أخبار وتقارير

الشعب يضع هادي أمام فرصة تاريخية أخرى .. فماذا سيقرر الرئيس؟

يمنات – عبد الله بن عامر
يبدو أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي لا يُلقي بالاً لحجم الحشود الجماهيرية التي خرجت في 11من فبراير الماضي في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات.
يؤكد البعض أن هادي يعتمد على القوى السياسية القديمة وملحقاتها من الأدوات الثورية أو المجتمعية الأخرى وعلى قوة مراكز النفوذ في البقاء أكثر في الحكم دون أن يعطي الجماهير الشعبية أي ثقل أو وزن يستند اليه في كل قراراته وخطواته، ليصبح بذلك الرئيس رئيساً للأحزاب والقوى ومراكز النفوذ المشيخية والقيادات العسكرية و”مجموعة” مستشاريه لا رئيساً للشعب وبذلك أضعف نفسه وسلم قرار الوطن الى تلك القوى فيما أصبح الشعب خارج المعادلة تماماً.
هذا ما يعتمل في الكواليس رغم حالة البهرجة الإعلامية والإحتفالات الكرتونية ومؤتمرات الحوار وقرارات الهيكلة والتقاسم والمحاصصة التي حملت شعارات الثورة والتغيير فيما الحقيقة عكس ذلك والواقع خير شاهد .
هادي صنع من نفسه طرفاً ضمن أطراف المعادلة السياسية القديمة التي خرج الشعب اليمني وقدم الكثير من التضحيات من أجل إزاحتها بعد أن ظلت تتقاسم الثروة وتنهب المال العام طوال العقود الماضية وها هو الشعب مجدداً يقرر الخروج ضد هذه المنظومة التقليدية التي لا يمكن معها الحديث عن المستقبل والتغيير الشامل والكامل. بل إن من يتحدث عن التغيير في ظل وجود هذه المراكز المحيطة بالرئيس هادي إنما يمارس التضليل على الشعب اليمني.
و باعتراف هادي نفسه فإن هذه القوى وفي أكثر من مرة حاولت ابتزازه في كل لحظة حاول الخروج عنها وهو ما يجعلنا امام رئيس بلا صلاحيات كاملة أو لا يمكن له الخروج عن خط سير وتوجه تلك القوى المتعارضة تماماً مع المصلحة الشعبية كيف لا وهي من نهبت واشعلت الحروب في الشمال والجنوب وتمارس كل أنواع العبث بالمال العام والسيطرة والاستحواذ على مقدرات الوطن وتبدع اليوم في التكيف مع حالة الشعارات الجديدة كالأقاليم والدولة الاتحادية وغيرها بعد أن استكملت مهام إفراغ الحوار من مضمونه وتنفيذ الكثير من المهام باتجاه إعادة تحالفات قديمة جمعتها طوال العقود الماضية.
هادي قرر البقاء في ظل تلك القوى رغم علمه الكبير بأنها المعيق الأكبر لأي مخرجات حقيقية للحوار والتوافق وبأنها من ستقف أمام أي تحولات حقيقية تستجيب لتطلعات الشعب اليمني.
و يرى الكثير من المتابعين أن هادي فوت على نفسه وعلى الشعب اليمني أكثر من فرصة تاريخية لتحجيم تلك القوى وهاهي الفرصة الجديدة تشارف على الانتهاء بعد موعد منحته عشرات الآلاف من الجماهير اليمنية التي خرجت في 11من فبراير لتطالب هادي بسرعة إقالة الفساد والمفسدين ومحاكمتهم وتشكيل حكومة كفاءات وبناء دولة مدنية حديثة ومصفوفة مطالب أخرى.
أيام فقط تفصلنا على الخروج الجماهيري الثاني دون أن يتحرك رئيس الجمهورية ويعلن انحيازه الكامل للأغلبية من أبناء الشعب فلا يوجد أي مبرر يمكن أن يقبل به الشعب اليمني بعد أن خرج وأعلن تأييده ل “هادي” من اجل تحقيق التغيير إلا إذا كان هادي نفسه لا يريد أن يستجيب لتلك المطالب وهو ما يجعلنا أمام حالة تحالفات جديدة بين تلك المراكز القديمة من جهة ومن أنضم اليها من المراكز الجديدة من جهة أخرى وعلى رأسها الرئيس هادي نفسه.
فرصة أخرى أمام الرئيس فهل يستغلها بالشكل المطلوب سيما وهناك عوامل عدة تدفعه نحو الاستجابة المنطقية ل”هتافات الشعب” في شوارع المدن ومنها عوامل محلية وخارجية فالمجتمع الدولي نفسه حذر الرئيس من مخاطر بقاء الحكومة الحالية سيما والكثير من التقارير الدولية تؤكد أننا نتجه نحو التدهور في كل المجالات ما يجعل الرئيس أمام مسؤولية وطنية وتاريخية وما من خيار أمامه إلا أن يضطلع بهذه المسؤولية ويقرر مواجهة الفساد مالم فسيكون حتماً في صف الفساد والمفسدين وحينها سيكون لكل حدث حديث.

زر الذهاب إلى الأعلى