فضاء حر

من المنجر إلى دماج .. هناك فرق

يمنات
منذ بداية احداث دماج الأخيرة وانا اتابع وارصد بحيادية تامة كل الآراء والتحليلات السياسية في الصحف والمواقع الإلكترونية و وسائل الاعلام المسموعة و المرئية والتي اصبحت اليوم متعددة ومتنوعة الفكر والتوجهات كما رصدت المواقف الاجتماعية للمواطنين بمختلف توجهاتهم الدينية والسياسية من طبقة المتعلمين ومن العامة على السواء وقارنت كل هذه المواقف والتحليلات والتوجه الاعلامي بما جرى اثناء فترة الاعتداءات التي جرت على قرية المنجر والتي كانت مختلفة بكل المعايير والمقاييس .
اليوم نجد ان قضية دماج قد تصدرت الساحة السياسية والإعلامية والاجتماعية محليا واقليما بل ودوليا كون الصراع قد انطلق تحت عناوين ومسميات طائفية فتارة تحت مسمى حرب على اهل السنة وتارة تحت مسمى الدفاع عن الصحابة واخرى تحت مسمى مجاهدة الروافض و المجوس وغيرها من المسميات و العناوين و التي رفضنا نحن اهالي قرية المنجر اطلاقها واستخدام الطابع الطائفي في التحشيد والحرب بل كنا نؤكد ان الصراع هو مجرد خلاف مع المدعو هزام واتباعه في حين سعت الكثير من وسائل الاعلام المأجورة الى تحويل الحرب في مديرية الرضمة قرية المنجر الى صراع طائفي ديني وعنصري بحيث تم نشر الكثير من الشائعات والاكاذيب عن توافد المقاتلين من انصار الله الى قرية المنجر للاستيلاء على مديرية الرضمة وتحويلها الى مقر للحوثيين حد زعمهم كما قامت هذه القوى باستجلاب العناصر التكفيرية الى المنطقة لمواجهة المد الحوثي وغيرها من الاخبار والحملات التي تم نشرها والتي اتضح كذبها وزيفها بعد اجراء الصلح وتسليم المواقع والمراكز التي كان آل السراجي يتمترسون بها دفاع عن ارضهم وقريتهم واموالهم وعرضهم الى الجيش اليمني .
تحركت المنظمات المحلية والإقليمية والدولية المعنية بحقوق الانسان والحروب والصراعات والنزاعات و على رأسها الصليب الاحمر والذي توجه الى صعدة ليجد اربعة وعشرون مصابا بإصابات خفيفة وعرضت القنوات اشكال من قالوا عنهم مصابين وكأنهم اشخاص داخلين الى المديرية للتسوق والصليب الاحمر جاء لنقلهم الى المديرية والى اليوم لم يعد الصليب الاحمر قادر عن الافصاح عن الوضع الانساني الحقيقي كونهم وجدوه وضع انساني فعلا في حين اسفرت الحرب على ال السراجي عن استشهاد ستة من آل السراجي.
كما اسفرت المواجهات التي دارت عن جرح اكثر من عشرين شخص ما بين جراح خفيقة ومتوسطة وحرجة، كما تم محاصرة القرية من جميع الجهات بحيث تم منع دخول المواد الغذائية الى القرية وكذلك قطع المياه عن القرية من خلال ايقاف الموردين للمياه ومنعهم عن الدخول الى القرية كما تم اعتقال واختطاف الكثير من اهالي قرية المنجر اثناء تسوقهم في مديرية الرضمة ونهب اموالهم والاعتداء عليهم بصوره وحشية وغيرها من الامور التي تعرض لها ال السراجي خلال فترة الحرب ولم نجد اي منظمة انسانية محلية او دولية تكلمت عن ما جرى او حتى التلميح والتحذير بل على العكس رفضت معظم المنظمات المحلية التعرض للموضوع بل قامت بالتقليل من شان الصراع الذي دار .
من ضمن الاتهامات التي اتهم بها اهالي قرية المنجر هي استضافة اناس من خارج المنطقة بالذات من صعدة كما سموهم بالأجانب من خارج الرضمة بل قام المدعو هزام باختطاف مجموعة من الشباب منهم مراسل قناة المسيرة والعلامة الضحياني فقط لمرورهم من الطريق العام اثناء اجراؤهم زيارة الى مديرية دمت دون ان يعتدوا على احد او يمارسوا إي تصرف يخل بالنظام و القانون مع العلم انهم مواطنين يمنيين يحق لهم التواجد والانتقال في إي منطقة وبحرية كامله بحسب القوانين والأنظمة اليمنية واليوم وعلى العكس نجد اهالي صعدة ملزمين بقبول ما فرض عليهم بحيث اصبح الاجانب من كل الجنسيات الدولية يسرحون ويمرحون ويحاربون ويقاتلون ويحملون السلاح ويقطعون الطرق ويقصفون البيوت وغيرها من الاعمال الإجرامية وامام كل هذه يجب على اهالي صعدة ممارسة سياسية ضبط النفس بل يجب عليهم تقديم التسهيلات لهم وتقديم بيوتهم وامولهم لهؤلاء الاجانب والعمل على توطينهم .
ضغط الجميع من المحافظ الى قائد المنطقة العسكرية الى المشائخ في المنطقة على ال السراجي للتنازل عن دماء ابناءهم مقابل ايقاف الحرب علينا كما تم ممارسة نفس الضغوط من نفس الجهات علينا لتسليم الجبل المطل على القرية للقوات العسكرية وتلقينا الكثير من التهديدات وبصورة حازمة من اللجنة الأمنية ومن قائد المنطقة والمحافظ اننا اذا رفضنا التسليم فان الجيش سوف يقصف القرية ويهجم عليها دون ان يأخذوا بعين الاعتبار اننا المعتدى عليه واننا اصحاب الدم والمال والعرض واننا نملك الحق شرعا وعرفا بالاحتفاظ بمواقعنا لحماية قريتنا و كوننا نؤمن بان الدولة ممثله بجيشها وافرادها هم حماة الديار وهم اخواننا وهم صمام امان الوطن قمنا بتسليم الجبال طوعا لا كرها واليوم نجد ان الجيش والسلطة الأمنية تقف موقف المتفرج والمحايد لما يجري في دماج بل تقف موقف المتخاذل اما رفض تسليم موقع البراقة للجيش بحجة حماية انفساهم وخوفهم من الجيش الخائن في نظرهم مع العلم ان الجيش اليمن هو المسؤول الوحيد عن حماية الناس وتأمين حياتهم .
الفرق بيننا وبينهم اننا يمنيين واصحاب الارض ونسعى الى حقن الدماء وايقاف الحروب بينما من يحاربون في دماج هم اجانب لا يهمهم ما يجري من قتل ومن صراع بل يسعون الى اشعال فتيل الصراع والاقتتال والفتنة الطائفية ثم اين حزم الجيش وقائد المنطقة والمحافظ لكي يتسلموا المواقع لإيقاف الحرب ام ان هذا الحزم لا يظهر الا على المحسوبين على انصار الله فقط اما الاجانب فهم تحت الحصانة لماذا لا يهدد قائد المنطقة والمحافظ بالهجوم على السلفيين ان لم يسلموا موقع البراقة؟ ام ان الاجانب في دماج لا يطبق عليهم القانون اليمني والعيفطة العسكرية لقائد المنطقة والعيفطة الحزبية لمحافظ إب تجاه قرية المنجر ؟
و في اطار هذه الرؤيا كم يضحكني قول المثل اليمني (ان ابننا ضرب ابنكم فعيسدو وان ابنكم ضرب ابننا فبه شريعة) والذي اصبح ( ان ابننا ضرب ابنكم فسكتوا وان ابنكم ضرب ابننا فعيقع خبر ثاني) وهو حال ما يجري اليوم .

زر الذهاب إلى الأعلى