فضاء حر

هل تتذكرون “المجلس الوطني” وبقايا النظام العفاشي؟

يمنات
الطرق الالتفافية التي اختار الحوثيون السير فيها بعد اطباقهم على العاصمة ستكبد اليمن خسائر فادحة.
اليمنيون إزاء قوة فتية جامحة وهائجة تتحرك بوحي من أحلام تاريخية وغرائز وعقد وثأرات. وهي قوة تتوغل في حقول الألغام جنوبا وغربا وشرقا مستفيدة من الفراغ العظيم في العاصمة حيث انهيار شامل للنظام السياسي وتبخر تام لوعود “موفنبيك” وانكشاف فضائحي ل”المعجزة اليمنية” التي بشر بها “النبي الأممي” جمال بن عمر قبل سنة.
اليمن صار فعليا غابة السلاح في الاقليم والموضع الجديد للحروب القذرة بين المحاور الاقليمية والدولية؛ من صعدة إلى عدن، ومن تهامة إلى المهرة. ولذلك يستمر الحوثيون في التوسع الجغرافي انطلاقا من “الأرض المحرمة” وفي كل الاتجاهات في استحياء لأقبح ما رسب في الذاكرة الوطنية من عذابات وفظاعات خلال القرون الماضية، بينما يتقاطر المقامرون والمغامرون، المعمرون والكهول والغلمان، على عدن في محاولة استنساخ الحالة “الصنعائية” هناك. والمدينتان كانتا على الدوام ، وعبر القرون، ضحيتين لجحافل قبلية وريفية اجتاحتهما باسم الدين أو باسم التحرير أو باسم التطهير.
و في الأثناء يستعر السباق الإيراني_ السعودي في الجنوب، وفي عدن وحضرموت خاصة اللتين صارتا مؤئلا لكل الطامحين والطامعين والانتهازيين والحالمين، في معركة التعويض للثانية التي تشعر بالتهديد لمركزها المتفرد في اليمن كفاعل اقليمي أول منذ السبعينات في الشمال ومنذ 1991 في اليمن.
***
هل فات الآوان؟
هل “تلبنن” اليمن؟
ام تراه ملتحقا بشقيقه العراقي حيث كل مقدمات المشهد العرافي متوفرة هنا من دون احتلال امريكي مباشر؟
***
لما يفت بعد!
هناك فسحة أمل ومنفذ للسياسة في العاصمة في حال تغيرت الشعارات والعناوين.
الذي أدى إلى كل هذا الخراب في اليمن (أي المسار الموفنبيكي) لا يصلح لأن يكون محورا لأي اصطفاف يتوسل تدارك الانهيار.
إذا اراد الرئيس هادي الوفاء بدوره كرئيس للجمهورية فعليه أن يخوض المواجهة في العاصمة بالسياسة لا بالسلاح، لا أن يحاول الفرار بالسلاح إلى عدن!
***
قبل اسبوع ظهرت تصريحات متطابقة للمؤتمر الشعبي وأحزاب في المشترك لكن لم يتبلور أي موقف سياسي حقيقي يجبر الحوثيين _ الفاتحين الجدد للأقاليم اليمنية_ على مراجعة سلوكهم المدمر في اليمن.
الثابت أن هناك فاعلا سياسيا وميدانيا وحيدا في اليمن اختار لنفسه اسما مفعما باليقينيات ومغمسا بالاصطفائية المقيتة هو “انصار الله”.
هذا الفاعل يفعل بالضبط ما كان يفعله “انصار الشرعية” و “أنصار الثورة”، أي استخدام ورقة “أنصار الشريعة” _ أي محاربة الإرهاب_ لتبرير حماقاته.. وفظاعاته في العاصمة وخارجها واسترضاء ل”الشيطان الأكبر” الذي يهتف ليل نهار بالموت له ولربيبته اسرائيل، وتتقاطع اهدافه معه ميدانيا في رداع وما بعد رداع.
بدلا من الاشتغال بالسياسة في العاصمة يقتفي “انصار الله” و “انصار الشيطان الأكبر” بانضباط عجيب خطوات نقيضهم الوجودي انصار الثورة؛ يدعون لمؤتمرات وطنية ويلاحقون بقايا نظام علي محسن في الوزارات والمعسكرات والمحافظات.
هل تتذكرون “المجلس الوطني” وبقايا النظام العفاشي؟
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى