فضاء حر

الإخوة الحوثيين بطلوا تولعوا لنا الكهرباء

يمنات
تتفاءل بالحياة لنصف ساعة ثم تنطفئ الكهرباء، ليتهم لم يعيدوها كي لا نتذكر اليابان واحتفالهم بمرور خمسين عام على عدم انطفائها ، يصبح الواحد مثل طفل مع عودة الكهرباء يقلب بالريموت على أكثر من قناة، ثم يقرر تقسيم الشاشة لأربع قنوات مختلفة- أخبار، فيلم، برنامج عن الحيوانات، حوار مع نصر حامد أبو زيد- و يشاهدهن مرة واحدة.
يفضل الحوثيين دعم المجهود الحربي ويقولوا لك: احنا في ايه والا في ايه يا فارس، الناس في الجبهات يقاتلوا و أنت تشتي كهرباء مشان تشوف افلام…!
وبالنسبة لي املك تعريفات منطقية للجهاد وللوطن عموما، وهي أن الكهرباء ﻻتقل اهميتها عن اي جهاد وهي اساس الاحساس الوطني المتنامي بأهميته، بدون كهرباء ﻻ اهمية للوطن وﻻ حاجة لأن نحبه او نجاهد ونموت في سبيله ، ومثل الكهرباء اشياء كثيرة يتحتم على من يحكمنا توفيرها وتزويدنا بها ، كي نتذكر الوطن ونشعر بذلك الإحساس المعتز به وضرورة حبه والموت في سبيله .
معنى الوطن عندهم: الضر، الألم، الشهادة، التضحية والفداء، وكمان السوق السوداء -الذي يتكلم عنها بالتفصيل نبيل سبيع ، قدوه وكيلنا الحصري فيما يخص الكتابة عن “السوق السوداء” ﻻ نستطيع سوى الكتابة – كلها معاني مميتة ومتوجعة..!
ايش من وطن إذا كانت هذه معرفاته وتعريفاته؟ وطن الاطلال والبقايا ، وطن المقاتلين المتمترسين في ازقته ومداخل حاراته ، وطن الجبال المعمرة قممه وهضابه بالمدافع والرشاشات ، وطن القنبلة منتصف خصور الاطفال المجاهدين ، وطن حنين الشاصات المحملة بالخوف، وطن الظلام الدامس، وطن النوم مبكرا بلا إمرأة باعثة بالحب ، وطن القنبلة الحلال والبيرة الحرام ، وطن المراقص الحرام والبرع الحلال ، وطن الغناء الحرام والزوامل الحلال، وطن الشارع الخالي الا من كشافات ليلية بهاجس قناص او طلقة طائشة، وطن الضائق بحرية ابناءه ، وطن المقاومة العميلة و الغير شريفة ، وطن الادعاءات والملاذات الوطنية اللاوطنية ، وطن الخيانات ، وطن يتحول فيه الجبناء تجار الحروب الى أبطال، الوطن الغارق في مستنقعات أتون الحروب ولعلعة الرصاص ، كيف هو شهور جثة متورمة ومجهولة بينما ابنته وزوجته وابوه يبللون السماء بأدعية أنتظار عودته؟
كيف هو الشعور لإنسان ملئ الثقوب بشظايا لحمه بينما حبيبته منزعجة من تأخر دخوله الواتساب؟ كيف يحتسي احدنا كوب قهوة بخيالات حبيبة تحت الأنقاض؟
لم يعد من سبيل لحب وطن بباذخ التصورات..
أي وطن هذا الذي نتعفن فيه يا هوﻻء ، اعيدوا لنا الكهرباء والماء والخدمات الأساسية والسريرية، واوقفوا الحروب وسنفكر ما اذا كنا بحاجة لدعم المجهود .. مدري ايش اسمه.

زر الذهاب إلى الأعلى