أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

صحيفة عربية: ضغوط دولية على السعودية على ذمة الأزمة اليمنية والموقف الأمريكي كشف في مجلس الأمن كشف عن نفاذ صبر تجاه الرياض

يمنات – صنعاء

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن تململ القوى الكبرى في العالم من أداء السعودية في اليمن، خرج إلى الواجهة أمس، خلال انعقاد جلسة مجلس الأمن الخاصة باليمن.

و أشارت إلى أن ضغوط واشنطن و حلفائها على الرياض بدأت من أجل الدخول في مفاوضات جدية بعد إخفاق النتائج العسكرية و السياسية.

و أوضحت أن اجتماع مجلس الأمن الدولي أمس، أعرب فيه الأعضاء عن قلقهم البالغ من تدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية والاقتصادية في اليمن، الأمر الذي يهدد بتحويل اليمن إلى ساحة صراع تستفيد منها أولاً التنظيمات الإرهابية المسلحة.

و كان المجلس دعا الأعضاء إلى دعم العملية السياسية بكل السبل، لأنه لا يوجد حل عسكري للنزاع.

و اعتبرت الصحيفة، أن النداءات بقيت مجرد تفريغ شحنات الإحباط من غياب الانتصارات الحاسمة لهذا الفريق أو ذاك.

و كان قد تحدث في الجلسة كل من المبعوث الدولي إلى اليمن، اسماعيل ولد الشيخ ومساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية، كيونغ وا كانغ، والمفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين وبقية أعضاء المجلس.

و قالت الصحيفة، من اللافت أن الولايات المتحدة التي تتولى رئاسة المجلس هذا الشهر، حرصت على أن تبقى الجلسة مفتوحة، حيث درجت العادة أن تقفل بعد الإحاطة الدورية التي يقدمها ولد الشيخ مرة كل ٦٠ يوماً.

و بينت أن الموقف الأميركي قرئ بأنه تعبير عن نفاد صبر القوى الكبرى من تعثر الحلول بعد تجاوز النزاع ٩ أشهر.

و لفتت أن الموقف الأمريكي يقرأ على أنه ضغط مكشوف على السعودية و حلفائها من أجل الدخول في مفاوضات جدية مع أطراف صنعاء لإيجاد حل للنزاع يخفف الخسائر، عقب الإخفاق الذريع في التوصل إلى نتائج إيجابية في اجتماعات سويسرا المتأخرة كثيراً.

و نوهت إلى أن الأمم المتحدة لم تعد قادرة على السكوت عن الوضع الإنساني المأسوي في العديد من مناطق اليمن.

و أضافت أن الأمين العام للأمم المتحدة بات يشعر شخصياً بأن السعودية لا تزال تراوغ وتتجاهل نداءاته، ما يرتد على سمعة المنظمة نفسها.

و تابعت: أصبحت المنظمة الدولية تُتهم بالتواطؤ والسكوت عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في اليمن. حيث تلطخت سمعتها كثيراً بعد انكشاف تغلغل العناصر الاستخباراتية ضمن فريقها الذي يترأسه ولد الشيخ، فضلاً عن اتهامه بالولاء المطلق للرياض.

و أشارت أنه ربما شعرت الأمانة العامة بأن الوقت قد حان لتغييره، لكنها تريد في الوقت نفسه إبقاء قناة اتصال مع الرياض لإيجاد حل عندما تشعر السعودية بالفشل التام.

و قالت: في صنعاء، بدت صورة الأمم المتحدة قاتمة لأبعد الحدود. كانت وعود الشيخ بوقف القتال خلال فترة مفاوضات جنيف خديعة بنظر قادة الأحزاب اليمنية، كما عبروا في وسائل إعلامهم، إذ إن الغارات لم تتوقف بتاتاً. ولاحظوا تركيز ولد الشيخ على الوضع الإنساني في محافظة تعز التي تعدّ «بيضة القبان» في هذا النزاع.

و أعتبرت أنه بات ينظر لمن يسيطر على تعز سيضمن الجنوب وبوابة الشمال، لذلك تخدم الهدنة فيها الطرف السعودي.

و نوهت إلى أن كل القوات الإقليمية والمرتزقة من كولومبيين وسودانيين وإماراتيين لم يستطيعوا إحداث أي ثغرة في تلك المدينة. فكان تركيز ولد الشيخ على الجانب الإنساني من أجل حصول مقاتلي «التحالف» على هدنة تتيح لهم تثبيت المواقع التي يسيطرون عليها و جلب التعزيزات، كما فسرها «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام».

و أضافت: في المقابل، شن التحالف السعودي أثناء المفاوضات هجوماً مزدوجاً على محافظتي حجة والجوف المتاخمتين للحدود السعودية من أجل تعزيز شروطه التفاوضية. معتبرة هذه هذه الخطوات بأنها انعكاس سلبي على وساطة ولد الشيخ الذي وعد بإجراء جولة مفاوضات جديدة منتصف الشهر المقبل في دولة أفريقية هذه المرة، و بإنشاء غرفة تنسيق عسكري في دولة إقليمية من أجل ضمان وقف النار، وتبادل الأسرى، ورفع الحصارات المتبادلة، بما في ذلك الحصار البحري والجوي المفروضين على اليمن. منوهة إلى أن هذا الحصار المستمر منذ آذار الماضي لم يجد سبيلاً لرفعه بعد، مع أن السعودية تعهدت بوضع آلية تفتيش ترعاها الأمم المتحدة للتثبت من خلو السفن التجارية من السلاح.

و أشارت أن هذه الآلية متعثرة بسبب حجب التمويل عنها من جهة، ولأن السعودية تمارس التفتيش من دون غطاء دولي من جهة ثانية. لافتة إلى أنه كان يفترض أن يبدأ العمل بهذه الآلية قبل أشهر.

و حذر ولد الشيخ من تأثير خطير للأسلحة الثقيلة على الحدود اليمنية. وقال إن الفراغ الأمني أدى إلى تفشٍّ خطير للمتطرفين في أبين وشبوة والبيضاء وحضرموت وإلى سيطرة «القاعدة» على ميناء المكلا.

و أعرب في احاطته لمجلس الأمن، عن قلقه من اغتيال تنظيم «داعش» قادة يمنيين في عدن، على رأسهم المحافظ محمد جعفر سعد.

و قال: المباحثات في سويسرا جرت بعد دعم مع وزراء خارجية السعودية وعمان وإيران ومجلس التعاون الخليجي، وبعد تشاور مع الرئيس هادي في عدن، و لقاء بنائبه خالد بحاح، و مشاورات مع ممثلي أحزاب صنعاء في مسقط.

و في ١٥ أيلول اجتمع في بلدة ماغلينغن (ماكولين) في سويسرا بناءً على مرجعية المبادرة الخليجية، وأعرب الحوثيون وغيرهم عن الاستعداد لوقف شامل للنار، بحسب ولد الشيخ الذي أكد أن دول في المنطقة و«التحالف» أعربت عن تأييد وقف الأعمال القتالية.

و أضاف: علم بإعلان وقف الأعمال في ١٥ كانون الأول الجاري. وتواصلت لجنة التنسيق المشتركة المؤلفة من الطرفين، فضلاً عن ممثلين عن الأمم المتحدة مع القيادات العسكرية وتم إحراز بعض التقدم. معربا عن أسفه لعدم تحقيق وقف القتال. و طالب ولد الشيخ بدعم الاتفاقات من قبل أعضاء المجلس، فضلاً عن إيجاد آليات صلبة تفرض التزام الاتفاقات، على أن يكون مقر لجنة التنسيق الأمني في المنطقة. و لم يحدد ولد الشيخ المكان حتى الآن.

و أكد أن الجميع التزموا بضرورة إدخال المساعدات. داعياً المنظمات الإنسانية إلى الانضمام إلى المفاوضات.

و رحب بدخول قافلة كبيرة من المساعدات في ١٧ كانون الأول الجاري إلى تعز تنقل الغذاء والوقود.

و رغم فقدان الثقة من الجانبين رحب بأن مشاورات سويسرا تمخضت عن تفاهم مشترك حول إطار تفاوضي يتيح آلية حل سياسي منظم.

و اعتبر أن الاتفاق تم على أن يكون الإطار أساس الجولة المقبلة للمباحثات سيقدم ركيزة لاتفاق سياسي جامع يساعد على رسم إطار فعال نحو السلام ومرحلة انتقالية بالتفاوض، ولم ينفِ أن الطريق طويل وشاق، وطلب دعم المجلس للضغط من أجل وقف شامل للنار يسبق المفاوضات.

زر الذهاب إلى الأعلى