فضاء حر

الحزبية ما لها وما عليها !!!

يمنات
تعتبر الحزبية أحد المؤشرات على انتقال المجتمعات من مجتمعات تقليدية قبيلية وبدوية إلى مجتمعات مدنية, لأن الصراع الحزبي في المحصلة النهائية هو صراع برامج ورؤى وأفكار لا صراع جهات وطوائف وقبائل وعشائر, إذ يلتقي داخل الحزب أفراد مناطقهم وجهاتهم شتى, وبالتالي فإن الحزبية تصهر الناس وتذيب جهاتهم ومناطقهم , وتجعل نقطة إجتماعهم أفكار وحسب.
والحزبية أداة من أدوات السياسة في المجتمعات المدنية, بينما المجتمعات التقليدية تعتمد على أدوات عتيقة كالشيخ والقبيلي , الأولى يكون همها عام وكلمة جامعة , بينما الثاني يكون همه القبيلة وحسب ومصلحة مجموعته أو مضارب قبيلته في المجتمعات البدوية.
ولا يمكن أن تكون الحزبية معافاة إلاّ بقدر ومستوى التطور المدني الذي يعيشه المجتمع المعني, أي أن هناك علاقة شرطية بين تعافي الأثنين, وتأثير متبادل, وكلما كانت ثقافة ومعرفة المنظوون في إطار الأحزاب عالية, كلما كان تأثيرهم في تغيير الأوضاع الأجتماعية كبير… ولهذا فإن الحياة الحزبية الهشة تعكس هشاشة في البنية الإجتماعية, وعليه فعلينا أن لا نلوم الحزبية, بل نلوم ونوجه سهام نقدنا للمجتمع الهش!!!
ملحوظة/ لست حزبياً ولا أنتمي لأي حزب !!
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى