أخبار وتقارير

سوريا تسلم الشحنة المتبقية من مخزونها الكيماوي

يمنات – رويترز
سلمت سوريا يوم الاثنين المئة طن المتبقية من المواد السامة التي أبلغت بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لكن حكومات غربية قالت ان من السابق لاوانه الاعلان بأن سوريا أصبحت خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وكانت الشحنة الاخيرة التي تمثل نحو ثمانية في المئة من اجمالي ما اعلنت عنه سوريا لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية موجودة في مخزن قالت حكومة الرئيس بشار الأسد انها لم تتمكن من الوصول إليه بسبب القتال مع المسلحين وهو ما أدى إلى تأخير نقلها.
وقال رئيس منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزومجو إن الوضع الأمني في المنطقة تحسن الان وان شاحنات تنقل حاويات المواد الكيماوية وتتجه بها إلى ميناء اللاذقية السوري ثم تحميلها على متن سفينة ليتم تدميرها في البحر بواسطة سفينة امريكية مجهزة على نحو خاص.
وقال “وصلنا اليوم إلى نقطة فارقة في هذه المهمة. جرى بعد الظهر تحميل ما تبقى من المواد الكيماوية المقرر نقلها من سوريا على متن السفينة الدنمركية آرك فوتورا.”
ووافقت سوريا في سبتمبر أيلول الماضي على تدمير برنامج أسلحتها الكيماوية بالكامل بموجب اتفاق تم التفاوض بشأنه مع الولايات المتحدة وروسيا بعد مقتل مئات الأشخاص في هجوم بغاز السارين على مشارف العاصمة دمشق.
وجنب الاتفاق سوريا ضربة عسكرية أمريكية ردا على اسوأ هجوم كيماوي منذ عقود والذي أنحت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون باللائمة عنه على نظام الأسد. ويحمل الأسد مقاتلي المعارضة المسؤولية عن الهجوم.
واتسم رد فعل الحكومات الغربية بالتحفظ على اعلان يوم الاثنين وقالت إنها لا تزال تشعر بالقلق من قدرات سوريا في مجال الأسلحة الكيماوية بسبب استخدام كيماويات شبيهة بالكلور في ساحة القتال.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة لبغداد “لا تزال هناك بعض القضايا الخطيرة التي يتعين التعامل معها ولن نتوقف قبل معالجتها.”
وأضاف “لا نزال نشعر بقلق بالغ ازاء انباء عن استخدام ممنهج لغاز الكلور في مناطق المعارضة.”
وفي ترديد لهذا التشكك قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج “تاريخ الكذب والمماطلة عند هذا النظام يجعل من المستحيل اتخاذ هذا الادعاء على ان له قيمة من الواقع ونحن ندعم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في جهودها للضغط على سوريا من اجل كشف كامل (عن اسلحتها).”
وأكد أوزومجو أن التحقيق سيتواصل في مزاعم عن استخدام الكلور في الصراع السوري ومراجعة قائمة المواد الكيماوية التي اقرت سوريا بحيازتها.
وقال “كل الأسلحة الكيماوية المعلنة خرجت من سوريا لكننا لا نستطيع ان نقول كأمانة عامة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن سوريا لم تعد تمتلك أي أسلحة كيماوية.”
وأضاف “نأمل ان ننتهي قريبا من توضيح جوانب معينة من الاعلان السوري والبدء في تدمير مبان معينة استخدمت كمنشآت لانتاج أسلحة كيماوية.”
وقالت سيجريد كاج رئيسة فريق الخبراء المشترك من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تصريحات لها في قبرص إنه سيتم خلال ثلاثة أشهر البدء في عملية لتدمير 12 من مواقع الانتاج والانفاق داخل سوريا والتي لها صلة ببرنامج الأسلحة الكيماوية.
وقال بشار الجعفري مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة إنه أبلغ الأمين العام للمنظمة الدولية بان جي مون بالشحنة الاخيرة. وأضاف لرويترز أن الحكومة السورية احترمت تعهداتها وأوفت بالتزاماتها.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية في دمشق للوكالة العربية السورية للانباء إن سوريا انجزت التزامها من اجل المساعدة في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وحث إسرائيل على الانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية.
وبموجب الاتفاق الأولي فإن سوريا كان أمامها حتى يوم الاثنين القادم لتسليم مخزونها الكيماوي بالكامل وتدمير كل منشآت الانتاج والتخزين في البلاد. وانتهت اكثر من مهلة بموجب الاتفاق دون ان تفي سوريا بالتزاماتها وستتجاوز الان مهلة 30 يونيو حزيران بعدة أشهر.
وسيستغرق الأمر نحو شهرين لابطال مفعول ومعالجة المواد شديدة السمية بما في ذلك غاز الخردل والسارين وغيرهما من المواد شديدة السمية التي تستخدم في الحرب الكيماوية. وسيتم ذلك باستخدام معدات خاصة على متن سفينة الشحن الأمريكية كيب راي.
وقالت حكومة الأسد انها تريد انهاء المهمة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بقيادة كاج بمجرد شحن كل مواد الأسلحة الكيماوية. لكن الحكومات الغربية ترغب في مواصلة المهمة للتحقيق في عدة أمور غامضة في الاعلان السوري الخاص بالأسلحة الكيماوية وفي مزاعم عن وقوع هجمات بغاز الكلور.
وفي الاسبوع الماضي قال محققو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إن معلومات أولية تؤيد وجهة نظر الحكومات الغربية بأن كيماويات شبيهة بالكلور لم يكشف عنها للمنظمة قد استخدمت في سوريا.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان رحب فيه باعلان يوم الاثنين “علينا ان نواصل الضغط على سوريا للتأكد من انه تم تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية بشكل كامل لا رجعة فيه.”
وأضاف البيان “يحث الاتحاد الأوروبي كل الاطراف على المساعدة في احياء المسار السياسي لانه لا يمكن ان يكون هناك حل عسكري للصراع.

زر الذهاب إلى الأعلى