فضاء حر

سلام الله على أسبوع المرور!

يمنات
أختفى “أسبوع المرور” من صنعاء، وظهر بدله “أسبوع الصرخة”!
أول مرة أسمع بحاجة اسمها “أسبوع الصرخة” اليوم، وأول ما سمعتها لم يخطر ببالي حسين الحوثي ولا عبدالملك بل يحيى زاهر!
بالمناسبة، أيش أخبار يحيى زاهر؟
ارتبط “المرور” في ذهني باسم هذا الرجل الذي ظل مديراً مزمناً للمرور خلال عهد علي عبدالله صالح ولم يغادر موقعه إلا بعد الثورة على الأخير. كان أول مدير مرور أسمع به، بل أظن إنني سمعت اسم “يحيى زاهر” قبل أن أسمع بحاجة اسمها “مرور”!
وآخر مرة سمعت فيها خبراً عنه كانت في أواخر 2011، حين دشن الإصلاح ثورة المؤسسات وكان هو أحد أهدافها: قام ضباط وجنود في إدارة مرور صنعاء بتنفيذ اعتصام طالب بإقالته وأغلقوا أبواب إدارة المرور في وجهه ومنعوه من الدخول.
مش عارف كيف انتهت قصة الثورة على يحيى زاهر، لكني سمعت لاحقاً بتعيينه مستشاراً لوزير الداخلية.
على العموم، سيبكم من يحيى زاهر الآن!
وخلونا في وضع الأخوة الإصلاحيين هذا الأسبوع:
أكيد سمعوا مثلي ب”فعاليات أسبوع الصرخة” وتذكروا “فعاليات أسبوع المرور” ويحيى زاهر اللي ما خلوه “يخوتم” عمره في الإدارة العامة للمرور! مكنّوه: “ارحل.. ارحل!”، لما طيّروا به. ومعاهم حق طبعاً، فالرجل كان أحد المسؤولين المتهمين بالفساد، وحتى لو لم يكن فاسداً (وهذا مستبعد جداً طبعاً)، فهو أحد المسؤولين المعمّرين في مناصبهم، وهذا بحد ذاته سبب كافي لإقالته. لكن مشكلة الإصلاح أنه فاسد أكثر من صالح، ولهذا ظل يعيث فساداً في البلاد ويشعل الحروب هنا وهناك حتى جلب “أسبوع الصرخة” الى صنعاء!
وأكيد الإصلاح سمع اليوم ب”أسبوع الصرخة”، وقال بينه وبين نفسه:
سلام الله على يحيى زاهر!
وعلى العموم، سيبكم من الإصلاح الآن!
وخلونا في الحوثي:
الأخوة الحوثيين، والله ما أنا داري أيش أقول لكم!
معاكم حاجات غريبة!
الصرخة نفسها مثلاً:
كل الصرخات اللي عرفتها البشرية وأطلقتها منذ أبونا آدم عبارة عن صوت، أصوات بس.
وأنتوا حقكم الصرخة ما شاء الله تبارك الله ثانية: عبارة عن “كلام”!
مش كلام بس. هي أكثر من كذا بكثير:
هي “مقال”، “مقال كامل”، “مقاااال مسبَّع مربَّع، ماشاء الله تبارك الله!”.
من زمان وأنا أشتي أقول لكم إنها “مقال” مش “صرخة”، بس ما جرأت، خايف تعتقدوا إني “أحسدكم”!
المهم، رجاءً ركزوا: قد عملت جهدي، قلت “ماشاء الله تبارك الله” مرتين، وهذي الثالثة. مش بعدين يقع ب”الصرخة” شيء، و تتعتقدوا أني السبب!
وعلى العموم، سيبكم من الصرخة الآن!
وخلونا في “أسبوع الصرخة”:
من ساعة ما سمعت ب”فعاليات أسبوع الصرخة” وأنا “مطنن” ومش عارف أيش قصدكم! ما يكونش قصدكم مثل “فعاليات أسبوع المرور”؟
يعني:
تقع حملات تفتيش على “رخص مزاولة الصرخة”؟
والكَرْت؟ كَرْت الملكية حق الصرخة؟
واللي “يصرخ” وهو مش رابط الحزام تقع عليه مخالفة؟
واللي “يصرخ” وهو مجنِّب غلط يتم قطره الى حوش “الإدارة العامة للصرخة” وحجزه هناك لما يسدد المخالفات اللي عليه؟
وأكيد إن “فعاليات أسبوع الصرخة”- مثلها مثل “فعاليات أسبوع المرور”- تتضمن محاضرات وندوات تستهدف توعية مزاولي الصرخة بأهمية الالتزام بقواعد وآداب الصرخة، وتوعيتهم بمخاطر الحوادث وأسبابها وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات أثناء مزاولة الصرخة، وأكيد أن هذه المحاضرات والندوات تستهدف بشكل رئيسي طالبي رخص الصرخة.
يقال إنه “يخلق من الشبه أربعين”، وهذا ينطبق على “أسبوع الصرخة” الذي لو لم يكن بينه وبين “أسبوع المرور” سوى كثرة الضحايا، لكفانا هذا الشبه.
وعلى العموم، مبروك عليكم “أسبوع الصرخة” يا “أنصار الله”!
بس رجاءً خلوه “أسبوع” كما هو، مش تصنفوا وتقوموا تحولوه الى شهر!
أو تقوموا تغيروا “شهر ذي القعدة” مثلاً الى “شهر ذي الصرخة”،
و”شهر ذي الحجة” الى “شهر ذي الجرعة”،
أو “شهر ذي الحكومة”!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى