فضاء حر

المسار المعوج للثورة

يمنات
أتذكر “غراب”.. وأتذكر معه الصحفي “محمد صُدَام”، والذي كان كل ذنبه هو أنه مترجم للرئيس صالح. “غراب” و “صُدام” يضعوننا اليوم أمام المسار الحقيقي والمعوّج للثورة، والذي تعامينا عن تصويبه، بل وشاركنا في صناعته في غمرة من الضجيج والانفعال.
الآن، هل يعرف أصدقائنا “الثوار”، أين هو محمد صُدام، ولماذا توارى بخجل عن الأنظار، بعد أن سلبناه أحد مصادر رزقه بحجة أن لديه وظيفة حكومية قد لا تكون تكفيه، وإلا لما لجأ للعمل مع وكالة أنباء خارجية، ليقتات.
محمد صُدام، وإن كنت لا أعرف مصيره، كالكثيرين، وقد لا يكون يعيش حالة من العَوَز، لكنه سيبقى النموذج الأكبر لحالة الاستغلال المبكر والبشع للنفوذ في دولة “الثورة” الوليدة.. اللحظة التي أقصا فيها من يستطيع؛ من لا يستطيع. اللحظة الأولى لقطع رزق مواطن يمني بحالة إفك، وبشهادة زور. وكان هناك الآلاف ممن استجابوا لتغريدات النافذين في الثورة لإقصاء محمد صدام من وظيفته، لأنهم اعتقدوا أنهم يقصون الرئيس السابق.
توارى صُدام، ولم يقل شيئاً.. وظل إعلام الثورة الأهوج يواصل المسيرة.. اليوم، يحاول هذا الإعلام القذر أن يستغل حالة نفوذه لإقصاء شركاء جدد- قدماء. وهو يمضي في نفس المسار. فيطل عبدالله غراب من شاشة بي بي سي كواحد من الآلات الإعلامية التي اشرت لها أعلاه. وهو يحاول بعد كل هذا أن يزج بالحزب الاشتراكي في الصراع، اعتقادا منه أنه يبتز موقف الحزب من عدم الخوض والدخول في حالة الصراع بعمران والتي لم تعد تخفى على أحد. وكانت هذه الآلة الإعلامية قد بدأت معركتها باتهام الدكتور ياسين بالتآمر مع قائد الحوثيين، ولن تنتهي إلى ما هي عليه، على مايبدو.
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى