاوسط والذين رتبت امريكا مصالحها في المنطقة على اساس وجودهم في الحكم والدور الذي سيلعبونه.
والان يكمن التحدي الجوهري في السؤال الاتي: هل ستنجح الدولة المصرية بكل مكوناتها الشعبية والنخبوية والعسكرية وبصفتها الدولة المركزية الكبرى بالمنطقة من افشال المخطط ( الامريكي الاخواني ) ومعها علي الجانب الاخر النظام السوري المتهالك وحزب الله الذين اسهموا بصمودهم الاسطوري في اعاقه بلورة مشروع الشرق الاوسط الجديد القائم على اساس الفرز المذهبي (سني – شيعي) هذا ما ستجيب عليه الاحداث في الايام القريبة..؟

زر الذهاب إلى الأعلى