أخبار وتقارير

150 حالة انتهاك بحق الصحفيين اليمنيين ..واقع محفوف بالمخاطر

يمنات – وكالة شينخوا
بعد 4 أيام من الاحتجاز القسري والتعذيب النفسي، خرج الصحفي اليمني يوسف حازب من أحد سجون جماعة الحوثيين الشيعية بعد أن تقدم بتعهد خطي بعدم التصوير في المناطق التي يسيطرون عليها شمال البلاد إلا بإذن منهم.
وروى حازب لوكالة أنباء “شينخوا” كيف وقع بقبضة الحوثيين بينما كان يقوم برفقة أحد زملائه بتغطية صحفية في منطقة “عيال سريح” بمدينة عمران التي تبعد (50 كم) شمال العاصمة صنعاء بعد أسابيع من سيطرة الجماعة عليها.
وأضاف حازب: “بعد الانتهاء من تصوير منازل متضررة من الحرب، ورصد بعض الحالات الإنسانية، هاجمنا مسلحون حوثيون على أحد الأطقم التابعة لهم، واقتادونا إلى أحد السجون التابعة للجماعة في المدينة”.
وتابع: “قبعت في السجن أنا وزميلي يوسف القحمي لمدة 4 أيام، تعرضنا خلالها لتعذيب نفسي، ولم نتمكن من الخروج إلا بعد تعهد كتبته بيدي بألا أعود للمنطقة لممارسة المهنة. تقدمت كذلك بضمانة تجارية، حسب طلبهم، بألا أصور ولا أعمل في إطار المناطق التي يسيطرون عليها إلا بعد إذن مسبق”، يقول حازب.
وواصل حديثه: “بعد خروجنا من السجن أبلغنا الأجهزة المختصة بالواقعة، ولا تزال بعض مقتنياتنا حتى اللحظة في يد مسلحي الجماعة وهي كاميرا وعدسة إضافية وأشياء أخرى”.
وواقعة حازب واحدة من أصل عشرات الوقائع التي يتعرض لها العاملون في الصحافة باليمن، في حين سجلت حوادث أخرى حالات مأساوية، منها القتل والإصابات التي لايزال يعاني صحفيون منها حتى الآن، إضافة إلى حالات تهديد ووعيد تجعل الصحفي يعيش حياته في قلق وترقب دائمين.
ويعاني اليمن من انفلات أمني تصاعدت حدته خلال الأعوام ال3 الماضية بعد الاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وبالإضافة إلى الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة النشط في اليمن وانتشار السلاح، شهدت البلاد مراراً اشتباكات بين القوات الحكومية والحوثيين أكبر جماعة مسلحة في البلاد، والتي توسعت بقوة السلاح في مناطق عدة في الشمال.
وفي مثل هكذا ظروف، يرى صحفيون أن حياتهم معرضة للخطر من عدة أطراف بما في ذلك الأجهزة الأمنية التي توقف بعض نقاط تفتيشها الصحفيين لأسباب واهية كحملة “الكاميرا” مثلاً، في حين يتجول المسلحون بمختلف الأسلحة في شوارع المدن الرئيسة دون أن يعترضهم أحد.
وتوفي السبت الماضي الإعلامي اليمني عبدالرحمن حميد الدين، الذي يعمل في إذاعة صنعاء الحكومية، متأثراً بإصابته برصاص مسلحين مجهولين في العاصمة. فيما نجا مطلع الأسبوع الجاري المخرج في تلفزيون اليمن الرسمي إبراهيم الأبيض من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته أمام منزله بشارع الرباط وسط العاصمة.
ولا يزال الصحفي اليمني هشام عطيري مدير تحرير صحيفة “عدن الغد” يخضع للعلاج في أحد مستشفيات مدينة عدن اثر إصابته الأسبوع الماضي جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة لحج جنوب شرق صنعاء في عملية تبناها تنظيم القاعدة.
ومع تزايد المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن، دعا الاتحاد الدولي للصحفيين السلطات اليمنية إلى اتخاذ إجراءات فورية حتى لا يفقد مزيد من الصحفيين حياتهم.
وطالب الاتحاد في بيان الاثنين- أمس الأول، الحكومة اليمنية باتخاذ “الإجراءات الفورية لتعزيز حماية الصحفيين والإعلاميين العاملين في البلاد”.
وشدد الاتحاد على “ضرورة سرعة تحرك الجهات المعنية الآن قبل أن يفقد المزيد من الصحفيين حياتهم”.
وأدان الاتحاد اغتيال الإعلامي عبدالرحمن حميد الدين، ومحاولة استهداف حياة المخرج التلفزيوني إبراهيم الأبيض.
وسجلت إحصائيات نقابة الصحفيين اليمنيين، نحو 150 حالة اعتداء وانتهاك بحق الصحفيين العاملين في اليمن منذ مطلع العام الجاري.
وقال سكرتير لجنة الحقوق والحريات في النقابة أشرف الريفي، إن الصراعات السياسية والمسلحة في البلاد انعكست بشكل سلبي على الإعلاميين الذين يعملون في ظل بيئة غير آمنة.
وأضاف أن “الأطراف المتضررة من الصحافة زجت بالصحفيين في الصراعات وحولتهم إلى أعداء، وجعلت حياة الصحفيين والصحافة في خطر حقيقي”.
ومنذ مطلع العام، رصدت النقابة، بحسب الريفي، نحو 150 حالة اعتداء وانتهاك بحق الصحفيين من جهات عدة.
وقال الريفي إن “كل هذه الوقائع يتم الإبلاغ عنها للسلطات الأمنية والنيابة العامة، إلا أن هذه الجهات لا ترد ولا تحقق في هذه الانتهاكات، وهذا أمر مؤسف ومزعج للغاية”.
وأشار إلى أن النقابة تقوم بتحركات كبيرة حاليا في محاولة لوقف الانتهاكات المستمرة ضد منتسبيها، وان الأسابيع القادمة ستشهد فعاليات احتجاجية واسعة.
من جانبه، قال فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد”، إن الصحفيين في اليمن عامة وفي المحافظات الجنوبية من أكثر الأشخاص الذين تتهدد حياتهم المخاطر.
وأوضح لزرق ل”شينخوا” أن زميله هشام عطيري مدير التحرير في الصحيفة، لايزال يخضع للعلاج جراء إصابته الأسبوع المنصرم في محافظة لحج، مشيراً إلى أن هذه الحالة هي واحدة ضمن عدد من الحالات التي تواجه العاملين في المهنة بالبلاد.
وأضاف: “الصحفي في السابق كان مهددا من السلطات، واليوم تكالب الجميع عليه، فإلى جانب السلطات الأمنية هناك أيضاً الجماعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة، وحتى المواطنين في بعض الحالات”.
وتابع: “حياتنا حالياً في خطر حقيقي، في ظل غياب القوانين التي تحمي الصحفيين، وفي بلد مليء بالصراعات التي تتسع كل يوم”.
وكانت الحكومة اليمنية أدانت قبل يومين استهداف الإعلامي عبدالرحمن حميد الدين والمخرج التلفزيوني إبراهيم الأبيض، ووصفت ذلك ب “العمل الإجرامي والإرهابي الغادر والجبان”.
وطالبت وزارة الإعلام في بيان، الأجهزة الأمنية بسرعة البحث والتحري ل”كشف الجناة الذين يقفون وراء هاتين الجريمتين وتعقبهم، وضبطهم للعدالة لينالوا الجزاء العادل والرادع إزاء ما اقترفته أيديهم الآثمة”.
واعتبر البيان أن “هذه الأعمال الإجرامية استهداف للإعلام الرسمي والمؤسسات الإعلامية بشكل عام على الدور الحيوي والبارز الذي تضطلع به في محاربة الإرهاب ومحاولة من عناصر الشر والإرهاب لإسكات صوت الإعلاميين، وإيقاف دورهم البارز المكرس لفضح حقيقة الإرهابيين وأفكارهم المنحرفة”- حسب البيان.

زر الذهاب إلى الأعلى