العرض في الرئيسةفضاء حر

معلوم الاحتلال و مجهول التفاوض..(1_2)

يمنات

عبد الجبار الحاج

أفضل أن استخدم مفردة (المقاتل أو المقاتلين) اليمنيين .. إشارة إلى تشكيلات عدة تخوض معركة الشرف. و بإرادة وطنية وعقيدة قتالية استطاعت أن تحرز تفوقا وفارقا في وقائع المعارك الدائرة، و هو ما عدل من الميزان العسكري لتفوق الآلة العسكرية السعودية الإماراتية و أمريكا و كامل مسمى التحالف من خلفيهما، لصالح المقاتل اليمني و البطل الحافي.

و على الرغم من ضعف وتقادم أسلحته الخفيفة إلا أن إرادته وعقيدته فرضت نتائج تعكس قدرة في تعطيل ترسانة السلاح المعادي جوا وبحرا وبرا..

من هنا و في مقابل ما يسطره (المقاتل) اليمني من بطولات في محور(نجران – عسير – جيزان) تبدو الثغرة الهائلة في جدار المفاوض و المفاوضات و متسعة باطراد، تلك الثغرة تزيد نخرا في جدار الوطنية اليمنية..

فالقضية الوطنية بمفاهيمها التحررية هي الغائبة والمغيبة في جدول أعمال المفاوض اليمني.

تسطيح واضح و تبسيط للمشكلة اليمنية و هروب من العمق الحقيقي الممتد لما يقارب القرن .. عند محاولة تقديم الجوانب الفنية لجلسات جنيف على نحو يضع جدول الاجتماع و أسماء و عدد الوفد، كما لو انه الأساس والجوهري .. و بما هو تغييب للحق و أصل المشكلة اليمنية السعودية بأبعادها التاريخية و الجغرافية والسياسية و الثقافية..

ليس العدوان سوى أحد تعبيراتها و ليس الاحتلال السعودي الجاثم على معظم الجغرافيا الطبيعية و سواء بشقيه القديم المتمثل باحتلال نجران وجيزان وعسير، أو الاحتلال الجديد بشكله الراهن المصاحب و الموازي للعدوان و اقله احتلال و تسليم مواقع و مساحات للجماعات المتطرفة .. ثم تغذية و تمويل حالة احتراب و حروب مستدامة بأشكال و صيغ تؤمن استمرار العدوان بأدوات محلية يمنية و توسيع دائرة الإرهاب بجماعات مستنسخة متجددة اللباس و الأهداف كضامن لاستمرار الحرب، فيما لو اضطر آل سعود إيقافها لاحقا، لدواعي و أسباب من طبيعة ظروفهم الداخلية الخاصة و ليس من خارجها كما يجري الترتيب..

 

و أخيرا وليس آخر كيف يمكن إبقاء اليمن بعد حسم ما سبق و أشرت إليه ضمن محاور التفاوض التي ينبغي أن يتحرك و يتوجه المفاوض اليمني على قواعدها و أسسها..

و هنا و على النحو المشار إليه و الذي حددنا به بؤر دائمة التفجر للمشكلة اليمنية السعودية القبض أولا على مكامن المشكلة و مضامين الصراع و على قاعدة الانطلاق نحو الحل و الذي يبدو أن مشواره طويل.

و قبل ذلك ترسم آخر خطوط الجغرافيا التوسعية برمالها جنوبا و المضطربة و القابلة للانفجار و الحروب في كل لحظة..

على نقيض خارطة ولد الشيخ المكرسة للأطماع السعودية والإماراتية على السواء. هنا قلب الطاولة التي يرتبها أدوات سعود رأسا على عقب.

و توجيه المسار على نحو حافظ للوطنية اليمنية بما يفضي إلى فتح آفاق للحل يستعيد الحقوق و يحفظ المصالح المشتركة بين الشعوب.

و أي محاولة للقفز على الحق التاريخي و الجغرافي بدعوى الذهاب إلى نقطة إيقاف العدوان و موارة الحق يبقي القضايا المشتعلة و المتفجرة و طريق الظلم.

زر الذهاب إلى الأعلى