فضاء حر

نتائج فشل الدولة القومية

يمنات
فوضى العنف، والاقتتال الحاصل، اليوم، في اليمن، وبعض البلدان العربية، هي إحدى نتائج فشل الدولة الوطنية القومية، التي أقامتها نُخب عسكرية، منذ خمسينات وستينات القرن الماضي. كما هي إحدى نتائج تكريس التجهيل، والتطرف والإرهاب، في المناهج الدراسية، والحركة العامة لهذه المجتمعات بشكل عام.
بهذا المعنى، فهذه الفوضى هي استحقاق لا تستطيع مجتمعاتنا الهروب منه؛ بعد أن تم تأخيره وتأجيله، أو تأخره، لفترات طويلة. من هذه الزاوية، فالفوضى الحاصلة تُمثل، في جانب منها، “حالة صحية”؛ لأنها ستجعل العرب والمسلمين يقفون وجهاً لوجه مع فشلهم، وتخلفهم، وتُراثهم الديني باعتباره سبباً رئيسياً فيما هم فيه.
مع الوقت، تؤكد التطورات أن موجة الإرهاب الحالية هي تعبيراً أصيلاً عن تراثنا الديني، وليست شذوذ عنه، أو تفسيرات مُتعسفة لنصوصه. سيتأكد هذا الأمر، بشكل أكبر، ويُفترض أن يدفع ذلك نحو حدوث مُراجعة جادة لتراثنا الديني، ليس بهدف فقط إبطال مفعول الاستخدام المهووس له، بل من أجل أنسنته؛ على طريق الانتصار للعلم ضداً على القوى الدينية وخرافات الميتافيزيقيا.
من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى