أخبار وتقارير

تفاصيل المواجهات المسلحة بين آل الأحمر و مسلحي الحوثي وتدمير بيت الأحمر في «العصيمات»

يمنات – الشارع أمين الصفاء
دمر مسلحون ينتمون الى جماعة الحوثيين, فجر أمس, منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, الواقع في وادي “دنان” بمديرية ”العشة” بمحافظة عمران, بعد أن سيطروا على الوادي, وعدد من المناطق المجاورة له, في هجوم وصف بالعنيف, فيما تضاربت المعلومات بشأن عدد القتلى والجرحى في المواجهات.
وأكد ل”الشارع” مصدر أمني مطلع في مديرية “العشة” سيطرة الحوثيين على “دنان” وتدمير منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, المكون من ثلاثة طوابق, باستخدام عبوات ناسفة, ومواد شديدة الانفجار, بعد فجر أمس الجمعة, مشيراً الى أن الموقف متأزم, وأن هناك مخاوف من اتساع رقعة المواجهات المسلحة بين الطرفين.
ويأتي هذا بعد أيام من عدد من محاولات مقاتلي “العصيمات” استعادة جبلي “الجانح” و”السودة” خلال الأيام القليلة الماضية؛ إلا أنهم لم يتمكنوا من ذلك, رغم الدعم والإمداد, العسكرية والبشرية, الذي قيل إنهم يحصلون عليه من قائد اللواء 310 مدرع, التابع للعميد حميد القشيبي.
وأشار المصدر الأمني, الذي فضل عدم ذكر اسمه, الى أن “وادي دنان” يقع على أطراف قبيلة “العصيمات” بالقرب من مديرية “القفلة” والبيوت واقعة في سلسلة جبلية من “السويدة” الى “الجانح” حتى منزل الشيخ عبدالله.
وأضاف المصدر أن عددا من مقاتلي “العصيمات” تم اختطافهم من قبل مسلحي الحوثي, ولم يعرف مصيرهم حتى كتابة هذا الخبر في وقت متأخر من مساء أمس.
وأوضح المصدر الأمني أن الحوثيين استخدموا الأسلحة الثقيلة والرشاشات, إضافة الى الألغام والعبوات الناسفة.
وقال: “استخدموا كل هذه الأسلحة, وسمع دوي الانفجارات في كثير من القرى والمناطق المجاورة للوادي”.
وأضاف: “كانوا يفجرون الجبال, ويدمرون كل شيء وقيل لنا إن الألغام كانت تطاير الأحجار والصخور والتباب والمرتفعات, وهذا مهناه أنهم استخدموا مواد شديد الانفجار والتأثير”.
وأعرب المصدر عن استغرابه الشديد جراء عدم تدخل قوات من لواء “القمعة” القريب من مكان المواجهات, وقال: “هذا اللواء لم يتدخل, ولم يكلف نفسه فعل شيء ولو كانوا أرادوا التدخل لحسموا المسألة, واستطاعوا وقف تبادل إطلاق النار”.
وأضاف: “يسمى هذا الموقع, موقع المحندة, مقابل جبل السودة, من الجهة الغربية, وهو تابع للواء 127 مشاة, الذي يقوده العميد علي عنتر, وهو لا يبعد كثيراً عن مكان المواجهات؛ لكن يبدو أن ما حدث لا يعنيهم, وهذا يعني أن الدولة والجهات المختصة في منأي عما يحدث بشكل عام”. كما عبر عن خشيته من اتساع دائرة المواجهات لتشمل قرى ومناطق جديدة.
وطالب الجهات المعنية بسرعة التحرك لإيجاد حلول سريعة تعمل على وقف إطلاق النار ونزيف الدماء بين الطرفين.
وقال مصدر أمني ثان إن سبب تقدم مقاتلي الحوثيين وسيطرتهم الكاملة على “دنان” وتدمير منزل الشيخ الأحمر, هو التفكك واتساع الخلافات بين ابناء “العصيمات” حسب قوله.
من جانبه, قال الشيخ يحيى مسعود جراد, أحد الموالين للحوثي, إن الجو متوتر جداً, مؤكداً سقوط بقية المنازل التي كانت لا تزال تحت سيطرة مقاتلي “العصيمات” في “وادي دنان”.
وحول تدمير منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, قال جراد: “تم تدميره بالفعل؛ لكن سبب تدميره هو الظالم والمظالم التي يتعرض لها أهالي مديرية القفلة؛ لأن عذر والعصيمات كانوا اتفقوا في بداية الأمر على بقاء الحرب والمواجهات في مناطق محصورة وعدم توسيعها على بقية المناطق؛ لكن العصيمات خالفوا كل هذا”.
واتهم جراد أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر, حزب الإصلاح بقصف مدينة “القفلة”, وأضاف: “وصل الضرب والعدوان كل دكان ومحل تجاري, وكل منزل, هذه المحلات ضربوها بمدافع الهاوان, وأدى هذا الى تشريد أهالي المنازل من بيوتهم”.
وبالنسبة لما تردد عن سقوط خسائر بشرية, وأسر عدد من المسلحين التابعين لقبائل “العصيمات” قال جراد: “هناك خسائر كبيرة وجسيمة, من الطرفين؛ لكن كرقم إحصائي لا أعلم أن هناك مسلحين تم أسرهم أو اختطافهم”.
وأردف قائلاً: “أصبح الحوثيون يسيطرون الآن على الجانح والسودة, وما حولها من منازل ومناطق تابعة للسادة الذين هاجروا من منازلهم من قبل مسلحي العصيمات”.
وأضاف: “تم إعادة من تم تهجيرهم قسراً من قبل العصيمات, وهناك تواجد لمسلحي الحوثيين في تلك المناطق, والمساكن التي تم استعادتها صباح أمس, بالتنسيق والإذن من أصحاب هذه البيوت التي أعيدت الى مالكيها”.
وأفاد جراد بأن هذه المنازل التي تم السيطرة عليها, تقع بالقرب من منزل الشيخ عبدالله الأحمر, في “وادي دنان” والطل على “وادي هبة”.
وبشأن الجهود التي يبذلها الطرف الآخر لاستعادة المناطق التي سيطر عليها الحوثيون في “دنان” قال جراد: “علمنا أن العصيمات والتجمع اليمن للإصلاح يحشدون القوى, ويعدون العدة ويرتبون صفوفهم ويجمعون الأسلحة, وينوون مهاجمة مدينة عذر والمنازل والقوى المحيطة بها”.
وقال: “إذا استمر أولاد الشيخ الأحمر في عدم تحكيم العقل ومن معهم من حزب الإصلاح والسلفيين, أو من بعض الألوية التي تدعمهم بالأسلحة الثقيلة, فإن الحرب ستتوسع على امتداد المديريتين”.
وتضاربت المعلومات حول عدد القتلى الذين سقطوا في الاشتباكات؛ إذ قال للصحيفة مصدر قبلي إن المعلومات الأولية تشير الى أن القتلى بلغوا 6 من العصيمات, و7 مصابين, فيما أفاد مصدر أمني بأن نحو 3 أشخاص لقوا مصارعهم, وجرح 7 آخرون. وتشير المعلومات الأولية الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين.
وتحدثت مصادر عن اختفاء حوالي 15 من مسلحي “العصيمات” لم يعرف بعد مكان تواجدهم حتى وقت متأخر من مساء أمس, كما قاموا بتدمير عدد من المنازل, وأن بيت الشيخ عبدالله تم تدميره بواسطة ألغام شديدة الانفجار.
وقال شيخ قبلي مناوئ للحوثيين, فضل عدم ذكر اسمه, إن الحوثيين هاجموا هذه المناطق واستولوا عليها, في الوقت الذي لم يكن في المنازل سوى عدد قليل من المسلحين.
وأوضح المصدر أن توقيت الهجوم ساعد مقاتلي الحوثي السيطرة على “دنان”, في إشارة الى أن الحوثيين هاجموا هذه المناطق قبل شورق الشمس, فيما كان الطرفان قد اعتادوا على أن تبدأ المواجهات مساء, وتنتهي في وقت متأخر من الليل؛ غير أن الحوثيين غيروا, حسب رأي هذا المصدر, زمن الحرب.
وعن الخسائر المادية والبشرية التي حدثت جراء اقتحام الحوثيين “دنان” قال المصدر: “هناك 3 قتلى من العصيمات و3 مصابين فقط”, بينما قال مصدر قبلي آخر إن حوالي 5 قتلى من “العصيمات” و7 جرحى, وأن 12 من مقاتلي “العصيمات” مختفون, ولا يعلم مصيرهم, فيما لا تتوافر لديه معلومات حول من سقط من الجانب الحوثي.
وفي مديرية “عذر” قال مصدر قبلي محايد إن “الاشتباكات اندلعت قبل وأثناء اقتحام ادي دنان, وخلفت العشرات من القتلى والجرحى”, مشيراً الى أن الحوثيين فوجئوا بسقوط هذا العدد الكبير من القتلى في صفوفهم”.
وقالت مصادر أخرى إن نحو 10 من مسلحي الحوثي قتلوا في الهجوم, و2 من مقاتلي العصيمات, وأكثر من 20 جريحاً من الطرفين في تجدد الاشتباكات فجر أمس الجمعة في العشة بعمران.
من جانبه, اتهم المجلس السياسي لحركة “أنصار الله” (الحوثيين) أمس, قائد اللواء 310 مدرع المرابط في محافظة عمران شمال البلاد, اللواء حميد القشيبي, بتسخير الجيش لصالح أنصار حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمين) في الحرب الدائرة في عمران.
وقال المجلس, في بيان له, إن “معسكر الجيش في عمران بقيادة القشيبي شارك في المعارك التي دارت, وقام بتسخير معدات ومقدرات الجيش في هذه المواجهات”.
واورد مكتب الحوثي أسماء جنود قال إنهم قتلوا في تلك المواجهات, للتدليل على “تورط” الجيش, وهم “جميل الوذعي وناجي حاجب المحرق والهذياني وأحمد أبو سعيد”.
واعتبر البيان استخدام الوحدات العسكرية لصالح أطراف سياسية دليلاً على “فشل الهيكلة, واستمرار الهيمنة على الجيش لفرض هيمنتهم ونفوذهم, وهو ما يؤكد مخاوفهم التي علنوها عقب إعلان الهيكلة”.
وقال إن “استمرار توظيف الجيش لحساب أطراف محدودة ووضع قيادات على رأس وحدات عسكرية وفي مناطق حساسة هو مما يقف حجر عثرة في طريق استقرار البلد, خاصة وأن هذه القيادات معروفة بمواقفها المهددة للسلم الاجتماعي والأهلي, وانحيازها لصالح أطراف محدودة وتغليب ولائها القبلي ومصالحها الخاصة, وهو ما يجعلها- بدلاً من القيام بواجبها في ضبط القتلة وإحضارهم للعدالة- تقوم بمساندتهم وحمايتهم والقتال الى جانبهم”, حسب البيان.
وطالب البيان رئيس الجمهورية واللجنة العسكرية بإعادة النظر في قرارات الهيكلة بما يخدم السلم الاجتماعي والأهلي, وعدم توريط وحدات الجيش بالصراعات الداخلية والقبلية.
كما طالبوا بتوقيف اللواء القشيبي ومحاسبته, ووضع حد لنزيف الدم, والتوجيه بالقبض على قطاع الطرق والقتلة ومحاكمتهم جراء قطعهم الطريق وقتلهم المواطنين الآمنين, والشروع الفعلي والفوري في تأمين طريق “صنعاء – صعده” ومنع التقطعات.
وقال البيان إن استمرار تجاهل مطالب جماعة الحوثي بمثابة تشجيع رسمي لنشر الفتنة “والحرب ضدنا من قبل نفس الأطراف التي تسببت فيها سابقاً”.
من جهة أخرى, حاولت الصحيفة, مساء أمس, الاتصال بالشيخ حسين عبد الله الأحمر, للتأكد من المعلومات التي حصلت عليها, وأخذ وجهة نظره بهذا الصدد؛ لكنها لم تتمكن من ذلك, رغم أن مسؤول التحويلة بمكتب الشيخ حسين وعد بالاتصال بالصحيفة؛ لكنه لم يفعل.
وأكد مدير الوحدة التنفيذية بإدارة مخيمات النازحين بمحافظة عمران, مطهر أبو شيحة, أن عدد من النازحين من الحرب في مديريتي “القفلة” و”العشة” بلغ 1049 أسرة, منها 349 أسرة وصلت الى مركز المحافظة, فيما 700 أسرة نزحت الى المناطق المجاورة لمنطقة الصراع.
وقال “أبو شيحة” في اتصال أجرته معه “الشارع” مساء أمس, إنهم قاموا بمسح 190 أسرة وقدموا لهم المساعدة, وأنهم ما يزالون بصدد العمل على مسح بقية الأسر في المحافظة.
وناشد منظمات الإغاثة العاملة في اليمن, وخص بذلك منظمة برنامج الغذاء العالمي, سرعة تقديم المساعدات الغذائية والدوائية وأدوات الإيواء للنازحين؛ كونهم عاجزين عن استقبال جميع الحالات الموجودة في عمران.
كما دعا الصليب الأحمر الى سرعة النزول الى مديرتي “العشة” و”القفلة” لإيواء 700 أسرة موجودة هناك, كونه المسؤول عن هاتين المديريتين, لافتا الى عدم تواجد منظمات إغاثة في عمران غير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين, محذراً من كارثة إنسانية إذا لم يتم مساعدة النازحين.

زر الذهاب إلى الأعلى