فضاء حر

على حزب الاصلاح ان يلجم النابحين في صفوفه

يمنات
يتشكل اليوم واقع جديد البطل فيه والمنقذ بامتياز هو الرئيس عبدربه منصور هادي فلماذا تنبحه نابحات الاصلاح الابذأ والاكثر فظاظة وقلة حياء؟
وقع اللقاء المشترك بقيادة التجمع اليمني للاصلاح على اتفاقية المبادرة الخليجية، بعد ان فصلها صالح على مقاسه بالتعديلات المتكررة، وقعها هروبا من فشله الشعبي حين رفضت الساحات مجالسه الانتقالية واحدة بعد الاخرى، وأملا في السيطرة على الامور من موقع حكومي، فوقع في الورطة وأوقع الثورة في مأزق…. هذا وغيره مقتطف من مقالة لي بعنوان “ورطة اللقاء المشترك” نشرت في 17/6/ 2014.
“نص اتفاق المبادرة الخليجية على تقاسم الحكومة بالمناصفة بين أحزاب اللقاء المشترك وشركائها وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفائه، وهو ما يعيد إلى الأذهان شراكة التجمع اليمني للإصلاح مع المؤتمر الشعبي العام عقب اجتياح الجنوب عام 1994 ، وفي ظروف مشابهة حيث كان ميزان القوى على الأرض مائلا لصالح المؤتمر كما هو الحال الآن، وحيث تمكن الرئيس وحزبه من تحويل وزراْء الإصلاح إلى بطات عرجاء أو (كيزان مركوزة) حسب التعبير المحلي حيث لم يكن احد في وزاراتهم ينفذ أوامرهم ما لم يكن شريكهم راضيا عنها بحيث يمنحها الضوء الأخضر. وطالما أن المرحلة الانتقالية ستدار وفقا للدستور الحالي، وطبقا لأحد بنود الاتفاقية الذي يجعل الرئيس المؤتمري الحكم النهائي في أي خلاف، وفي ظل الغالبية المؤتمرية الكاسحة في مجلس النواب، وفي ظل إمساك أنجال صالح وأشقائه وأنجال أشقائه بالمفاصل الرئيسية للمؤسسة الأمنية والعسكرية في البلاد، فان رئيس الوزراء القادم من المعارضة سيكون بلا حول ولا قوة وعاجزا كل العجز خلال الفترة الانتقالية، وتحت طائلة الاتهام بالنكوص عن الاتفاق والخروج على شرعية الرئيس المعين امميا.
يفتقر اللقاء المشترك إلى الالتفاف الضروري من قوى الثورة حوله كالحراك الجنوبي والحوثيين في صعدة والشباب المستقل في الساحات، والتي تنظر إليه على انه بمكونه العسكري اللواء علي محسن الأحمر وفرقته المدرعة يمثل أهم أدوات القمع والقتل في صعدة وفي اجتياح الجنوب، وان علاقته بالإسلاميين السلفيين، سواء «التجمع اليمني للإصلاح» أو مَن عرفوا باسم «المجاهدين» بسبب قتالهم ضد السوفييت في أفغانستان ثم مع قوات علي صالح في حربي العام 1994، وحروب صعده، والذين ينتمي إليهم رموز في تنظيم القاعدة وتنظيمات جهادية أخرى، إنما يعبرون عن تطرف ديني وعنف سياسي واجتماعي وامتداد اختراقي للفكر الوهابي لا يمكن التعايش معه.
وكانت لجنة الحوار الوطني التي أنشاها اللقاء المشترك والتي يشغل حميد الأحمر، اخو شيخ قبيلة حاشد، منصب أمينها العام، قد أعلنت تشكيل «المجلس الوطني لقوى الثورة في 18 آب (أغسطس) 2011. وقامت اللجنة باعلان العوة الى حوار وطني شكل مفارقة كبرى، ألا وهي ان يتصدر الحوار اقصائيون لم يقبلوا بمشاركة شباب الثورة في الساحات.
المجلس الوطني الذي يرأسه محمد سالم با سندوه ، الذي سماه اللقاء المشترك لرئاسة الحكومة الانتقالية، سرعان ما تعرض للتصدع وفقد الشرعية والمصداقية، اثر تتالي الاستقالات منه، بسبب الطريقة التي تم تشكيله بها، ولعدم استيعابه القوى المختلفة في الساحات، ، وهو ما أدى إلى عودة اللقاء المشترك إلى الظهور كممثل سياسي، وإن برفقة رئيس المجلس الوطني والذي هو نفسه رئيس لجنة الحوار، المستقل حزبياً، والوزير الأسبق في حكومات الرئيس صالح.”
شهد اليمن على ارضه صراعا اقليميا ثلاثيا، حيث دعمت تركيا وقطر الاخوان المسلمين ممثلين بالتجمع اليمني للاصلاح، ودعمت ايران الحوثيين وجزءامهما من الحراك الجنوبي، ودعمت المملكة العربية السعودية النظام القائم واطفأت فتنة كبيرة بالمبادرة الخليجية ، التي حفظت للنظام دورا رئيسيا، وانقذت صالح ورفاقه من الموت في محرقة مسجد دار الرئاسة.
ولكن صالح الحقود سعى بعد احراقه في مسجد دار الرئاسة الى الانتقام من الاصلاح وهو ما رفضه هادي ، وبذل قصارى جهده لقصقصة اجنحة صالح وانجاز الحوار الوطني ليضع البلاد في طريق تغيير جذري بلا عودة، عن طريق ارساء قواعد يمن فيدرالي جديد ينتزع الهيمنة الى الابد من ايدي الرموز الشمالية لصالح اليمن كله، وذلك بدعم واضح وكبير من السعودية ومجلس التعاون كمنظومة.
ولكن صالح الذي اعماه الحقد واعمته شهوة الانتقام، ارتمى في الاحضان الايرانية واتجه الى التحالف مع الحوثيين وكان ما كان، ولكن بعدما بدت عورات الاصلاح ايضا للعيان خلال الفترة الانتقالية، فسادا وتآمرا على الرئيس هادي.
على التجمع اليمني للاصلاح الا ينسى انه رمز بغيض من رموز عهد علي صالح، جرى إنشاؤه بناء على طلبه وبدعم تام منه، وشارك في أبشع جرائم صالح وهي اجتباح الجنوب وقام بنهب مقدرات الدولة فيه، ونهب أراضيه وثرواته لصالح أفراد من رموز الإصلاح، فهل هذ الحزب وأمثاله رموز المستقبل؟ وأي عقل يمكن إن يقبل به قائدا لليمن الجديد الذي يتم فيه تجاوز رواسب الماضي؟
على الاصلاح ان ينقذ نفسه وان يكف عن هذيانه ومؤامراته الغبية الساذجة والا فان نهايته ستكون وخيمة.

زر الذهاب إلى الأعلى