أخبار وتقارير

بن عمر .. يعزز فرص ترقيته من خلال فرض التسوية في اليمن بقوة البند السابع

يمنات

كتب/ أبو نظمي
في قراءة تحليلية لمستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية وخصوصاً مستجد الأحداث في مديرية همدان تحت عنوان (القوى التقليدية تشعل الحرائق خلطاً للأوراق واستدعاء للتدخل الدولي) توصلت القراءة إلى استنتاج أن تفجير الأوضاع في همدان كان مدروساً ومخططاً له بدقة من قبل القوى التقليدية بهدف وضع قوى الممانعة والرفض لمشروعها العبثي التدميري تحت طائلة قرار مجلس الأمن 2140 وبنده السابع الذي يشكل جسر عبور للتدخل العسكري الدولي في اليمن.
موقع “يمنات” ومحللوه السياسيون لم يكونا في يوم من الأيام مصدر تجننٍ أو بلبلة وإثارة للرأي العام أو أدوات لتعميق هوة التباعد بين الفرقاء السياسيين بل إن مجريات الأحداث تشكل لديهما مقدمات للقراءة وميدان للتحليل الذي من خلال قراءة المقدمات يستنتج القادم الذي ترمي إليه القوى الطامحة إلى وضع اليمن تحت وصاية المجتمع الدولي وتدخله المباشر.
إن نتيجة تفجير الصراع في مديرية همدان التي وصلنا إليها في التحليل السابق والمتمثلة في استدعاء التدخل الدولي هي ما أكدها بن عمر في تصريح له خلال الأيام الماضية والتي تقول بأن تقريرهُ القادم والذي سيرفعه إلى مجلس الأمن سيتضمن مقترحاً أو بالأحرى طلباً من المجلس بضرورة وضع بعض القوى السياسية تحت طائلة عقوبات القرار 2140 وبنده السابع وهو في حقيقته وضع اليمن بأسرها تحت الوصاية الدولية.
تصريح بن عمر لم يكن تهديداً لمجرد إحداث ضغط لتهدئه الأوضاع وإنما جاء وفقاً لمعلومات ولقاءات ومشاورات ذات مصدر واحد ووحيد يتمثل بحزب التجمع اليمني للإصلاح وباقي القوى التقليدية المتحالفة معه والتي تمثل لمجلس الأمن وممثله بن عمر مصدر القول الفصل في مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة الوطنية الأمر الذي يخرج الممثل الأممي من موقع الوسيط إلى موقع الحليف وبالطابع الأممي ويجعله مصدر تشويش بل تعمية كبيرة على مجلس الأمن وسبباً في إصداره قرارات خاطئة تشكل مساساً فيما يدعيه المجلس من مصداقية وعدم انحياز في قضايا الشعوب.
إن استبسال الإصلاح وباقي القوى التقليدية ومعهما بن عمر ومراكز التأثير في مؤسستي الرئاسة والحكومة يأتي بالنسبة للقوى التقليدية من منطلق ضرورة إضعاف القوى الوطنية والثورية المناوئة لمشروعها الإقصائي الاستئثاري بالسلطة والثروة إن لم يكن القضاء عليها نهائياً وإفراغ الساحة منها لتبقى هي وحدها مصدر القرار وقوة الفعل خصوصاً بعد إدراكها تنامي القوى التقدمية الداعية إلى بناء دولة مدنية حديثة وحجم الالتفاف الشعبي المؤيد لمشروعها التقدمي لذلك سترى الأيام القادمة كثيراً من الكمائن والأفخاخ والتي ستعمل على زرعها هذه القوى في أكثر من محافظة ومديرية وخصوصاً محافظات الصراع صنعاء وعمران والجوف وحجة, وذلك دفعاً لمجلس الأمن إلى التدخل المباشر كونها ترى في هذا التدخل منقذاً وحيداً لها من حالة الغليان الجماهيري الذي يزداد يوماً بعد يوم جراء ممارساتها العبثية في حق الوطن والشعب منذ عقود من الزمن كان من نتائجها سقوطها في معاقلها الحصينة.
وفيما يتعلق ببن عمر فإن مطامحه ذات بعد يتعلق بشخصه والمؤسسة الدولية التي يعمل فيها (مجلس الأمن).. فعلى المستوى الشخصي فإن مجمل التقارير التي يرفعها إلى مجلس الأمن ومعلوماتها المغلوطة عن الوضع في اليمن وتعميته على حقيقة مشاريع قوى الصراع بمعلومات تصب في صالح بعض هذه القوى تدقع بقرارات أميميه إلى الواقع تعزز كما يرى من نسب نجاح التسوية التي ستعود عليه بتقدير كبير من مؤسسته الأممية يرفعه من موظف من الدرجة الثالثة إلى موظف من الدرجة الثانية وربما الأولى وهو ما يسعى إليه بكفاح استبسالي نادر ولو على حساب أمن واستقرار وتقدم اليمن, وفيما يتعلق بمجلس الأمن فإن نجاح التسوية بالتدخل أو بغيره سيعيد له بعضاً من ماء وجهه الذي سُفح في كثير من دول العالم الثالث وفي مقدمتها العراق وأفغانستان.

زر الذهاب إلى الأعلى