فضاء حر

إرهاب وعدوان و(مقاومة) .. في خندق واحد

يمنات

لقد كتبت منشورا قبل أيام من اندلاع الحرب وشن العدوان على اليمن ما نصه “لا أريد أن أكون في خندق واحد مع القاعدة وداعش”.

يومها لم يفهم الكثير موقفي، وبسبب ذلك فقدت كثير من الرفاق والأصدقاء الذين يضيقون برأي المختلف معهم، بل أن بعضهم بعد اندلاع الحرب والعدوان مارس بحقي إرهابا فكريا يشبه الإرهاب الفكري الذي تمارسه القاعدة وداعش مع من تختلف معهم، إذا ما أستثنينا بذاءة وانحطاط بعض ممن هو محسوب على الرفاق والاصدقاء.

واليوم كثير من (مثقفينا) وساستنا وفيهم كثير من الرفاق والأصدقاء وجدوا انفسهم بالفعل برغبة أو عدم رغبة متخندقين مع القاعدة وداعش في جبهة ما تسمى ب (المقاومة)، وبرعاية ودعم دول لطالما دعمت ورعت الإرهاب، وخرَّبت الثورات والأوطان في أكثر من بلد ومكان، وتريد أن تنقل تلك المعاناة والمرارات والمآسي العراض لليمن وشعبه المتعب والمثقل بالمشكلات والأزمات الخانقة، وزائد على هذا وذاك فرض طوق حصار مميت عليه.

غدا سيكون أمام هؤلاء الأصدقاء والرفاق خيار أكثر مرارة في هذه “المقاومة” اما “الدعشنة” أو يكونوا فرائس سهلة وضحايا محزونين لداعش والقاعدة، لأن داعش والقاعدة هما الأقدر على فرض واقعهما على الأرض، مستفيدتان من تفوقهما التنظيمي، والانضباط الحديدي، والتعبئة الايدلوجية لأعضائهما، والدعم الكبير الذي يأتيهما من اكثر من مصدر ومكان، وقدرتهما في الاستفادة القصوى من تناقضات الاطراف كانت داخلية أو خارجية وتوظيفهما لمصلحتها.

إن معيار الحقيقة في واقعها لا في التخمين وحسن الظن والخيال والأماني..

البعض يتعسف في فهم الواقع ويريد هذا الواقع كما هو في فهمه المتعسف أو في مخياله المحكوم بالأماني لا بالواقع والحقيقة..

أما نحن فعندما نقول الإرهاب خطر ملح، فالواقع يقول هذا أيضا.

عندما نقول الإرهاب و(المقاومة) والعدوان السعودي في خندق واحد، فنحن نعني ما نقول، والواقع يثبت مصداقية ما نقول على نحو مؤيد ومتزايد.

عندما نقول السعودية تدعم وترعي جانبا من الإرهاب في إطار أجندتها ومصالحها، وإن جاء هذا الإرهاب على حساب الشعوب والقيم والسلم الأهلي والتعايش الاجتماعي فأن الواقع يبرهن هذا كل يوم.

لطالما نبهنا إن الإرهاب خطر ملح، ومواجهته من الأولويات للجميع، غير أن (مثقفينا) وساستنا لم يستطيعوا استيعاب ما حدث، وعلقوا فيه، وانحازوا للعدوان، وغرقوا في الحالة الانفعالية الحادة التي وقوعوا فيها، بل وحاولوا تبرير الإرهاب نفسه نكاية بخصمهم، وتغطية لانكشافهم وسلبيتهم و فشلهم وتعويضا لانتقام يشفي غليلهم.

وقريبا سيجد هؤلاء الساسة و(المثقفين) أنفسهم فرائس للإرهاب وضحايا له.. بل وحتى عابرين السبيل.

زر الذهاب إلى الأعلى