فضاء حر

بلاطجة انصار الله الجدد

يمنات
ذهبت بصفتي رئيس لجنة القضاء والعدل بجبهة الانقاذ مع لجان هيئة الظل بجبهة انقاذ الثورة صباح اليوم لمتابعة قضايا الفساد الذي سبق وان قدمناها للنائب العام ورئاسة الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.
بدأنا بمقابلة النائب العام واستفسرنا عن صيرورة القضايا التي سبق وان قدمنا بها بلاغات ضد وزراء، فأجابنا ببرود ولامبالاة انه قد تم اصدار قرارات في بعضها بأن لا وجه لاقامة الدعوى، و لم يسمح لقناة الساحات بالدخول معنا لمكتبه..
يخشون الاعلام والشفافية، خرجت انا والقاضي احمد سيف حاشد والمحامي نجيب الحاج وعبدالوهاب الشرفي، والدكتور عبد الرزاق الاكحلي، صرحنا باب مكتب النائب العام للقناة قلت في التصريح ان النيابة العامة عاجزة وضعيفة وبدلا من ملاحقتها للفساد والفاسدين تحصنهم وتصدر قرارات لصالحهم بأن لا وجه لإقامة الدعوى، فكان خلفي شابان مسلحان يافعان، اعجبهما التصريح، و قالا لي والله انك جيد ما قلت الا الحق، قال نجيب الحاج شوف اصحابك الحوثيين عرفوك وبيجوزوا لك، قلت هم جياد.
اتجهنا بعدها ناحية جهاز المحاسبة، وصلنا باب الباب الخارجي فأستقبلنا جنود الشرطة العسكرية بدماثة اخلاق، و دخلنا الى مدير مكتب رئيس الجهاز، و طلبنا منه ان يأذن لنا بالدخول، فقال عنده ناس و لا يمكن اليوم ما بلا غدا، قلت له مازحا لو معنا بنادق لا تدخلنا الان، فابتسم، وماهي سوى لحظات، حتى دخل علينا شخص في العقد الخامس من عمره كث الشارب حليق الذقن مرتديا كرك عسكري شتوي ولابس ثوب، و اتجه نحوي وتهجم عليا. قال من يقولوا لأبوك تدخل مسلح، قلت له من انت وما صفتك، وهل الجهاز ملك لأبيك..؟ ام ملك للشعب حتى تدخل تتهجم علينا بهذه الطريقة، فتدخل الجنود وهدئوا الموضوع..
انتظرنا دقائق واعطونا موعد لغدا صباحا، فخرجنا الى وسط حوش الجهاز وقاطعنا ذلك البلطجي وحاول يعتدي عليا، فأخبره احمد حاشد والشرفي انني قاض فرد اين قاضي شاء ندخله جحر الحمار، وتلفظ بألفاظ نابية وفجاجة وعنجهية وبلطجة. قال له الشرفي: هذا وقف معكم من قبل ما تدخلوا صنعاء ومازال ما يسبر تتعامل معه هكذا.. فرد: عمره لا وقف ولا احنا منتظرين له يقف معنا..
رد نجيب الحاج وانس القباطي عليا هيا شفت الذي جالس تنظر لهم ليل ونهار .. ايش عملوا فيك .. قلت لهم سهل مش مشكلة .. و ما همني مأكل الذيب الا شمات الرواعي..
المشكلة ان ذلك البلطجي هو مسئول اللجان الشعبية في الجهاز، العسكر منكسرين طيبين دمثي اخلاق، هدئوا الموقف ومسئول الحوثيين بلطجي عنجهي وقح، لا ادري ماهي صفته حتى يدخل لمكتب رئيس الجهاز ويتهجم علينا ونحن مواطنين عزل، وبأي حق يتواجد في الجهاز وبأي صفة.
اختلفت مع صديقي المناضل حاشد بشأن انصار الله الحوثيين، و لازلت الى امس في مقيله انظر لهم واقارنهم بكومونة باريس باعتبارهم طبقة ثورية مظلومة، تحمل سلاح ثوري منظم.
ينتصر للمظلومين ويسحق الظالمين المستغلين، و كنت اطالب انصار الله بنزع السلطة واستكمال الثورة الى مقالي الذي نشر صباح اليوم بصحيفة الشارع.
لم اكن اعلم ان الحوثي مسيطر على مؤسسات الدولة عبر مسلحيه وان كل مؤسسات الدولة تحت رحمة سلاحه وانه قد اكتفى من الثورة بوضع مسئولي الدولة تحت رحمة لجان العفاحوثية في المؤسسات.
كنت اظن ان سلاح الحوثي سيسحق الفساد والفاسدين، و ليس يسحقني انا وامثالي من الكادحين.
لم اكن اعلم انهم متعالين ويتعاملون بهذه الطريقة الفجة المتغطرسة مع مواطنين عزل مدنيين.
شعرت اليوم بنفس الشعور الذي شعرت به في ساحة التغيير، في ذروة الثورة عندما سيطر الاصلاح على الساحة وفرض خطابه وفلسفته على الثورة، عندها شعرنا بغربة، والآن الحوثي يمارس نفس السلوك.
لست ممن يغضب لنفسه بس استفزني الغرور والكبر والتعالي..
بداية سقوط الحوثي عندما يعتمد على مثل هؤلاء “البلاطجة العفافيش”..
ملحوظة:
وصل بعد عصر اليوم الى منزلي المحاميان طه ابو طالب ومحمد الحاتمي ومجموعة اخرين من انصار الله مرسلين من المكتب السياسي لانصار الله، و بذلوا الانصاف وحكموا وقالوا مالك الا من يطيب نفسك، بحضور الاستاذ عبدالجبار الحاج والمحامي نجيب الحاج، وتواصلوا مع مسئول اللجان الشعبية، وعرفنا ان التصرف الهمجي جاء من شيخ مؤتمري من الدرجة العاشرة من المحويت، قلت لهم خذوا بنادقكم، ومطلبي هو انفاذ القانون تجاه هذا الشخص والتحقيق معه، وعدوني ان يحققوا معه ويسجنوه ، و نرجو ان تسمعوا نصائح اصدقائكم قبل خصومكم، مثل هؤلاء التعساء، يضروكم ويقضوا على وهج حركتكم، لا تقبلوهم و لا تسمحوا لهم بتولي اي مسئوليه لان تصرفاتهم محسوبة عليكم شئتم ام ابيتم. سيشاركوكم في ما ينفعهم والضرر سيعود عليكم، بل انهم يتعمدوا ممارسة سلوكيات بلطجية تكره المجتمع فيكم، و تنفر الشعب منكم.
ولا تحتاجوا لجان شعبية في الوزارات والمؤسسات، في كل مؤسسة حراسة من الشرطة العسكرية والامن، يتحملوا مسئوليتها.
واذا كنتم ثوار حقيقيين انتزعوا السلطة واستخدموا ادوات الدولة في خدمة الشعب واحداث تحولات اقتصادية واجتماعية عميقة، واقمعوا عبرها المستغلين الظالمين واضربوا على ايدي العابثين.
اما لجان عفاشية في المؤسسات فهذا عبث وفوضى وانحراف بالثورة عن مسارها.
قالوا امساك السلطة سيسقط الحركة ويضربها كما حدث مع الاخوان، قلت لهم هناك فرق كبير بين الثائر الذي لديه مشروع وطني وهدف نبيل يسعى لتحقيقه عبر الدولة و بين من هو وصولي انتهازي يبحث عن مغانم السلطة وامتيازاتها، كما عمل الاخوان وبقية المشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى