أخبار وتقارير

الحديدة تغرق تحت فيضانات المجاري والسلطة المحلية تعجز عن إنقاذها

المستقلة خاص ليمنات

غمدان أبو علي
أصبح سكان عدد من الأحياء في محافظة الحديدة محاصرين بمياه المجاري التي تحيط ببيوتهم من اتجاهات مختلفة، وتهددهم بكارثة صحية وبيئة شديدة الخطورة، فضلاً عن الصعوبة الشديدة في التنقل والحركة بفعل ارتفاع منسوب المجاري في الشوارع الفرعية وأمام المنازل، لتتحول عدد من التجمعات السكانية إلى أحياء عائمة..
وتنبعث الروائح الكريهة من كل الاتجاهات في هذه الأحياء، التي أصبحت بيئة مناسبة لتكاثر البعوض والذباب وبالتالي انتشار الأمراض الوبائية والمعدية التي تهدد حياة السكان المغلوبين على أمرهم، وسط غياب المؤسسات الحكومية المعنية والسلطة المحلية، المفترض بها مواجهة هذه الكارثة البيئية والحد من آثارها السلبية الخطيرة..
ويعتبر الأطفال الفئة الأكثر عرضة لهذه المخاطر الكارثية، كونهم يلعبون ويسبحون في هذه المياه الملوثة، التي تستقبلهم بمجرد تخطيهم عتبات بيوتهم، مما يجعلهم ضحية للأمراض والأوبئة المنتشرة في هذه البيئة غير الصحية..
وتعاني الكثير من أحياء ومديريات المحافظة من انعدام الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الصرف الصحي بالإضافة إلى خدمات الكهرباء والمياه وبراميل القمامة حيث يمثل تراكم القمامة والمخلفات بشتى أنواعها، كارثة بيئية أخرى تضاف إلى المجاري، وتقف السلطة المحلية في المحافظة عاجزة عن القيام بمسئوليتها وأداء دورها في توفير هذه الخدمات، أو تحسينها..
وبالإضافة إلى المخاطر البيئية المتراكمة، أصبح المنظر العام لشوارع وأحياء الحديدة يثير الاشمئزاز والقرف، مما أفقد الحديدة “عروس البحر الأحمر” حلتها الجميلة ومنظرها الجذاب، ولم تعد تستقبل ضيوفها وزوارها القادمين من كل حدبٍ وصوب بالترحاب .
وبرزت في المحافظة ظاهرة المشاريع المتعثرة، مما أعاق عملية التنمية فيها، وجعل منها إحدى بؤر الفساد والعبث بالمال العام، لغياب الرقابة ومبدأ الحساب والعقاب وضعف هيبة القانون والدولة لدى المسؤولين النافذين..
وأرجع أحد مسؤولي السلطة المحلية في المحافظة- طلب عدم ذكر اسمه هذا التدهور الكبير والفشل الذريع في الجانب التنموي بالمحافظة وغياب الخدمات العامة إلى الحكومة المركزية، وقال: “هناك قصور كبير ليس من قبل أعضاء السلطة المحلية، وإنما من قبل المسؤولين الحكوميين الذين تأخروا في صرف الميزانيات المخصصة للمشاريع في المحافظة..
إلا أن المواطنين أبدوا سخطهم وغضبهم من الطرفين (السلطة المحلية، والحكومة)، معتبرين أن الفساد جعلهم في مواجهة الكثير من الكوارث التي تضاف إلى معاناتهم المعيشية لتجعل حياتهم أشبه بالجحيم..

زر الذهاب إلى الأعلى