أخبار وتقارير

صور مؤلمة على هامش الحياة تهامة للموت عنوان أسرة گاملة تسگن الرصيف المجاور لمنزل المحافظ

المستقلة خاص ليمنات

صور مؤلمة على هامش الحياة.. تهامة للموت عنوان
الحديدة، عروس البحر الأحمر تواجه الموت وحيدة، يطحن الفقر أبناءها الطيبين، ومن لم يقتله الجوع والمرض منهم، عاش على هامش الحياة، فالأوضاع المعيشية في تدهور مستمر، وحياة الناس فيها صارت جحيماً لا يطاق.. تقف الحكومة وسلطتها المحلية في المحافظة التهامية عاجزة عن إنقاذ الناس وتقديم المساعدة لهم في مواجهة الفقر والمرض والجهل والجوع والأوبئة.. “المستقلة” زارت بعض الأحياء والتقطت مشاهد مروعة، ووضعاً إنسانياً مخيفاً ونكتفي بنقل مشهدين فقط من هذا المشاهد، ليدرك الجميع حجم الكارثة.
رصد/ غمدان ابو على
درويش عبدالله أحمد.. رب أسرةٍ فقير وعاطل عن العمل، يعيش مع زوجته وأطفاله الثمانية على رصيف الشارع العام بالقرب من منزل محافظ الحديدة أكرم عطية.. أسرة غارقة في البؤس والحرمان، تسكن في العراء، أطفال محرومون من حق الحياة الكريمة، السماء لحافهم، والتراب لهم وسادة، لا مسكن يأويهم، ولا شيء يذكرهم أنهم من البشر، يتألمون كما تتألم، تمر السنوات وتتوالى الأشهر والأيام فلا يجدون ما يقيهم برداً ولا حراً، ولا ما يحميهم من مخاطر الكلاب المتشردة مثلهم.
مأساة محزنة، لأسرةٍ أبت أن تمد يدها إلى الآخرين، رغم كونها لا تجد الحد الأدنى من متطلبات الحياة، معاناة مستمرة تقاومها الأسرة بالصبر والتحدي، وقامات مرتفعة لم يكسرها الفقر والجوع والحرمان، أطفال يقاومون.. ينتظرون الأم القادم، ويبحثون عنه يصبر وإرادة قوية بعد أن قال لهم والدهم أن الأمل بالطريق، وأن الله لن يضيعهم، وسوف يأتي من يسخره الله لإنقاذهم.. فما هم فيه هو ابتلاء ولابد أن يأتي الفرج ذات يومٍ قريب..
يقول درويش: أعيش هذه الحياة منذ سنوات، أتجرع مع أبنائي مرارة العيش، ومعاناة الفقر، وقسوة الحياة التي لم ترحمنا.. أحلم أن يصبح لي بيت، يحميني ويحمي أطفالي، مهما كان صغيراً ومتواضعاً، طالما أنه يفي بالحد الأدنى من متطلبات الحياة والعيشس الكريم..”.. لكن هل تعلم الحكومة أن هذه الأسرة بأطفالها مواطنون يمنيون، ضمن رعاياها، ولهم عليها حق الحياة الكريمة من مأوى ومأكل ومشرب ورعايةٍ واهتمام.. أم أنهم ليسو كذلك..
مع التحية لحكومة الوفاق والوزيرة حُمد ومحافظ الحديدة وسلطتها المحلية
أحمد وعلي طفلان معاقان يعيشان تحت إطارات سيارة محطمة
“أحمد وعلي كدر خلوف” طفلان حرمتهما الإعاقة من اللعب، والدراسة، وأشياء كثيرة يتمتع بها غيرهم من الأطفال.. يسكنان في مديرية الجراحي- محافظة الحديدة، يعانيان إعاقة ذهنية وحركية، وبسبب غياب الرعاية الصحية وعدم الاهتمام، فقدا القدرة على المشي والكلام، بل وعجزا عن الحركة تماماً، ويعيشان وضعاً مأساوياً، في أسرة لا تجد أبسط مقومات الحياة الكريمة، فلا ملابس ولا رعاية، ولا يجدون من يعولهم، وحالتهم يرثى لها، يقيمان في غرفةٍ من طين آيلةِ للسقوط، ويعيش معهم الفقر والمرض والحرمان، ولا يجدون سنداً ولا معيناً.
أصيب الطفلان أحمد بالإعاقة بعد ولادته، ولعدم قدرة أمهما على رعايته أو الذهاب به إلى المستشفى بسبب الفقر وضيق الحال، تدهورت حالته،وتطور المرض إلى أن أصيب بضمور في أطرافه، وعجز عن الحركة، أما علي فقد أصيب بالإعاقة بعد بلوغه سن العاشرة من العمر.. وبطريقة مفاجئة بعد خروجه من المنزل، أصيب بتشنج وتقوس ظهره ولم يعد إلى المنزل إلا محمولاً على الأكتاف،عندما يريد فتح فمه لا يستطيع ذلك إلا بصعوبة شديدة، وعندما يفتحه لا يستطيع إغلاقه.. هكذا يعيش الطفلان المعاقان مع أمهما وطفلتين حياة الألم والبؤس والحرمان وسط أكوام من الإطارات وبقايا سيارة محطمة وفي بلادٍ يقال لها “اليمن”.

زر الذهاب إلى الأعلى