أخبار وتقارير

حرب شوارع في مدينة الشحر و مقر الاشتراكي يتعرض للنهب و الاحراق

يمنات – الشارع
استمرت المواجهات, أمس الاثنين, بين قوات عسكرية ومسلحين قبليين سيطروا, منذ عصر أمس الأول الأحد, على مدينة الشحر, بمحافظة حضرموت, وهاجموا “معسكر العليي” الواقع وسط المدينة, كما هاجموا جميع النقاط الأمنية, ما أدى إلى مقتل أكثر من 20 جندياً وضابطاً.
وقالت مصادر محلية متطابقة إن الاشتباكات استمرت حتى ظهر أمس, تمكنت بعدها قوات الجيش من دخول المدنية, وانتشرت عرباتها ودباباتها في الشوارع والأحياء. وأغلقت القوات الحكومية مداخل ومخارج المدينة وشوارعها, ومنعت الناس من مغادرة منازلهم, وقامت بعملية تمشيط واسعة بحثاً عن المسلحين.
وأفادت المصادر بأن اشتباكات عنيفة حدثت في شوارع المدينة, وأصيب الأهالي بحالة من الذعر والخوف, حيث كان يعتلي مسلحون منازل يطلقون منها النار على قوات الجيش, ما يدفع هذه للرد على مصادر النار.
وفيما لم يعرف بعد عدد القتلى والجرحى في صفوف الجيش والقوات الحكومية؛ أكدت المصادر المحلية تضرر عدد من المنازل جراء الاشتباكات, وتمركز المسلحين فيها.
وذكرت المصادر أن منزلين تضررا بشكل كبير, وتعرضا لاحتراق جراء قصف بالقذائف والمدافع والدبابات. وطبقاً للمصادر فهذين المنزلين هما بيت “اليزيدي” وبيت “بامسعود”.
وإذ قال مصدر رسمي رفيع إن قوات الجيش استعادت السيطرة على المدينة منذ ظهر أمس, قال مصدر محلي آخر إن “الحياة مغلقة, بشكل كامل, في المدينة, والمسلحون القبليون مازالوا يتواجدون في كثير من المناطق, ولم تصل إليهم قوات الجيش, رغم كثافتها, ومازال هؤلاء المسلحون يتوعدون بمواصلة استهداف المعسكر حتى يتم إخراجهم من المدينة”.
وصباح أمس اقتحمت قوات عسكرية مقر الحزب الاشتراكي في المدينة, وقامت بإحراق ثلاث سيارات, ودراجتين ناريتين, في الوقت الذي تشهد فيه المدينة حالة طوارئ بعد يوم من سيطرة مسلحين قبليين على المدينة, وقتلهم عدداً من الجنود والضباط في هجمات واسعة نفذوها على النقاط الأمنية وعلى “معسكر العليي” الواقع وسط المدينة, بالقرب من مقر الحزب الاشتراكي.
وقالت ل”الشارع” مصادر محلية متطابقة إن جنوداً من “معسكر العليي” هاجموا مقر الحزب الاشتراكي, ونهبوا محتوياته, وقاموا بإحراق ثلاث سيارات, ودراجتين ناريتين كانتا متوقفتين أمام مقر الحزب.
وطبقاً لتلك المصادر, فقد انتشر الجنود في كل أرجاء المنطقة, القريبة من “معسكر العليي” بحثاً عن مسلحين قبليين يقفون وراء الهجوم الذي تعرض له مقر المعسكر, منذ عصر أمس الأول.
ووصلت, بعد ظهر أمس , تعزيزات عسكرية كبيرة إلى وسط المدينة, التي بدأت الحياة تعود فيها بشكل بسيط منذ ما بعد العصر.
وقال سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في مدينة الشحر, عبدالله جنبين, في اتصال أجرته معه “الشارع” مساء أمس, إن الجنود هاجموا مقر الحزب, صباح أمس, “وقاموا بإحراق ثلاث سيارات أجرة تتبع ثلاثة أشخاص من أبناء المنطقة, وليس لهم أي علاقة بالهجوم الذي تعرض له المعسكر”.
وأضاف: “كان أصحاب هذه السيارات مخزنين, أمس الأول, في مقر الحزب, وعندما تعرض مقر المعسكر للهجوم من قبل المسلحين حاول أصحاب هذه السيارات النجاة والهروب خوفاً من تعرضهم للقصف, وتركوا سياراتهم أمام المقر, واليوم (أمس) جاء العشرات من الجنود, وقاموا بإحراقها, كما قاموا بإحراق دراجتين ناريتين, إضافة إلى نهب كل محتويات المقر”.
وتابع: “تعرض مقر الحزب, وعدد من المنازل القريبة من المعسكر, للقصف, مساء أمس (أمس الأول) من قبل قوات الجيش.
و كان مسلحون يتمركزون في العمارة المجاورة لمقر الحزب, وكانوا يطلقون النار على المعسكر, وهو ما دفع الجنود إلى الرد على مصادر إطلاق النار, وفي الصباح (أمس) اجتاحوا المنطقة, وقاموا بعملية النهب, كما انتشروا بعد أن أغلقوا كل مداخل ومخارج المنطقة تحسباً لأي هجوم محتمل قد يتعرضون, له في أي وقت”.
وعن عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الاشتباكات التي شهدتها المدينة أمس وأمس الأول, قال جنبين: “قتل شخصان, هما: حسن المحسني, وأحمد بادويس, وأصيب طفل يدعى عبد الرحمن اليميني, ومن الجنود يقال إن هناك قتلى وجرحى؛ لكننا لم نتمكن من معرفة الإحصائية؛ لأنهم يفرضون حصارا خانقا على المدينة حتى اللحظة”.
وقالت المعلومات إن هذا الطفل يبلغ من العمر 7 سنوات, وتعرض لرصاصة في رأسه, وفارق الحياة بعد ساعات من إسعافه إلى مستشفى الشحر, متأثراً بإصابته.
وأعلن حلف قبائل حضرموت, في بيان أصدره أمس, تبنيه الهجوم الذي تعرض له “معسكر العليي” على خلفية ما وصفه ب”تجاوزات جنود هذا المعسكر ضد الكثير من أبناء المنطقة”.
وقال البيان إن “المسلحين التابعين للحلف هم من خاضوا المواجهات مع عناصر الجيش, والتي أدت إلى مقتل وجرح العديد من أبناء القوات المسلحة”.
وأضاف البيان, الذي نشرته وكالة “خبر” للأنباء, أن “المواجهات اندلعت بسبب الاستفزازات المتكررة التي يقوم بها الجيش في المواقع على مواطني المدينة” مشيراً إلى أن “تلك هي عادتهم منذ سنين طويلة”.
وأوضح البيان أن “مجموعة من مقادمة الحموم تحركت إلى معسكر العليي لإقناع قيادته بإخلاء المعسكر, حرصاً على حقن الدماء وتنفيذاً لمقررات وادي نحب بإخلاء مدن حضرموت من أي معسكرات”.
وقال ل”الشارع” قيادي حزبي كبير في المدينة إن الاشتباكات أدت, أمس الأول, إلى إحراق “دينا” و”باص” وسيارة “هايلوكس” فيما تم إحراق وتدمير أطقم وعربات عسكرية في “معسكر العليي” نتيجة تعرضه, أمس الأول, للقصف من كل الجهات, من قبل المسلحين, الذين كانوا يعتزمون اقتحام المعسكر, ولم يعرف بعد عدد القتلى والجرحى في صفوف الجنود؛ غير أن مصدراً عسكرياً رفيعاً كان قال للصحيفة, أمس الأول, إن 30 جندياً, بينهم 5 ضباط, قتلوا في الهجوم, بعضهم ذبحاً بالسكاكين, بعد أن تمكن المسلحون من اقتحام جزء من المعسكر.
من جانبه, قال رئيس المجلس المحلي في مدينة الشحر, أحمد عمر مدي, في اتصال هاتفي أجرته معه “الشارع” مساء أمس, إن المسلحين القبليين هاجموا, أمس الأول, “معسكر العليي” من جميع الجهات, وقصفوه بمختلف الأسلحة الرشاشة والقذائف.
وأضاف: “أمطروا المعسكر بوابل كثيف من الدانات والقذائف, وكان هناك مسلحون يتمركزون على أسطح منازل قريبة من المعسكر, وتابعة للمواطنين, وبينها مبنى قريب من مقر الحزب الاشتراكي, ويطلقون عليه الرصاص بالرشاشات, واستمرت عملية قصف واستهداف المعسكر حتى صباح اليوم (أمس) وظل التوتر وعملية إطلاق النار حتى الظهر”.
وتابع: “استهدف المعسكر من قبل المسلحين كان حماقة؛ لأنهم يعرفون أن هذا المعسكر يقع وسط المدينة, وتحيطه منازل آهلة بالسكان. كان الجنود يردون على مصادر إطلاق النار, وكان ذلك مفهوماً؛ لأن البعض سمح للمسلحين بصعود منازلهم, مهما كانت همجية وأخطاء العسكر, فكان لا يجب مهاجمتهم بهذه الطريقة, وهناك طرق أخرى للضغط من أجل إخراج المعسكر من المدينة”.
وزاد: “الجميع يعرف هنا أن هذا المعسكر يتمركز في موقعه منذ عام 1975م, وعندما نريد أن نخرجه هكذا بيوم وليلة فهذا أمر غير مفهوم, وعمل طائش, وكانت النتيجة تعرض عدد من المواطنين ومنازلهم وممتلكاتهم للأضرار, وتم ترويع أهالي المدينة بشكل كبير وغير مسبوق”.

زر الذهاب إلى الأعلى