أخبار وتقارير

وكالة روسية تفضح أمريكا في حربها على الإرهاب وتكشف عن حقائق جديدة يجهلها الامريكيون

يمنات
رصدت وكالة “ايتار تاس” الروسية للأنباء العمليات التى قامت بها القوات الأمريكية خارج أراضيها لضرب بؤر وصفتها بالإرهابية، موضحة أنه من خلال عدة صور، فإن مصطلح “الحرب على الإرهاب” أصبح مشهورا بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة.
وقالت الوكالة الروسية إنه يوم 20 سبتمبر 2001 قال الرئيس السابق جورج بوش فى خطابه أمام الكونجرس والشعب الأمريكى: “اليوم، تبدأ حربنا على الإرهاب” ومع ذلك، حتى قبل أحداث 11 سبتمبر، أجرت الولايات المتحدة الأمريكية عدة عمليات ضد المشاركين فى الأنشطة الإرهابية، مشيرة إلى أنه فى ربيع عام 1986 اتهمت الولايات المتحدة ليبيا بدعم الإرهاب الدولى ونشره و5-16 إبريل 1986، قصفت الطائرات الأمريكية طرابلس وبنغازى كان هذا الإجراء ردًا على الهجمات الإرهابية.
وفى 20 أغسطس 1998 هاجمت الولايات المتحدة قواعد الإرهابيين فى أفغانستان ومنشأة صناعية فى السودان، ردًا على تفجير سفارتى الولايات المتحدة فى كينيا وتنزانيا 7 أغسطس 1998. وفى عام 2002، صعدت الولايات المتحدة عملياتها ضد الإرهابيين فى أفريقيا، وكذلك فى اليمن.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الولايات المتحدة بعمليات عسكرية فى الفلبين ردا على المسلمين الانفصاليين عام 2001 وفى جورجيا عامى 2002/2004 وفى أفريقيا عام 2002.
العملية العسكرية الأمريكية لضرب قواعد الإرهابيين فى العراق 8 سبتمبر
هذا وتحل الذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 سبتمبر 2001 ، والحرب على الإرهاب لم تنته بعد . الأمر الذي يستوجب طرح السؤال التالي : أيهما يواجه الآخر ؟ العالم يواجه الإرهاب أم الإرهاب يواجه العالم ؟ ذلك أن الحرب على الإرهاب توسعت رقعتها ؛ مما يجعل العالم أمام سؤال الحصيلة : هل تمكن العالم من القضاء على الإرهاب ، أو على الأقل تقليل مخاطره ومحاصرة عناصره ؟ مما لا شك فيه أن خريطة الإرهاب اتسعت لتشمل مختلف مناطق العالم ، وخاصة بؤر التوتر ومناطق الصراع .
بل فتح “الربيع العربي” فرصا أكبر أمام التنظيمات الإرهابية للتواجد والسيطرة على مناطق عديدة في كثير من الدول بعد أن كانت محصورة في أفغانستان والباكستان ثم العراق ، ومنها على الخصوص ( اليمن ، الصومال ، مالي ، نيجيريا ، سيناء مصر وجاء الآن الدور على سوريا .
لهذا حشدت الولايات المتحدة الحلف الأطلسي لإسقاط نظام الطالبان واعتقال زعماء القاعدة ، فضلا عن تشكيل جبهة دولية لمحاربة الإرهاب.
وكانت النتيجة أن حكم الطالبان سقط ولم يسقط نظامهم وتحالفهم مع تنظيم القاعدة ، بقدر ما تقوى . وها هي الولايات المتحدة والحلف الأطلسي يترنح تحت الضربات الموجعة التي تنفذها حركة الطالبان ، مما اضطر عددا من أعضائه إلى سحب قواتهم العسكرية من مستنقع افغانستان.
وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية أفلحت في إجهاض مخططات إرهابية على أراضيها ، فإنها فشلت في القضاء على خطر الإرهاب الذي يغير وسائله باستمرار.
وهذا ما سبق وأقرت به وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية ، جانيت نابوليتانو من أن «التهديدات الإرهابية التي تواجهها بلادنا تطورت بشكل واضح خلال السنوات العشر الأخيرة وما زالت تتطور».
ويمثل أسلوب “الذئاب المنفردة” أخطر الأساليب التي تلجأ إليها العناصر الإرهابية لتنفيذ مخططاتها دون أن تثير أدنى شكوك في تصرفاتها ، كما هو مثال الطبيب النفسي المسلم الذي قتل 13 جنديا من رفاقه ، في نوفمبر 2009 بإحدى القواعد العسكرية في فورت هود بولاية تكساس. وتأكيدا على تزايد التهديدات ، ذكرت قناة فوكس «نيوز الأميركية» نقلاً عن وزارة الأمن الداخلي أن حالة إرهاب داخلي واحدة مشتبه بها جديدة تشارك فيها منظمات دولية تظهر كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع. ويشكل الإنترنت وسيلة اتصال محورية تمكن العناصر الإرهابية من التواصل والتجنيد والتدريب على صناعة المتفجرات . ويمثل عادل العثماني مفجر مقهى أركانة بمراكش في 29 ماي 2011 حيث قتل 17 شخصا ، نموذجا لإرهاب الانترنيت ؛ وكذلك محمد مراح الفرنسي من أصل جزائري الذي قتل 7 اشخاص ، والذي بات نموذجا للفرنسيين الجهاديين بسوريا ، حسب ما أعلنه الطبيب الفرنسي جاك بيريه الذي عالج اثنين منهم.
ولا تخفى خطورة الإنترنت على القيادة الأمريكية ، إلا أن الجهود المبذولة لا زالت محدودة قياسا لما ترصده الإدارة الأمريكية للحرب التقليدية .
فقد سبق أن أكد نيلسون وبودوريان ، الباحثين في شئون الإرهاب بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ، أن الحرب التي تشنها السلطات الأميركية ضد مثل تلك الشبكة ضعيفة. وقالا إن «المدى اللامحدود للشبكة العنكبوتية يسمح بانتشار المواد المتطرفة بشكل يتعذر ردعه نسبياً». ونفس الحقيقة شدد عليها “مانويل توريس” – المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بابلو دي أولابيدي – في قوله : “إن نشاط منتديات المجاهدين بتنظيم القاعدة على شبكة الإنترنت يمثل السبب الرئيس في زيادة أعداد هؤلاء المجاهدين في الدول الأوروبية والعالم بأجمعه، حيث إنه بعيد عن المخاطر التي كانت تواجههم من قبل”. وأوضح أن الإنترنت يلعب دورًا كبيرًا في زيادة من أسماهم “الإرهابيين” والمجاهدين في الدول الأوروبية، وأن المشاركين في المنتديات الإلكترونية التابعة للتنظيم أو التي تروج فكره ينتقلون من الدعاية فقط إلى تنفيذ بعض “الأنشطة الإرهابية” . وشدد على أن البحث عن أي المنتديات إلكترونية التي يتردد عليها المجاهديون ورفعها من على شبكة الإنترنت، هو الحل الوحيد لمواجهة خطورتها.
وإذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تنجح في هذه المعركة ، فإنها بحاجة إلى «أشخاص من نوع خاص وتدريب وتكنولوجيا». الأمر الذي يستلزم فتح جبهة جديدة في الحرب ضد الإرهاب ما زالت جهود الولايات المتحدة وغيرها من الدول ضعيفة فيها.
لكن ما يتوجب التشديد عليه هو أن الحرب على الإرهاب لم تقض على اسلوب العمليات المسلحة الذي اعتمده تنظيم القاعدة منذ نشأته . بل كلما اعتقدت الولايات المتحدة أنها قضت على التنظيمات الإرهابية في أفغانستان إلا وظهرت أخرى أشد تطرفا وعنفا في مناطق متعددة من العالم . فحين غزت أفغانستان لم يكن لتنظيم القاعدة أي تواجد في العراق أو الصومال أو منطقة الساحل والصحراء أو مالي أو نيجيريا أو إندونيسيا.
كل هذه المناطق كانت خُلوا من التنظيمات الإرهابية المتطرفة . لكن الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب زادت من تعدد خلاياه وقوتها ، ورفعت أعداد ضحاياه إلى أكثر من مليون قتيل في أفغانستان والعراق دون بقية الدول والمناطق التي تنشط فيها االتنظيمات المتطرفة . ووفقاً لدراسة أعلنتها إحدى منظمات الحقوق المدنية في فبراير 2010 ، فإن مثل تلك الجماعات تنمو بسرعة ، حيث بلغت نسبة 60 في المائة في العام 2010.
ففي المغرب وحده تم تفكيك ما يزيد عن مائة خلية منذ أحداث 16 ماي 2003 الإرهابية . لقد غدا تنظيم القاعدة مثل التنين الأسطوري إذا قُطعت له رأس نبتت له رؤوس أخرى‏.‏
والدليل أن الولايات المتحدة الأمريكية راهنت على مقتل بن لادن ورموز أخرى من أجل القضاء على تنظيم القاعدة أو إضعافه ؛ لكن لم يزل خطر الإرهاب بعد مقتل بن لادن ، بل اتسعت رقعته واتخذ له رموزا وزعماء أشد ولاء لإستراتيجية بن لادن التي تروم عولمة الإرهاب ؛ حيث ظهرت جماعات إرهابية مستقلة تنظيميا عن القاعدة الأم ، لكنها تستلهم فكرها وأساليبها حتى ولو لم يكن لها ولاء للتنظيم الأم أو أي ارتباط عضوي وتنظيمي .
كما بينت التجربة ، خلال الأحد عشر عاما الماضية ، أنه قد يسهل تفكيك تنظيم متطرف واعتقال أو قتل أعضائه ، لكن لا يمكن اعتقال الأفكار والعقائد التي تأسس لها.
لهذا فشلت الحرب على الإرهاب لأنها اعتمدت الأسلوب العسكري والأمني وأهملت الأسلوب الفكري ؛ بل إن شيوخ التطرف يحْتمون بقيم الديمقراطية وقوانينها ضد المطاردة والاعتقال ، فيستغلون مساحة الحرية لنشر عقائد التطرف والتحريض على الكراهية والقتل باسم “الجهاد” .
وكثير من شيوخ التطرف وأمراء الدم ينشطون داخل أوربا دون أن تطالهم يد العدالة أو يُرحلون إلى دولهم الأصلية للمحاكمة ، ما حلة “ابو قتادة” إلا واحدة من عشرات الحالات .

زر الذهاب إلى الأعلى