فضاء حر

مشيئة السعودية في تعز

يمنات
ذهب الحوثيون إلى كل مكان، ودخلوا كل الأمكنة جهارا نهارا، رفض من رفض وأبى من أبى..
إلا تعز.
إلا تعز ظلت حصناً شديد المهابة في صدورهم، فلم يجازفوا، في ذروة تمددهم، بدخلوها.
ترددوا..
حاولوا من بعيد لبعيد..
نفوا نواياهم الدخول..
ثم دخل بعضهم على استحياء، كما فعل صادق أبو شوارب وبدعوى حضور جنازة لأحد الضباط هناك.
لكن أبو شوارب ما إن شوهد وأصحابه في المدينة حتى قامت قيامة المدينة..
مظاهرات ومعارك سياسية وتصريحات وجدل وطوارئ من قبل المحافظ والمشترك واللجنة الأمنية..
لتتجاوب صنعاء مع المعركة وتنشب أرمة بين الأحزاب، ومعها حالة من الرفض المساند للرفض القادم من تعز لأي دخول لتعز.
فماذ حدث؟
عاد الحوثيون أدراجهم.. لم يسقطوا تعز ولم يسيطروا عليها (حتى وقد تجاوزوها باتجاه الجنوب).
لماذا؟ لأن تعز انتصرت آنئذ بسلاحها الأكثر فتكا: المدنية.
انتصرت بالاحتجاج والتظاهر والكلمة والشعار والحملة، وبكل ممكن من الأسلحة السياسية.
والآن انقلبت الآية..
محاولات عسكرة تعز القائمة منذ 2011 تعود من جديد.
وهناك من يصفق ومن يتحدث عن “مقاومة”.
مقاومة؟؟
تعز كانت منتصرة.. بدون سلاح وبدون قتال، لقد قاومت حتى بسلاح الفيس بوك، فلم يستطع أنصار الله إسقاط، بل ولم يجرؤوا على إسقاط، مؤسسة حكومية واحدة هناك، فضلا عن عدم دخولهم كقوة غلبة كماحدث في محافظات أخرى. (باستثناء ماقيل عن التعزيزات التي وصلت لقوات الامن المركزي من مجندين حوثيين، وهذا أمر آخر، غير الدخول والاستيلاء والسيطرة على المدينة).
لكن ..
لكن مشيئة علي محسن وحمود المخلافي ومن ورائهما السعودية؛ لها كلمة أخرى..
وهكذا وصل المخلافي و الحوثيون، ومستمرون في الوصول.
ولا أدري لماذ يعبر البعض عن سعادته البالغة بالقتال الدائر هناك..!!
هل هناك عاقل يحتفل بانتقال الصراع من مدينة يمنية إلى أخرى، فضلا عن انتقاله إلى حيه وشارعه؟!!!
من حائط الكاتب على الفيس بوك

زر الذهاب إلى الأعلى