الجوف .. الإصلاحيون يهددون الدولة بالتحالف مع القاعدة في حال تخلت عنهم والحوثيون يحشدون قواتهم صوب مناطق التوتر

يمنات

هدوء حذر وبركان حرب يتشكل
ساد هدوء حذر في عدد من المناطق في محافظة الجوف كانت شهدت خلال الاسابيع الماضية مواجهات بين مسلحين قبليين مواليين للإصلاح مسنودين بوحدات الجيش ومسلحين حوثيين قبل ان تنجح لجنة وساطة في توقيع هدنة بين الطرفين بينما تشهد المحافظة استعدادات من الاطراف المتصارعة قد تنذر بانفجار الوضع فيها بشكل اوسع.
و في الوقت الذي مازالت فيه لجنة وساطة تقوم بتحركاتها مع كل الاطراف لإنهاء التوتر في الجوف، يهدد القبائل الموالون للإصلاح بتحالفهم مع القاعدة في حال ما اسموه “تهاون الدولة” بينما يحشد الحوثي قواته الى المحافظة ويرفع سقف مطالبه التي تضمنت مؤخرا اقالة المحافظ المحسوب على الاصلاح ونقل اللواء 115 مدرع من المحافظة.
و نقلت يومية “الأولى” عن مصادر محلية ان الهدوء مسيطر على كل جبهات القتال التي شهدت مواجهات الاسابيع الماضية، غير ان ثمة مددا للحوثيين قادما من جهات صعدة وعمران.
و أضاف المصدر ان دبابات ومعدات عسكرية وعربات مدفعية شوهدت قادمة من جهة عمران، وان الجرافات تشق الطرق وتفتح خطوطا لها.
و نقلت الصحيفة عن مصدر لم تكشف عنه، أن عضو لجنة الوساطة محمد درعان، التقى بقيادات اصلاحية واخرى حوثية في ظل جهود اللجنة لإنهاء التوتر والوصول الى اتفاق نهائي، مشيرة الى ان مطالب الحوثيين تركزت حول تغيير محافظ الجوف ورفع اللواء 115 الذي قالوا انه يساند الاصلاحيين، واستبداله بلواء محايد.
و حسب ما نقلته الصحيفة، لجنة الوساطة عقدت عددا من اللقاءات مع شخصيات في الجوف، و رفض المحافظ محمد سالم بن عبود، المنتمي لحزب الاصلاح، أن تكون للجوف علاقة بالمعركة التي دارت في بعض المواقع تلك، قائلا انها لا تتبع الجوف وانما تتبع محافظة مارب، مؤكدا اخلاء مسؤوليته الا في ما يتعلق بموقعي الغيل والساقية التابعين اداريا لمحافظة الجوف.
و ذكرت الصحيفة، أن المصدر أوضح أن موقع الصفراء، الذي دارت فيه مواجهات عنيفة بين الحوثيين والاصلاحيين خلال الاسابيع الماضية يتبع مديرية مجزر، احدى مديريات محافظة مارب، لكنه جغرافيا اقرب الى محافظة الجوف حيث يقع على بعد 16 كم عن المدينة وعلى الطريق الذي يربط المحافظة بالعاصمة صنعاء.
و يقع موقع الغيل والساقية في نفس المنطقة لكنهما يتبعان اداريا محافظة الجوف.
و طبقا لما نقلته الصحيفة عن المصدر، قال المصدر ان الحوثيين يتهمون اللواء الذي يساند مقاتلي الاصلاح هو لواء متمركز في الجوف وان الكتيبة التي خاضت – بالاشتراك مع المسلحين الاصلاحيين – معارك مع الحوثيين ، خرجت من اللواء ذاته.
و ذكرت الصحيفة، أن احد اعضاء لجنة الوساطة (وهو الشيخ محمد درعان) توجه الى صعدة، والتقى بعبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثيين، وقال ان الحوثي اصر على طلبه المتمثل في تغيير المحافظ ونقل اللواء والمجيء بلواء محايد.
كما نقلت الصحيفة، عن مصدر اخر، تأكيده أن درعان اتجه امس الاول الى صعدة للقاء عبد الملك الحوثي ، زعيم جماعة الحوثيين، نافيا علمه بالتفاصيل التي دارت في اللقاء.
و حسب الصحيفة، رجح المصدر ان يكون توجه درعان لصعدة للقاء عبد الملك الحوثي، جاء بعد ان وصلت لجنة الوساطة الى طريق مسدود في التفاوض مع القيادات الحوثيين في محافظة الجوف.
و طبقا لما أوردته الصحيفة عن المصدر، أكد المصدر، أن لجنة الوساطة التقت بعدد من مشائخ القبائل واهالي المحافظة وعلى رأسهم الحسن ابكر رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، في محافظة الجوف ورئيس ما يسمى تحالف قبائل الجوف ومارب.
و حسب ما ورد عن المصدر، التقت اللجنة بابكر في بيته وان القبائل طرحوا في لقائهم ذاك استعدادهم تسليم كاملا للمواقع التي سيطروا عليها مقابل تسليم الحوثيين موقع الصفراء ل”جيش من الدولة”.
و سبق أن صرح الشيخ القبلي والقيادي الاصلاحي الحسن ابكر، في وقت سابق، أن القبائل قد يضطرون للتحالف مع القاعدة لمواجهة الحوثيين.
و حسب تلك التصريحات، قال أبكر: “أي جهة اقليمية تحاول ان تحاربنا على اساس اننا شعب متمسك بعقيدته وبرؤيته وبأصوله الاسلامية فإننا سنضطر ان ندخل حتى القاعدة، نحن حاربنا القاعدة ونحارب القاعدة ولكننا سنضطر اسفين الى ان ندخل القاعدة الى بلادنا، وبدل ما نعادي القاعدة سنصادقها وندخلها الى ان يرفعوا ايديهم عنا.
و اضاف: “احس ان هناك تآمرا فالدولة لم تشارك معنا الا مشاركة خجولة”.
و طبقا لما نشرته يومية “أخبار اليوم” المقربة من اللواء محسن، عن أبكر: “أقول لكل الذين يتآمرون على الجوف ، والذين يسعون للإطاحة بالجوف بعد ان اطاحوا بعمران سواء الذين يتامرون علينا في البلاد بالداخل وهم يعرفون من هم وانا اعنيهم”.
و قال ان المتآمرين على الجوف يقف على راسهم رئيس الجمهورية ووزير الدفاع.
و أضاف: “عليهم الا يفكروا انهم سيعملون في اليمن مثلما عمل المالكي بالعراق ، موضحا ان المالكي تجاهل الناس ، وتجاهل مطالب العشائر ، مستدركا: وما نريد ان يعرفه رئيس الجمهورية ان اي تجاهل منه سيجعل الشعب يرميه الى مزبلة التاريخ ، كما رمى بالرئيس السابق.
و كان الشيخ خالد هضبان وكيل محافظة الجوف قدم استقالته من لجنة الوساطة محملا المحافظ محمد سالم بن عبود، المسؤولية الكاملة عما يحصل فيها، حي هو المسؤول الاول والاخير حسب قوله.