أخبار وتقارير

عبدالرحمن الجفري: ليس بيننا صراع مع الاشتراكي وهذه الوحدة لا دخل لنا فيها لا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة

يمنات
اصطفاف التوافق هو صمام الأمان لشعبنا وقضيته وثقافة الصراع الداخلي لن تحقق إلا دماراً في ظل التحديات والتداعيات التي تلقي بظلالها على المشهد الجنوبي وفي ظل انقسامات كثيرة بين مختلف فصائل الحراك الجنوبي بين مؤيد ومعارض للمؤتمر الجنوبي الجامع..
و حول آخر التطورات على الساحة الجنوبية. يسعدنا أن نستضيف القيادي عبدالرحمن بن علي الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر الرابطة في هذا الحوار الصحفي المفتوح الذي أتسم بالصراحة والوضوح .
حاوره : محمد باعباد
س: في البدء دعنا نطرح عليك هذا السؤال : أين تقفون من المؤتمر الجنوبي الجامع الذي يتم التحضير له حالياً في عدن علماً بأن البعض يتهمكم بأنكم تقفون خلفه وتدعمونه.. باعتقادكم هل سيثمر هذا المؤتمر بنتائج ايجابيه وقيادة موحدة للجنوب خصوصاً في ظل حملة تشويه ومقاطعة تقوم بها بعض القوى الجنوبية وذلك لعدم إشراك بعض المكونات الرئيسية بالثورة في اللجنة التحضيرية.. في الأخير نتمنى منكم إعادة النظر باللجان والتمثيل بحيث يكون مؤتمر جامع لكل القوى الثورية
ج : أولاً أهنئ شعبنا العظيم بعيد الفطر المبارك.. وأرجو الله أن يعيده علي جنوبنا العربي الحبيب وقد تحرر من اﻹحتلال ونال استقلاله الكامل.. وعلي الأمة العربية واﻹسلامية وقد تحقق فيها اﻷمن واﻹستقرار وأن ينصر أهلنا في فلسطين وتعود قدس اﻷمة إلي أهلها.. وعلينا أن نتذكر شهداء ثورة جنوبنا السلمية العظيمة الذين تعيش أسرهم بدونهم بلا فرحة عيد.. وندرك أن ليس من حق أحد أن يتخلي عن الأهداف التي قدموا أرواحهم ثمناً لها أو يساوم عليها.. وهي التحرير واﻻستقلال.. والتمسك بهوية الوطن الذي قدموا أرواحهم ثمناً له وهو الجنوب العربي.. وبناء دولته الجنوبية كاملة السيادة علي كامل اﻷرض الجنوبية.
ما يتعلق بالمؤتمر الجنوبي الجامع فنحن استجبنا للمبادرة التي أطلقها “تيار مثقفون من أجل جنوب جديد” وثبتنا علي موقفنا هذا وسنستمر ،بعون الله،.. فهل يُعاب علينا ثباتنا علي التزامنا؟!!.. وشرف لا ندعيه أن نكون خلف دعوة لتوحيد القوي الجنوبية علي قاعدة التحرير واﻹستقلال وبناء الدولة الجنوبية كاملة السيادة.. ونشكر من ينسب لنا هذا الخير وهذا العمل الوطني العظيم، فهذا خير مقام وليس إتهاماً.. ولكننا لسنا ممن ينسب جهود اﻵخرين لنفسه.. ولم نتدخل ولن نتدخل في مهام اللجنة التحضيرية فهذا ليس من حقنا. وحسب علمنا مما تم نشره ويعلمه الجميع أن الداعين واللجنة التحضيرية لم يستثنوا أحداً وتواصلوا مع الجميع.. وإذا كان لبعض اﻹخوان بعض التحفظ علي إجراء معين فلا أعتقد أن يكون مانعاً من المشاركة في عمل عظيم كهذا.. ويمكن التجاوز عن بعض اﻷمور اﻹجرائية وعلاج ما يمكن علاجه بتعاون الجميع.. وعلمنا بأن التحضيرية قد شكلت لجنة للتوافق برئاسة الشيخ حسين بن شعيب ويشارك في عضويتها كل المكونات ونسأل الله لها التوفيق.. أري أن المرحلة هامة وحساسة تقتضي منّا التجاوز والتوافق فالجنوب وقضيته أهم منّا جميعاً.. وما نحن إلا أدوات لخدمة الجنوب، هوية وقضية وأهدافاً، فلا يجب أن نجعل أنفسنا أهم من الذي أصل وجودنا لخدمته. وأثق أن الزملاء من جميع المكونات والشخصيات المستقلة يدركون هذا وحريصون علي تحقيق أهداف شعبهم.. كما يدركون دقة المرحلة وحاجة القضية الجنوبية إلي قيادة موحدة ومتماسكة.. ورؤية واضحة لمسيرة القضية ولكل ما يتعلق بمستقبل الدولة الجنوبية وتوجهاتها وسياساتها.. فكما كررنا مراراً أن العالم لا يؤيد مجهولاً.
س : يعمل نظام ج.ع.ي على تنفيذ ما يُسمى بمخرجات مؤتمر الحوار اليمني. ما موقفكم من فرض الأقاليم في الجنوب وفرض ما يُسمى بالاستفتاء على الدستور في حال تعثر عقد الموتمر الجنوبي الجامع وتشتت الآراء لبعض المكونات من العمل في إطار مسمى جامع لمختلف القوى الفاعلة في الميدان؟
ج : أولاً نسميه نظام اﻹحتلال فهو الاسم اﻷصح. موقفنا واضح ومعلن من ما سمّوه الحوار الوطني اليمني ومخرجاته.. فهو حوار وطني يمني وهذا يعني أنه يتعلق بحل القضايا في إطار اليمن.. والقضية الجنوبية قضية وطن جنوبي محتل وليست قضية سياسية يمنية داخلية.. وقد حذرنا مراراً من خطورة التعامل بشأنها بصفتها قضية سياسية يمنية ﻷن هذا التوصيف يفتح الباب للمساومات والتسويات والتنازلات والقضية الجنوبية تتعلق بوطن محتل لا يمكن أن تخضع للتنازلات عن أهداف التحرير واﻹستقلال والهوية الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة. وفي كل اﻷحوال الموقف حول قضيتنا ليس مطروحاً للمساومة.
ونأمل أن يدرك الجميع أن الوطن الجنوبي يناديهم لتوحيد الجهود جميعها أو غالبيتها ومن تمنعه ظروفه عن ذلك اﻵن فيبقي الباب مفتوحاً له حتي تزول الموانع. س: من خلال الحقائق على الأرض والمعطيات على الساحة الجنوبية، كيف يمكن بناء حامل سياسي ونضالي يدير العملية النضالية والسياسية وفق أهداف ثورة شعب الحنوب؟ ج : هذا ينبغي أن تتوافق عليه القوي الجنوبية المتبنّية للقضية الجنوبية وأهدافها الواضحة المذكورة في اﻹجابة السابقة. وطرحنا علي اللجنة التحضيرية مشروعاً كاملاً حول هذا اﻷمر.
وسبق نشره قبل حوالي سنة وتتم طباعته اﻵن في كتاب.. وموجود في الرابط التالي: www.salparty.org/docs/52
س : هل بإمكان الرابطة والسيد الجفري شخصياً دعم مبادرة لإيجاد عمل يوحد جهود شباب الجنوب في ظل تعثر كثير من القيادات التي ارتبطت بالماضي؟
ج : نحن مع توحد جهود المكونات الشبابية الفاعلة.. وسنقف معها بلا تحفظ أو شروط ذاتية أو حزبية.. كما أنه ليس لدينا تحفظ علي أي قيادات تخدم القضية الجنوبية وأهدافها الواضحة المذكورة.. فهدفنا جنوب عربي يتسع لكل ابنائه وتتسع قلوب كل ابنائه لبعضهم بلا إقصاء أو تمييز من أي نوع.
س: ما هي الأسباب التي أدت إلى إعلان حزب الرابطة فك ارتباطه عن الجمهورية اليمنية ؟
ج : نحن عدنا إلي اسمنا الاساس الذي لم يفارق عقولنا وقلوبنا.. وكنّا قد اضطرينا إلي تغييره مع إعلان وحدة 1990 مجبرين بحكم القانون لنتمكن من الوجود في وطننا الذي حُرمنا منه ربع قرن. وقبل ذلك كنّا نأتي صنعاء بإسمنا اﻷساس وندافع عنه كجنوبيين. لكن بعد إعلان الوحدة حُرمنا منه.. وكنّا مع قضية شعبنا ويثبت ذلك مشروعنا ﻹستقلال الجنوب وغير ذلك مما صدر عنا ،قبل إستقلالنا بإسمنا اﻷساس.
س : أنجز الرابطة اتفاقية الاستقلال الأول 67م مع النخب الجنوبية حينها في 1يناير68م وتم دفعها خارج حلبة الصراع، هل اصطفافها الغلط من دفعها أم دُفعت من الغير نتيجة عدم وضوح الرؤية؟ والسؤال اليوم نشاهد نفس المشهد يتكرر مع الرابطة برغم أن برنامجها على الورق ممتاز لكن الاصطفاف يعيد تاريخها الأول لكن هذه المرة اعتقد أنها هي من تدفع بنفسها خارج حلبة الصراع أو بالأصح قيادات الرابطة تخرج الرابطة باصطفاف خاطئ نتيجة مكابرة لا أكثر؟
ج : أولاً : لم ننجز “إتفاقية اﻹستقلال”.. وإنما قرارات الأمم المتحدة عام 1963م التي حددت بريطانيا بموجبها تاريخ اﻹستقلال 9 يناير 1968م.
ثانياً : لم يكن ﻷي تحالف يد في دفعنا خارج حلبة الصراع – كما جاء في السؤال -.. بل حدث زلزال في المنطقة نتيجة لهزيمة العرب من إسرائيل في يونيو عام 1967م فتغيرت كل المعادلات في المنطقة.. ومنها قضية إستقلال الجنوب.. فرفضت قيادتنا أن نكون طرفاً في صراع.. وكانت قراءتها صحيحة.
ثالثاً : جميع القوي ومنها جبهة التحرير أزيحت بالقوة وكذلك كل حكام الجنوب…إلخ.
رابعاً : المرحلة الحالية تختلف تماماً.. ونعيش ثورة شعبية حقيقية بدأتها الجماهير وقيادات من بينها.. واصطفافنا معها ونعمل علي أن يكون اصطفافا مع كل أو غالبية القوي التي تحمل أهداف ثورة شعبنا المعلنة والمذكورة آنفا.. ونعتقد أنه لا يوجد خطأ في اصطفاف كهذا بل الخطأ في عدم وجوده.
خامساً : مراحل ثقافة اﻹقصاء المولّد للصراعات قد ذهب زمانها وأصبح اﻹقصاء مرفوضاً.. ومن يحاول التمسك بهذه الثقافة فلن يقصي إﻻ نفسه.. وثقافة الصراع الداخلي لن تحقق إلا دماراً.. وعلي الجميع الإتجاه إلي ثقافة الوفاق.. لذلك فسيرنا علي الطريق الصحيح لصالح شعبنا وقضيته.. فهل اصطفافنا مع شعبنا وقواه الحية اصطفافاً خاطئاً ومكابراً؟!! ويصبح اصطفاف الصراعات صحيحاً؟!! نحن نعتقد أن اصطفاف التوافق هو صمام اﻷمان لشعبنا وقضيته ولمن يسير فيه.
س : السيد عبدالرحمن الجفري بما أن صنعاء ستسقط لا محاله في يد الحوثي وبمباركة أهل اليمن والإقليم والعالم أجمع.. ماذا أعددتم أنتم كقيادات جنوبية لهذا اليوم الذي بات وشيكاً؟.. وبما أنكم تراهنون على شعب الجنوب هل تنتظرون من الشعب أن يتوسل إليكم بأن تقوموا بواجباتكم الوطنية تجاه الجنوب؟
ج : لتتخذ القيادات الجنوبية ،وبالذات في داخل الوطن – الجنوب، الخطوات الصحيحة للتعامل مع كل التطورات، المحلية واليمنية واﻹقليمية والدولية، فإن عليها أن تتجه للتوافق، قيادة ورؤية وخططاً، وتنتهي ثقافة التصارع والتسابق علي الجنوب بل تتسابق من أجل الجنوب.. هذا ما نطالب به ونبذل الجهد وغيرنا يبذل الجهد لتحقيقه.. بل العالم أصبح مؤخراً يطالبنا به.. والشعب لا يمكن أن يتوسل من أحد أيّاً كان بل إن دوره أن يضغط ويفرض علي كل القوي أداء واجبها في اتجاه التوافق واﻹصطفاف. ومن جهتنا نبذل مساعينا طاعة لحاجة شعبنا وواجبنا نحو قضيتنا الجنوبية العادلة.
س : من ضمن مخرجات الحوار في صنعاء توحيد القيادات في الحراك الجنوبي وهذا ينطبق على الاعضاء المشاركيين في الحوار !!ومن ضمن مطالب شعب الجنوب المتواجد في الساحات والمطالب بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب توحيد القيادات!! ألا تنظر إلى أنه أصبح مطلباً شعبياً وسياسياً؟ وبما أنك أحد قيادات الحراك، ما هي التنازلات التي تستطيع أن تقدمها للقيادات الأخرى؟
ج : أولاً : التوحد لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني اليمني هو دفن للقضية الجنوبية.. وهو مطلب سياسي يمني في إطار دولة اليمن. ثانياً : مطلب شعبنا هو التوحد لتحقيق أهدافه في التحرير واﻹستقلال والهوية الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية كامل السيادة. ثالثاً : من جهتنا أي تنازل يُطلب منّا مما يخصنا كأشخاص أو كحزب فنحن لن نتردد لحظة في تقديمه.
س : لماذا يعيد حزب الرابطة حسابات الماضي في هذه المرحلة التي تتطلب تعزيز الفعل الثوري لتحقيق أهداف وتطلعات شعب الجنوب؟
ج: هذا لم يحدث مطلقاً ولن يحدث بإذن الله.. فليست لدينا حسابات مع أحد.. وقد أعلنّا من زمن طويل وتجاوزنا عن كل شيء بل أول من نادي بذلك منذ ما قبل إعلان الوحدة الكارثة. قد تختلف اﻵراء في بعض الجزئيات حتي في اﻹطار الواحد لكنه اختلاف لا يخرج عن آداب الخلاف واﻹختلاف.. وفي كل ما نقول أو نكتب لا نسيئ ﻷي أحد أوجهة بل حتي من يسيئ إلينا لا نرد بأي إساءة بل ندعو بالهداية لنا ولمن يسيئ لنا. وهذا نهج ثابت في خطابنا السياسي واﻹعلامي حتي مع الخصوم خارج الجنوب.
س : الشعب الجنوبي قد عانى كثيراً بسبب خلافات الماضي ومازال يعاني بسببكم أنتم والحزب الاشتراكي، ودفع ضريبة هذا دولة كاملة، واليوم تكررون نفس المشهد أنتم والحزب حسب تفكيركم بأن العقل الجنوبي مازال نفسه، غير مدركين المتغيرات الحالية والتي ترفض هيمنة حزب بعينه على الجنوب أو عودة مرحلة الصراعات الماضية كما حدث بما يسمى بالقومية والتحرير والتي دفع شعبنا الجنوبي ثمنها باهظاً من خيرة رجاله المناضلين، نتمنى أن لا يتكرر نفس السيناريو وبطرق حديثة والمؤاشرات تؤكد ذلك.. الكلام موجّه لكم وللحزب الاشتراكي ما تفسيرك؟
ج : أولاً : لم يكن لنا أي دخل لا بطريقة مباشرة ولا غير مباشرة بهذه الوحدة.. بل أرسلنا للإخوة في عدن نطالب بمصالحة شاملة ووحدة وطنية جنوبية قبل إتمام أي وحدة.. ثم جئنا إلي عدن وأصدرنا بياناً في عدن في 14 مارس 1990 ،قبل تقديم موعد الوحدة الكارثة من 30 نوفمبر إلي 22 مايو 1990، وطرحنا ضرورة المصالحة الشاملة والوحدة الوطنية الجنوبية قبل اﻹتجاه للوحدة.. وطلبنا لقاء ولكن اﻹخوان كانوا مشغولين بلجان الوحدة.. و لم تأتِ منّا أي إساءة.. وفي حرب 1994 وقفنا مع شعبنا في إئتلاف مع الإخوة في اﻹشتراكي.. ويعلم الجميع موقفنا وصمودنا.
وبعد النزوح تعاملنا مع الجميع بكل الود ودون أي تمييز.. وتحالفنا في جبهة موج. ثانياً : أصلاً لم يحدث بيننا صراع مع اﻹخوة في اﻹشتراكي منذ تأسيسه.. بل حدث بيننا حوار بمبادرة منّا في نيودلهي بالهند ووقعنا اتفاقاً أولياً علي أن نستكمل الحوار بعد ثلاثة أشهر.. ونعود الجنوب ولم يتمكن اﻹخوة من تنفيذ اﻹتفاق لخلاف بينهم.. وقبل أحداث يناير1986م أرسل حزبنا رسالة لطرفي الخلاف في مايو 1985 وكان يوافق شهر رمضان المبارك.. ناشدناهم ضبط النفس والدعوة لمصالحة ووحدة وطنية جنوبية.. ولكن لم يتمكنوا.. وبعد 1986م حاولنا فتح حوار واجتمعنا بمندوبين منهم في الهند.. كل هذا أذكره ﻷبيّن انه لا صراع بيننا. قبل اﻹشتراكي كان الحكم بإسم الجبهة القومية وتعرضنا لما تعرض له غيرنا.. وقد تجاوزنا تلك المرحلة.. أما قبل اﻹستقلال فلم يحدث بيننا والجبهة القومية أي صراع بل كان هناك بعض التعاون علي اﻷرض بيننا وشبابهم وبعض قياداتهم خاصة في فترات الضيق التي مروا بها. نعم كان هناك خلاف أيدلوجي وسياسي لكن ليس صراعاً.
وانتهي بانتهاء التوجه اﻷيدلوجي. وأن يحدث اختلاف رأي فأمر طبيعي لكنه ليس صراعاً وإنما تعدد رؤي قد يفيد طالما هو محكوم بالمنطق وبعيد عن التجريح.. ومن جهتنا نحرص علي هذا.. ونعتقد أنهم كذلك. ومبدئياً نحن نرفض الصراع الجنوبي – الجنوبي .. ونرفض أي تفكير في الخروج عن التسامح والتصالح ولن نقبل بأي إنتقامات عن ممارسات الماضي .. ودولة الجنوب هي المسؤولة عن جبر الضرر وفقاً لقانون للعدالة اﻹنتقالية وفق المعايير الدولية. وهذا مانع ﻷي صراعات. المحبة واﻹحترام ما يجب أن يعمل الجميع علي أن تسود بين ابناء الجنوب. وهو ما نحرص علي أن يسود بين الجميع.. وهو ما يحث عليه ديننا وقيمنا.
س : السيد عبدالرحمن الجفري أنت شاركت في لقاء الاردن الذي جمع نخبة من ابناء الجنوب برعاية المعهد الديمقراطي الامريكي.. ما هو الجديد الذي تم الالتفاف عليه؟
ج : لم يحدث أي إلتفاف علي أي شيء.. والحاضرون من المؤمنين بأهداف شعب الجنوب من معظم مكونات الحراك طرحوا بوضوح ما يؤمنون به.. وكان اللقاء إيجابيا بكل المعايير وجاءت خلاصته نفس ما نطرحه جميعاً، أهمية وجود : -قيادة جنوبية موحدة ومتماسكة. – رؤية واضحة. -هياكل منظّمة لتفعيل النضال السلمي.
س : تصدير الصراع بين حزب الرابطة والحزب الاشتراكي إلى صفوف الثورة الجنوبية.. هل يمكن تصنيفه سياسياً أو أحد خيوط اللعبة للالتفاف على أهداف الثورة الجنوبية؟
ج : سبق شرح هذا اﻷمر.. فلا صراع أصلاً.. أما اختلاف الرأي فأمر طبيعي وموجود حتي في إطار الزملاء من اﻹشتراكي.. وليس هناك تصدير بل قد يتم طرح رأي من شخص أو طرف فيناقشه اﻵخرون بين مقتنع به وغير مقتنع به.. لكن ما يخص أهداف ثورة شعبنا فلن يستطيع أحد اﻹلتفاف عليها. ولا ننسي أن اﻹخوة في اﻹشتراكي، كحزب، لهم موقف واضح ومعلن.. وهم مع ما يجري في صنعاء وجزء من منظومة الحكم في دولة اﻹحتلال.. ويؤكدون علي الوحدة اليمنية وأن الجنوب جزء من اليمن.. ويعلنون أنهم الذين يحافظون علي الوحدة في الجنوب وأنه لولا وجودهم في الجنوب لانتهت الوحدة من زمان.. ومع هذا لم نسئ إليهم.. بل سنفرح إن هم فكوا إرتباطهم باليمن وهويته وبحكومة ونظام اﻹحتلال وانضموا إلي الجنوب وهويته وثورة شعبه وأهدافها. وهناك أعضاء وقياديون من اﻹشتراكي بصفتهم الشخصية مع هوية شعب الجنوب ومشاركون في ثورة شعب الجنوب ومع أهدافها، وتربطنا بكثير منهم علاقات ود واحترام.
وبالتالي نحن لا شأن لنا بصراع مع أحد ولا نذكر في الساحات أو في غيرها ما يخالف اﻷهداف المعلنة لشعبنا وثورته.
س : ما هو العائق الحقيقي لعدم تشكيل قيادة جنوبية موحدة برغم أن كل قوى الثورة الجنوبية مجمعون على هدف واحد وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة بجنوب يتسع لابنائه جميعاً؟
ج : بعد زمن من الفرقة نحتاج لبناء ثقة.. فالتحرير واﻹستقلال والتمسك بالهوية الجنوبية وبناء دولة جنوبية كاملة السيادة علي كامل أرض جنوبنا.. تتسع لكل ابنائها.. كل هذا يفترض أن يزرع اﻹطمئنان لدي الجميع بأننا جادون في التمسك بالتسامح والتصالح.. وأننا نتجه إلي مستقبل جديد خال من الحساسيات واﻹقصاء والصراعات واﻹنتقامات.
س : السيد عبدالرحمن الجفري دائماً تتحدث عن الهوية أنها الجنوب العربي مع أن هذا المصطلح أتى في خمسينات القرن الماضي نتيجة لتشكيل تحالف عدد من السلطنات آنذاك مع العلم أن لفظ الجنوب يعد جهة من الجهات وليس هوية لشعب عاش حضارة منذ الأزل.. فهل تمسككم بهذه الهوية يأتي ضمن مصالح خاصة بكم ونشأة حزبكم ؟؟ وماهي الهوية الحقيقية لهذا الشعب الذي طُمست هويته؟
ج : التاريخ يقول أن سكان الجنوب يُسمَّون عرب الجنوب.. وعند تأسيس الحركة الوطنية الجنوبية في 1951م كان الاسم الرسمي “مستعمرة عدن ومحمياتها الشرقية والغربية”.. فطرح رواد الحركة الوطنية هدفهم بالتحرير والإستقلال وتوحيد هذه المنطقة في دولة فيدرالية وانتقال السيادة للشعب.. وانطلاقاً من المسمي التاريخي لسكان هذه المناطق “عرب الجنوب” أطلق الرواد علي المنطقة “الجنوب العربي”.. وعُرفت القضية في المحافل الدولية بهذا اﻹسم ومنها اﻷمم المتحدة. أما “اتحاد الجنوب العربي” جاء عام 1959م.. بدأ بست ولايات ثم زاد عدد الولايات إلي تسع ثم في 1963م تم ضم عدن للإتحاد.. وكان هناك تفكيراً بضم باقي الجنوب.. وكانت العملة واحدة لكل الجنوب.
فالقضية ليس شخصية ولا حزبية.. وليس منها مصلحة لا لشخص ولا لحزب.. نعم نفخر بأن الحزب الذي ننتمي إليه قد تبنّي هذه الحقيقة التاريخية وحمل اسمها واستخرج قرارات اﻷمم المتحدة بوحدتها واستقلالها، لكنه لم يكن وحده من ناضل بل سبقه علي مستوي المناطق كثيرون.. وتلاه آخرون.. لكن ما كان مستحدثاً هو الهوية اليمنية التي ليس لها أي أصل تاريخي.. بل “اليمن” هو مسمي لجهة.. ولم يكن في التاريخ أي دولة بإسم اليمن إلا منذ 1918م.
ولم يربط الجنوب بإسم اليمن إلا عشية اﻹستقلال عندما تم تسمية الدولة “جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية” ثم “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.” ثم أليس “المغرب العربي” جهة!! وهو يُطلق علي كل دول المغرب العربي واتحاد دول المغرب العربي والمملكة المغربية!! وأود أن أنبّه علي أن أي تمسك بهوية غير الهوية الجنوبية، كالهوية اليمنية، فإنه سيؤدي إلي استكمال حلقة الخطر علي القضية الجنوبية التي بدأت باعتبارها قضية سياسية ففُتِح الباب للمساومات والتسويات السياسية التي اتجه لها البعض.
والهوية اليمنية ستشكل الدفن النهائي للقضية الجنوبية.. ولن يقبل منّا أحد أن نقول أن الجنوب محتل بل سيقولون إنهم يمنيون في أرضهم خاصة ودستور جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ينص علي أن التراب اليمني واحد والجنسية اليمنية واحدة وكان من حق أي يمني يصل الجنوب أن يحصل علي البطاقة الشخصية فوراً. كذلك فإن جمهورية اليمن الديمقراطية التي تم إعلانها 1994م في عدن كان دستورها هو دستور الجمهورية اليمنية وعلمها هو العلم الحالي لليمن. ولم نعترض ﻷننا في حرب لا مجال لكثرة النقاش.
س : لماذا وقفت في انتخابات الرئاسة مع علي صالح ورغم أن بن شملان أفضل منه؟ لماذا حزبك حكر على التجار واﻷغنياء وأسر محدودة فقط؟ فكيف سيأمنكم العامة على مستقبلهم , وحزبك حكرته على طبقة معينة من الناس؟
ج: أولاً : سبق أن رديت علي هذا مراراً.. وأي موقف سياسي يُحكم عليه وفقاً للظرف الذي تم فيه.. وكنّا نريد أن نعود إلي وطننا لننشط من الداخل.. كما أردنا أن نلغي ما يدّعيه من أن محاكمة القيادات الجنوبية جنائية وأردنا أن نثبت أنها سياسية فعدنا في مناسبة سياسية. كذلك رغم أن بن شملان رحمه الله نزيه إلا أنه لا يملك قوة يسيّر بها دولة.. وأتوا به أحزاب المشترك ليضغطوا به وليس ليفوز.. وإلا لرشحوا أحد زعاماتهم بل إن رئيسهم الشيخ عبدالله كان مؤيداً علي عبدالله.
وقلت في كلمتي أمام علي عبدالله لو وُجد في المرشحين أنسب منك لانتخبناه.. وهذا بالمعني السياسي نقد لا مدح.
ثم هل سرنا معه كما يشاء أم رفضنا أن نكون أتباعاً.. لذلك باعوا أراض خاصة بي في صنعاء بوثائق مزورة للضغط علينا.. وصادروا أرضاً في عدن مسجلة بشراء عام 1992م.. ولم نستلم من السلطة أي أراض أو مساكن كغيرنا، والحمدلله علي ذلك.
ثانياً : حزبنا ليس حكراً علي أحد دون أحد ولن نرفض تاجراً أو غنياً مؤمناً بأهداف شعب الجنوب.. وليس لدينا تفرقة بين تاجر وغير تاجر أوغني وفقير ولا نؤمن بالصراع الطبقي بل بالسلام اﻹجتماعي والعدالة اﻹجتماعية.. لكن الحقيقة حتي اﻵن لا يوجد عدد من التجار واﻷغنياء في حزب الرابطة.. فدلوني عليهم إن كانوا أعضاء لا أعلم بهم حتي نطلب منهم سنداً للحراك.
وإن كانت مجرد إشاعة فسأعتبرها دعاء وأرجو الله أن تتحقق ويكون في الحزب من كل فئات شعبنا ومنهم التجار واﻷغنياء.
وحزبنا ليس من أسر محدودة.. ويضم من كل الفئات بلا استثناء أو تمييز في التعامل بين فئة وفئة ومنطقة وأخري.. وليست لدينا عُقد إجتماعية أو مناطقية.. ونظرية الصراع الطبقي ثبت أنها تدميرية في البلدان التي تبنّتها وأورثت طبقات سياسية في الحكم أسوأ.. والعدل والعدالة تقضي علي هذه النظريات القائمة علي الكراهية والحقد والصراع.. وبعدنا عن هذا هو فضل من الله.
س: هل سنراكم قريباً في عاصمة دولة الاحتلال صنعاء للموافقة على مخرجات حوار صنعاء مثل الذين سبقوكم؟
ج : ولا مثل الذين سيلحقونهم.. قول واحد.
س: ماذا يتبقى لكم في الرابطة لكي تتوحدوا مع فصائل الحراك ومكوناته الشبابية ؟
ج : نحن جاهزون بلا تردد وطرحنا مشروعاً متكاملاً لهذا اﻷمر.
س : من 2007م والجنوب في ثورته هل تفهمت الأمم المتحدة والدول الكبرى لما يطالب به شعب الجنوب من مطالبته باستعادة الدولة والهوية الجنوبية؟
ج : كل الجهات تعلم أهداف شعب الجنوب في التحرير واﻹستقلال والتمسك بهويته الجنوبية وبناء الدولة الجنوبية كاملة السيادة علي كامل أرض الجنوب.
س : استبشرنا خيراً بانضمام حزبكم الموقر إلى ثورة شعب الجنوب وظننا أنكم ستمسكون بعنان العمل الثوري والميداني لما يمتلكه حزبكم من تنظيم وخبرات وإمكانيات متراكمة ولكن للأسف لم نلمس أي تغيّر في ديناميكية حزبكم بما ينسجم ومسار العمل الثوري وبيان الحزب الذي كان قوي لدرجة أننا تفاءلنا بأننا أمام تغيّر نوعي لتقدم العمل الثوري وإضافة هامة ورديف قوي لطليعة الثورة والثوار من قبلكم ما تفسيرك لهذا؟
ج : نحن لم ننفصل عن شعبنا من بداية ثورته.. وموجودون في فعالياته بفعل دون ضجيج.. وهناك تغيّر نوعي مستمر في الخطاب الثوري.. كل ما في اﻷمر أننا نهتم بالفعل والتفاعل مع مكونات ثورة شعبنا أكثر من إبراز هذا اﻷمر
. س : ما رأيكم فما يُقال من كلام في بعض مواقع التواصل الاجتماعي عن رئيس دولة الاحتلال اليمني هادي، مثل ما قال بافضل في حالة دخول الحوثيين صنعاء تحت خيانة الجيش سيغادر هادي إلى عدن ويعلن دولة الجنوب.. مثلاً لو حصل هذا ما موقفكم أنتم كقيادات في الداخل والخارج من هادي وبرغم أنكم تختلفون معه؟
ج : هذا خيال واسع.. لكن إن حدث سنرحب به وسأكون في مقدمة من يستقبلونه.. ويرشحه رئيساً لدولة الجنوب العربي.. فخلافنا مع أي جنوبي هو خلاف مواقف وتوجهات وليس شخصياً.
س: على اعتبار أن حزب الرابطة هو اقدم حزب جنوبي.. فهل يمتلك مشروع رؤية سياسية متكاملة وخارطة طريق من أجل التحرير والاستقلال، أم أن قِدَمَ هذا الحزب لا يختلف عن الاحزاب والتنظيمات الجديدة؟
ج: نعم لدينا رؤية كاملة تمثل خارطة طريق للمسيرة النضالية حتي استلام الجنوب وإعلان دولته والمرحلة اﻹنتقالية وبناء الدولة وسياساتها الداخلية والخارجية ومشروع دستور لدولة الجنوب ليخضع للنقاش المجتمعي وفحص المتخصصين.. والتوافق عليه من القوي الجنوبية في صيغته النهائية ثم استفتاء الشعب عليه.. لتقوم هياكل الدولة عليه.. وسبق طرح الرابط في الإجابة (3).
س : ما موقف السيد عبدالرحمن الجفري من مخرجات حوار صنعاء؟.. وكذلك ما موقفه من طلوع العميد النوبه إلى صنعاء عاصمة دولة الاحتلال؟
ج: سبق توضيح موقف حزب الرابطة من هذه “المخرجات “.. وذهاب العميد النوبه أو غيره أمر مستغرب.. لكن كل له رأيه دون أن يدعي تمثيله للجنوب. س : يخشى المتشائم أن تهب الريح بما لا تشتهي السفن، ولكن القائد يعدّل وضع الشراع ليستفيد من قوة الرياح.. إلى أين وصل قيادات الجنوب تجاه شعبها!! أو الأصح هل يوجد شيء وراء الكواليس تجاه الهدف المنشود للتحرير!! أم لا يوجد شيء على الصعيد التحرري وكل قيادي حر في تصرفه؟ ج: ستهب الرياح بإذن الله بما لا يشتهي المحتلون. وسبق اﻹجابة علي باقي السؤال.. لا بد من قيادة جنوبية متماسكة.. والتوافق حول رؤية واضحة.. فالعالم لا يتعامل مع مجهول.
س: ما سبب غياب الدور الفعلي لحزب الرابطة كقوة مؤثرة على الساحة الجنوبية في الداخل، وإن وجد كان ضعيفاً، رغم انكم تحملون اليوم مشروع الاستقلال والتحرير وهو مشروع الشعب الجنوبي بالوقت الذي كان حزبكم بعيداً عن مطالب الشعب قبل سنوات وكنتم تحملون مشاريع جنوبية منقوصة.. نتمنى منكم خلال الأيام القادمة دوراً فعلياً قوياً وملتحماً بالجماهير يداً بيد نحو التحرير والاستقلال؟
ج : لم نحمل مشاريعاً منقوصة بل كاملة ومتدرجة طبقاً لظرفها.. ولم يطرح غيرنا وسط صنعاء مثل ما طرحناه في تلك المرحلة.. وتعرضنا لكل أنواع الضغط والمضايقات ولم نبال.. ولسنا غائبين من الناحية الفعلية وغيابنا هو عن البروز اﻻعلامي في الساحات.. وما يهمنا هو نجاح الفعاليات.. وتعرضت لهذا في إجابة سابقة.
س : كلمة أخيرة تود أن تقولها في نهاية هذا اللقاء؟
ج : شكراً للشاب أحمد باعباد الذي رتّب هذا الحوار.. وتحية لشعبنا العظيم بأحراره وحرائره وشبابه.. ورغم كل ما يجري فإن تغييراً لا بد منه في أساليب أدائنا جميعاً لتستمر ثورة شعبنا السلمية أكثر قوة وتصميماً وثباتاً.. وكل ما يبث من تشكيك وما يجري من محاولات تفكيك.. هي كالنار التي تزيل الصدأ عن الحديد ليبقي الصلب قوياً متماسكاً.. وما النصر إﻻ صبر ساعة..

زر الذهاب إلى الأعلى