فضاء حر

استدراك متأخر لجريمة على هامش مجزرة

يمنات
في 21 مايو 2012، فجر انتحاري نفسه، بحزام ناسف، وسط مئات من الجنود كانوا يؤدون بروفات تدريبية، في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى مقتل 86 جندياً، وإصابة 171 آخرون.
في 2 أكتوبر 2013، أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة حكماً في حق مجموعة أشخاص قالت الأجهزة الأمنية أنهم من تنظيم القاعدة، وأنهم شكلوا الخلية التي اشتركت في التخطيط للمجزرة وتنفيذها.
كان الحكم غريباً، ويدعوا لأكثر من تساؤل. قضى الحكم بسجن خمسة متهمين لسنوات متفاوتة، وهو الأمر الذي يعني أن المحكمة وجدت أنهم متورطين في المجزرة. لكن هل يعقل أن يتم الاكتفاء بعقوبة السجن، مهما كانت مدتها، لمتورطين في تنفيذ جريمة أودت بحياة 86 شخصاً، وإصابة 171 آخرون؟! أثير لدي هذا التساؤل عندما قرأت تفاصيل النطق بهذا الحكم، يوم صدوره، غير أني عرفت اليوم أن الشخصين الذين حكمت عليهما المحكمة بالسجن لعشر سنوات قاما، ضمن ما قاما به، بنقل الانتحاري إلى ميدان السبعين حيث ارتكب الجريمة.
المحكمة أدانت 4 متهمين رأت أنهم كانوا جزءاً من الخلية التي خططت للجريمة واشتركت في تنفيذها، بيد أن العقوبة التي أقرتها في حقهم كانت السجن لنحو عام ونصف فقط (نص الحكم على الاكتفاء بالعقوبة التي قضوها في السجن)!
الغريب في الأمر أن المحكمة بنت إدانتها لهؤلاء الأشخاص على قائمة أدلة ومستندات بينها اعترافات المتهمين أنفسهم.
تتجاوز الملهاة ذلك، وتبلغ ذروتها عندما نعلم أن أحد هؤلاء الأربعة المتهمين اعترف أنه قام، ضمن ما قام به، بإخفاء الحزام الناسف لديه، قبل تنفيذ الجريمة، فيما اعترف آخر بأنه قام، ضمن ما قام به، بإلباس الحزام الناسف لرفيقه الانتحاري الذي نفذ الجريمة.
….
أشعر بحالة فزع تُسيطر علي أكثر من تلك التي اجتاحتني يوم وقوع الجريمة ذاتها في ميدان السبعين.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى