فضاء حر

ازدهار صناعة الاختطاف أبرز منجزات المرحلة الانتقالية!

يمنات
عندما تنحسر الدولة، بما هي فكرة ومؤسسة واحتكار قوة، تشيع الجريمة وتزدهر صناعتها. وفي الأشهر الأخيرة تحولت جريمة الاختطاف إلى صناعة بفعل انسحاب الدولة إلى فندق 5 نجوم وبعض المربعات الأمنية في العاصمة. في أحسن الأحوال صارت الدولة ممثلة بالرئيس هادي، رمز سيادتها، محض وسيط بين المجرم والضحية، وهي غالبا ما تلزم الحياد _ والحياد هنا إجرام_ حيال أمن مواطنيها كما في حالة اختطاف الشاب محمد منير أحمد هائل التي جرت في مدينة تعز قبل 10 أيام.
يبلع وزير الداخلية لسانه فيتقدم آخرون للعب دور الوسطاء بين الخاطفين ورهائنهم من الأبرياء. وبين هؤلاء ممن انغمس في أدوار كهذه ما يؤشر على ازدهار جرائم الاختطاف في المرحلة المقبلة التي من المرجح أن تشهد المزيد من انحسار رقعة حضور الدولة في جغرافيا اليمنيين بالنظر إلى ما يجترحه سادة التصورات والضمانات في موفنبيك وحرارة كلمات الوعظ التي تصدر من “أبانا الذي في دار الرئاسة” مؤخرا كما في دعوته الكريمة إلى المحتربين في الشمال إلى التهدئة. وفي الموازاة تتحول أخلاق القبيلة وبراءاتها عند بعض رموزها، في مأرب والجوف وغيرهما، إلى مجرد ذكرى.
صناعة الاختطاف تزدهر في المرحلة الانتقالية، وما من شك في أنها ستحقق طفرات نجاح في قادم الأيام في ظل إصرار الرئيس هادي وحلفائه بأن الأمور كلها، في موفنبيك وخارجه، على ما يرام.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى