أخبار وتقارير

فضيحة..صحيفة تكشف المستور عن قضية مقتل الطفلة شيماء بعدن

يمنات – الأمناء
لم يدر بخلد الطفلة شيماء شهاب الزبيري 8 سنوات عندما خرجت من منزل جدها مساء ليلة 22 يونيو 2014م، لإحضار ثلج من أحد المنازل المجاورة أن وحش بشري سيترصدها ويضع نهاية مؤلمة لطفولتها التي لم تتعد عمر الزهور.
ليلتها لم تعد شيماء بالثلج وعند الساعة 9 مساء انتفضت منطقة المهلكة بمدينة كريتر بعدن للبحث عن الطفلة المفقودة كما سجلت اسرة الجد من الام التي حكم لها بحضانة شيماء بلاغ لدى شرطة كريتر بفقدان الطفلة واتهام والدها بخطفها كونها منفصلة عنه منذ وفاة والدتها في منتصف العام 2009.
بعد 5 ايام من اختفاء شيماء عثر الاهالي على جثتها على بعد كيلو متر واحد من المنزل حيث قام القتلة بإلقائها ملفوفة بطربال ازرق داخل مبنى تحت التأسيس بعد ان شوهوا ملامحها بالكامل ونخرت الديدان ما تبقى من جسمها الطري، ليبدأ فصل جديد في تفاصيل الجريمة الغامضة.
عقب العثور على الجثة استدعى ضباط التحريات في قسم شرطة كريتر والد شيماء والشهود للاستماع الى اقوالهم لتكشف اول الخيوط التي قادت الى المتهم الاول موسى وشريكه عبدالله عمر المسنين في العقد السادس من العمر واللذان يسكنان في ذات الحي، كان ذلك في تاريخ 5 يوليو وبعد يوما واحد من الافراج عن والدها الذي احتجزته الشرطة يومين على ذمة التحقيق، حيث تم دفن جثمانها في مقبرة القطيع بكريتر.
رغم وضوح ملابسات الجريمة والادلة على تورط المتهمين الا ان الفصل الاكثر اثارة في القضية بدأ بوفاة المتهم الاول موسى بعد 10 ايام من اعتقاله عقب نقلة من سجن البحث الجنائي الى مبنى شرطة كريتر فجر الاربعاء 16 يوليو لاستكمال التحقيق معه عقب اعتراف المتهم الثاني بحسب رواية ضابط البحث في شرطة كريتر توفيق احمد ناجي.
بانتظار ان يستجد شيء في الجريمة، وكشف نيابة صيرة عن نتائج تحقيقاتها في البلاغ الجاني بوفاة المتهم الاول (موسى) في شرطة كريتر، تكشفت تفاصيل جديدة مؤخرا، تمثلت بتقرير الطب الشرعي حول وفاة المتهم الاول، وحصول الصحيفة على صور له عقب وفاته، اضافة الى تسريب معلومات عن تنازل اسرته عن القضية، وكذا تفجير والد (شيماء) مفاجأة بكشفه انه ارغم على توقيع محضر الدفن، إضافة الى العبث بمسرح الجريمة، حيث اقدم المواطنون على هدم منزلي المتهمين بمنطقة حفيرة المهلكة، ورغم تحرك المجتمع المدني وضغطه لكي لا تمر جريمة مقتل (شيماء)، فقد كان هناك من يريد لها ان تدفن ضحية دون ثمن.
والد شيماء يفجر مفاجأة: سجنت وأجبروني أن أوقع على الدفن
أقارب أمها اتهموني باختطافها واقتحموا بيتي
يكشف والد الطفلة الضحية ( شماء) شهاب الزبيري (50 عاما) ان اسرة زوجته التي اخذت (شيماء) وأخويها بالقوة، عقب وفاة والدتها قبل 5 سنوات، اتهمته منذ اليوم الاول للجريمة باختطافها.
ويضيف شهاب: بعد ضياع البنت تم اقتحام المنزل وجاء اقارب امها للاعتداء علي، واقتحموا بيتي لتفتيشه ولم يجدوها، مطالبا بالتحقيق مع جدتها من امها، ووضع حلول قانونية ومحاكمة الجناة.
واضاف: بالبداية هناك شخصيات فردية حاولوا احتواء الموضوع، وعرضوا علي تسلم مبلغ يصل الى ملايين، وكانوا يتصلوا من ارقام مميزة ومحلات اتصالات وطالبوا بتسوية الموضوع وحاولوا تهديدي بعد رفضي قبول فلوس، ولاحقا ابدى الاستاذ انصاف مايو استعداده لإصدار بيان من المكتب التنفيذي لمطالبة مجلس القضاء بمحاكمة المجرم الثاني.
يؤكد (شهاب) رفضه ومعارضته للإجراءات التي رافقت القضية، فيقول: المتهم الاول (موسى) قتل، وتم نهب منزل اسرته التي لا يعرف مصيرها حتى اللحظة، وكذا منزل المتهم الثاني، ومحو مسرح الجريمة.
ويضع علامه استفهام: حول السوابق التي ارتكبها المتهم الاول (موسى)، وكيف افلت منها، يضيف: عندما قتل الجاني الاول (موسى) رأيت اخاه يتابع عند رئيس النيابة، واكد ضرورة معرفة القاتل ومحاكمته هذه الجرائم المتعددة والمتسلسلة لابد ان يعاقب من ارتكبوها، وحرضوا عليها.
وعرض (شهاب) وثائق للمتابعات التي اجراها عقب القضية، واستخراج توجيه من وكيل النيابة، يضيف: عندما ذهبت الى شرطة كريتر المحقق توفيق الشرعبي قال لي: “بُل التعليمات واشرب ماءها”، وطلب من العسكري حجزي، وظليت في سجن شرطة كريتر يومين، دون اي تهمة رغم متابعات المحامي ايهاب باوزير، وارغموني اوقع على رسالة بدفن الجثة، مع اننا كنت رافض دفن الجثة حتى ظهور القاتل والقصاص منه.
ويستخلص شهاب: هناك عرقلة الاجراءات القضية بمحاولة احتوائها من البداية، وكان ذلك بقتل موسى المتهم الاول، تم بمحاولة اخفاء تقرير الطبيب الشرعي في البداية قبل اظهاره لاحقا.
يتعايش (شهاب) مع هاجس مؤرق يتهدد ابنه الاصغر (محمد – 5 سنوات)، وشقيقته الكبرى (تيماء – 12 عاما)، اللذين ما زالا في حضانة جدتهما، يقول: القاضي الذي حكم لجدتهم بحضانتهم، واخذ راتب امهم كان مشاركا في الجريمة التي تعرضت لها (شيماء)، لا يمكن ان اسمح ببقاء شقيقيها في نفس البيئة الاجرامية، مؤكدا رفعه قضية لاستعادة حضانتهما.
عبث متعمد وتدمير وطمس مسرح الجريمة
تعرضت قضية شيماء للتمييع، وتتحمل النيابة العامة الوزر الاكبر في ذلك، حيث ظلت غائبة حتى وفاة المتهم الاول (موسى)، بينما كان يفترض ان تتسلم ملف القضية عقب مرور 24 ساعة فقط، بحسب القانون.
بالنسبة للشرطة التي لم تتحرك بشكل جدي، الا بعد استلامها بلاغ من المواطنين بالعثور على الجثة، بحسب مصدرا في شرطة كريتر، المصدر اكد في حديثه للصحيفة ان غياب دور النيابة ساهم بشكل كبير في حدوث عبث بالقضية، فالنيابة هي من كان يفترض ان تتولى التحقيق مع المتهمين عقب اصدارها اوامر بالقبض القهري، والتفتيش، وهو ما لم يتم في حادثة (شيماء) وغيرها من القضايا.
وبحسب مصدر في النيابة الجزائية بمحافظة عدن، فإنها استلمت القضية اواخر شهر رمضان عقب وفاة المتهم الاول (موسى)، مؤكدا ان النيابة بذلت جهودا كبيرة، عقب استلامها الملف ناقصا، حيث طلبت ارفاق تقرير الطبيب الشرعي و”سيدي” للصور لاحقا، وابدى المصدر استغرابه الشديد لتسريب الصور في وسائل الاعلام منذ اليوم الاول للقضية، فيما لم ترفق بالتقرير عند رفعه في البداية.
لكن اسوأ ما في الامر هو ما تعرض له مسرح الجريمة من هدم وتدمير ونهب بالكامل من قبل بعض سكان الحي، كما هو الحال بالنسبة لمنزل المتهم الثاني، في ظل غياب اي دور للأجهزة الامنية، التي كان يفترض بها الحفاظ على مسرح الجريمة.
صحيفة الامناء

زر الذهاب إلى الأعلى