فضاء حر

هل يمكن ان ينجوا انصار الله من الفخ..؟

يمنات
يعلمنا الجدل ان نفهم ان الجديد يجب ان يصارع القديم ويتغلب عليه، و ان القديم يجب ان يخلي مكانه للجديد، بعبارة اخرى ان الجديد يجب ان ينفي القديم.
و يعلمنا الجدل من الناحية الاخرى الا نخشى النفي بل نفهم كيف يصبح شرطاً للتقدم وسيلة للتقدم الايجابي.
من هنا فان علينا لكي نفهم قوانين تطور عملية الا نفهم التناقض الرئيسي للعملية في كل مرحلة فحسب بل ان نفهم ايضاً ماهي القوة الرئيسية لحل التناقض الأساسي والانتقال بالعملية الى الامام نحو المرحلة التالية.
و قد اشار ماوتسي تونغ الى انه (عند دراسة اي عملية يجب ان نبذل اقصى طاقاتنا لاكتشاف تناقضها الرئيسي)
هي مهمة معقدة وصعبة ولن نستطيع ان نجد عقدة المشكلة وبالتالي لن نستطيع ان نجد منهج حل المتناقضات. الا اذا اكتشفنا تلك القوانين، و هذا هو المنهج الذي علمتنا اياه الماركسية.
وبإسقاطها على الحالة اليمنية، نجد ان التناقض الرئيسي مع قوى الثورة والتغيير قبل ثورة 11فبراير كان مع علي صالح ونظامه، واسرته، و كانت القوة الثورية الرئيسية هي الاخوان المسلمين وحلفائهم في المشترك، و كان الطبيعي والمنطقي ان يحل التناقض بذهاب القديم وهو صالح ونظامه وميلاد الجديد وهو قوى الثورة، و بذلك سيحدث تغيير كيفي ويتقدم المجتمع للامام، و بعدها سيكون الاخوان هم التناقض الرئيسي، و ستولد قوة جديد تصارعهم ويحدث تطور كيفي جديد.
و لكن السعودية اتت بمبادرة قضت على الثورة والتغيير، و ضربتها في مقتل، وجمعت بين كل المتناقضين في نظام واحد، فغابت المعارضة. كل المتناقضين يحكموا و يعارضوا، في ان واحد ما تسبب في تجمد الحياة السياسية و تدهورت البلاد، وسأت الاوضاع، و فشل نظام المبادرة فشل ذريع في احداث اي تغيير للأحسن، فظهرت قوة ثورية رئيسية هي حركة انصار الله، و كانت النقيض لنظام المبادرة، و كانت المعارضة الوحيدة المنظمة والقوية.
و كان التناقض الرئيسي مع المجتمع وقوى الثورة مع نظام المبادرة و تبنت الحركة الصاعدة هموم الناس وتصدت للنظام بأدوات ثورية، و لكنها وقعت في خطاء استراتيجي عندما تحالفت مع جزء من النظام حزب المؤتمر والرئيس السابق، وهم من النظام القديم المترهل الذي كان يجب ان يغادر المشهد عقب ثورة فبراير، ما دفعهم لتجميد الثورة وتوقيفها عند حد معين، و الابقاء على النظام وتوقيع اتفاق شراكة مع القديم، وبذلك جمعوا بين النقائض، و كرروا نفس خطاء الاخوان واللقاء المشترك.
و كان الطبيعي والمنطقي الغاء التناقض، و اسقاط النظام القديم وميلاد الجديد.
و بذلك ستحدث وثبة وتقدم للامام، و لكن الحاصل هو تجمد السياسة وتخبط القوة الثورية الرئيسية وتوسعها مليشاوياً انجرارا لمخططات رسمها الحليف القديم الذي يخطط للعودة للحكم عبر رافعة انصار الله.
لذلك المشهد ضبابي، و مفتوح على كل الخيارات لان الحركة الثورية انصار الله لا تمتلك رؤية استراتيجية وجمعت بين المتناقضات وتريد ان تحكم من خلفهم، و هو ما سيؤدي في نهاية المطاف لغرقها في مستنقع الخصوم والحلفاء وفقدان وهجها وحلفائها في الثورة الذي سيتحولوا الى خصوم وخونة.
هكذا يبدوا لي المشهد اذا لم يتداركوا بسرعة ويقرروا القضاء على النظام القديم.

زر الذهاب إلى الأعلى