أخبار وتقارير

حوطة لحج.. مدينة الفل التي تحولت إلى وكر للقاعدة

يمنات – سكاي نيوز عربية
لم تعد مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج – 40 كم شمال عدن – كما عرفت منذ عقود مدينة الفل والرقص اللحجي، على ألحان الشاعر الغنائي المعروف القمندان، بل أصبحت مكانا يسكنه الخوف والبؤس والقلق، نظرا لما شهدته خلال فترة ليست ببعيدة من أعمال عنف وقتل طالت ضباطا وجنودا ومواطنين من قبل جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وخلال الأشهر الماضية، تصاعدت حدة أحداث العنف في المدينة بشكل غير مسبوق، متمثلة في قتل ضباط وجنود في الشرطة والمخابرات والجيش، وأبرز تلك العمليات اغتيال 3 طيارين جميعهم يحملون رتبة عقيد، كانوا في طريقهم إلى قاعدة العند الجوية، ناهيك عن الهجمات التي تتعرض لها مقرات أمنية وحكومية بقذائف “آر بي جي”.
وأكثر ما يشد انتباهك في شوارع الحوطة، شعارات القاعدة المنتشرة على جدران وواجهات المباني، بينها مقرات حكومية، ومن هذه الشعارات “أنصار الشريعة قادمون”.
من جانبه أقر مسؤول أمني في الحوطة بوجود منتمين إلى تنظيم القاعدة في المدينة، قامت بتنفيذ عدة عمليات خلال العامين الماضيين تستهدف ضباطا في المخابرات والجيش والشرطة.
وقال مصدر أمني ل”سكاي نيوز عربية”، إنه بعد خروج جماعة أنصار الشريعة من مدينة زنجبار، ارتفعت وتيرة الأحداث في لحج لأن الكثير من أبناء الحوطة وتبن ممن يساندون فكر هذا التنظيم، عادوا إلى هنا، وأصبحوا عبئا علينا، ناهيك عن وجود عناصر من خارج المحافظة تتحصن في الحوطة وضواحيها.
وأكد المصدر أن تقريرا استخباراتيا تمت مناقشته يفيد أن 70 شخصا من جماعة أنصار الشريعة المرتبطين بالقاعدة، دخلوا مدينة الحوطة خلال شهر يوليو الماضي.
وأوضح أن الأجهزة الأمنية بالتعاون والتنسيق مع قوات الجيش، تمكنت من ضبط عدد من المتورطين في عمليات قتل واغتيالات، أبرزهم شخص شارك في قتل ال 3 طيارين.
وكشف المصدر عن وجود أشخاص داخل الأجهزة الأمنية يتعاونون مع مطلوبين أمنيا.
انعدام الأمن
ولم يعد سكان المدينة الذين يزيد عددهم على 40 ألف نسمة، يشعرون بالأمان نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في مدينتهم المسالمة كما عرفت منذ سنين، ويتهمون الحكومة بتجاهلها وعدم الاهتمام بحل مشاكل الشباب العاطلين عن العمل.
ويقول المقدم المتقاعد في الجيش محمد باحطاب ل”سكاي نيوز عربية”: “في الحوطة غياب أمني مخيف. أتوقع وقوع عمليات قتل بأي وقت، والسلطة شريكة في إيصال الوضع إلى ما هو عليه”.
ويضيف: “أنا ضابط جنوبي مسرح قسريا منذ حرب 1994، لا أحمل حتى مسدسا بينما الشباب كلهم مسلحون. من أين لهم السلاح؟ السلطة هي من تدير الانفلات الأمني”.
وأكد أن “البطالة وعدم توظيف الشباب المؤهلين وتوفير فرص العمل ساهم بشكل كبير في خلق هذه الأجواء المشحونة القابلة للانفجار في أي لحظة”.
ويتفق في الرأي المواطن فهمي البهجوري، حيث يحمل السلطات المحلية والأمنية المسؤولية عن الانفلات الأمني.
وقال البهجوري ل”سكاي نيوز عربية”: “عدم وجود خطة أمنية بالإضافة إلى ابتعاد تلك القيادات خصوصا الأمنية عن الشارع هو ما أدى إلى وجود هذا الانفلات”.
وأضاف: “لا نستطيع الجزم أن تلك الجماعات المسلحة تنتمي إلى تنظيمات إرهابية معينة، وإنما هناك بؤر مفتعلة من قبل السلطة بهدف التعميم أن المنطقة تعيش تحت الإرهاب، وهذا مرتبط بأجندة مركزية تدار من صنعاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى