أخبار وتقارير

التمديد للحوار رغبة القوى التقليدية للبقاء في السلطة لمواصلة سياسية الاستحواذ و التغول في مفاصل الدولة

يمنات
تبدو العراقيل التي تعترض اختتام مؤتمر الحوار، مفتعلة من قبل القوى التقليدية، التي تتفنن في اختراع معيقات و عراقيل، ساهمت في التمديد لمؤتمر الحوار عن الموعد المحدد لاختتامه، دون قرار رسمي للتمديد.
تعلم هذه القوى إن الوصول لأي استحقاق انتخابي في الوقت الحالي، سيفقدها السلطة، وسيكشف ثقلها السياسي، وبالذات في الجنوب، الذي بلا شك قطع صلته بهذه القوى، وبات المتهم الأول في نهب ثرواته و أرضه.
تمديد مؤتمر الحوار إلى أجل غير مسمى، يسير في صالح هذه القوى، التي تسعى للتغول في الجهاز الاداري للدولة و المؤسسة العسكرية و الأمنية، لإسقاط الدولة في أيديها أولا، و من ثم الدخول في أي استحقاق انتخابي، و اغتيال الصندوق، الذي سيكون يومها محاصرا بهذه القوى من مختلف مفاصل الدولة.
نجحت هذه القوى في زرع هوة بين الرئيس هادي و حزبه من ناحية، و من ناحية أخرى نجحت أيضا في تشويه صورته أمام أبناء جلدته الجنوبيين، خاصة في الفترة الأخيرة، الذي باتت فيه وسائل اعلامهم تتحدث عن مساعي للرئيس هادي لتفريخ مكون الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار.
الحديث عن تفريخ مكون الحراك الجنوبي واستنساخ ممثلين جدد للجنوب، بعد استماتة محمد علي أحمد، على فيدرالية الاقليمين و تقرير المصير، جعل القوى التقليدية تضغط على الرئيس هادي، بفتح جبهة حرب في دماج، و التي يعرف الرئيس هادي أن استمرارها سيفجر الأوضاع في أكثر من محافظة، ما جعله يسير باتجاه تفادي عدم فشل مؤتمر الحوار، و لو حسب ما تريده القوى التقليدية، و ذلك عبر قيام مقربين منه بالتواصل بشخصيات جنوبية، لاستنساخ ممثلين جدد للجنوب، غير بن علي وتياره، و ذلك لتفادي الحرب التي لن يكون الحديث بعدها عن الحوار.
القوى التقليدية تملك المال و تسيطر على أغلب وحدات الجيش و تمكنت من تحويل الجهاز الأمني لمجرد تابع لرغبات هذه القوى، و هو ما يدركه الرئيس هادي، الذي بات أسيرا في أيدي هذه القوى، و التي باتت تملي عليه شروطها، بما يمكنها من استمرار السيطرة و البقاء في الحكم، كونها تدرك أنها نجحت في دق جسور الثقة بين هادي و حزبه ، فضلا عن اعتماد هادي على الدعم الدولي وليس الشعبي، ما يجعل فرص المناورة معه ضعيفة.
تلقت القوى التقليدية و بالذات الاخوان المسلمون ضربة موجعة عقب ثورة 30 يونيو المصرية، ما أفقدها سند اقليمي مهم – السعودية – ساهم في تأجيل كثير من المخططات التي كانت تسعى من خلالها للسيطرة على الدولة.
و اليوم تسعى هذه القوى للبحث عن سند اقليمي لها، و لا يرى اخوان اليمن غير السير في تأجيج حرب مذهبية في دماج، لاسترضاء حكام آل سعود، الذين باتوا يستخدمون الورقة المذهبية في اليمن، كمقدمة لحقل تجارب سيشمل المنطقة، على ذمة الخلاف السعودي الأمريكي، الذي بات واضحا و منعكسا على مجمل الأحداث في المنطقة و بالذات في اليمن و العراق و لبنان و سوريا.
حكام آل سعود سيدفعون بالمنطقة إلى حرب مذهبية، لوقف التقارب الأمريكي الايراني، الذي أنعكس ايجابيا لصالح النظام السوري، الذي بات اليوم في وضع أقوى من أي وقت مضى منذ اندلاع المواجهات بين الاخوان و الجيش السوري.
و مثلهم اخوان اليمن والقوى التقليدية المتحالفة معهم، سيدفعون بالبلد لحرب مذهبية، لاسترضاء حكام السعودية، الذين قلبوا لهم ظهر المجن، و اوقفوا طموحهم نحو كرسي الحكم، الذين كانوا يعتقدون أنه بات أقرب لهم من حبيل الوريد.
و بالتالي فإن القوى التقليدية تسعى للاستفادة من اشعال حرب مذهبية في دماج صعدة، إما للضغط على الرئيس هادي ليمكنها من السلطة، أو استمالة آل سعود و عودة سند اقليمي فقدوه، ومن ثم الانقضاض على السلطة.
و في الحالتين يبقى عرقلة مؤتمر الحوار و الوصول إلى تمديده رغبة لدى هذه القوى للبقاء في السلطة الحالية كشركاء يملكون وسائل الضغط لاستمرار التغول، هدفا تعمل عليه، للوصول لكرسي الحكم منفردين.

زر الذهاب إلى الأعلى