أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

ولد الشيخ يطالب الأطراف اليمنية بالتحلي بحسن النية من أجل معالجة الحروب والنزاعات

يمنات – صنعاء

جدد مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأحد 22 مايو/آيار 2016،، إصرار المنظمة الدولية على إحلال الأمن والسلام باليمن داعياً الفرقاء اليمنيين إلى تغليب المصلحة العامة وتقديم تنازلات تضمن حلاً “متيناً وشاملاً” يعيد السلام لليمن والأمن لليمنيين.

وقال ولد الشيخ أحمد في كلمة ألقاها أمام منتدى الدوحة في دورته الـ16 تحت شعار (الاستقرار والازدهار للجميع) “أننا اليوم أقرب إلى السلام من أي وقت مضى وهو قريب لمن يريده”.

وذكر “إن المشهد اليمني مفعم بالتعقيدات الداخلية والخارجية وتتداخل معها العديد من الأبعاد الاقتصادية والأمنية والسياسية” محذراً من التداعيات السلبية للأمن في اليمن على أمن واستقرار المنطقة.

وأضاف ولد الشيخ “أدرك أن الجميع بانتظار حل سريع ولكن ما نسعى للتوصل إليه هو حل متين وشامل يعيد السلام لليمن والأمن لليمنيين” مؤكداً استعداد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي لدعم اليمن سياسياً ولوجستياً.

وشدد على أن القرار يبقى بيد اليمنيين أنفسهم داعياً إياهم إلى تغليب المصلحة العامة وتقديم التنازلات التي تخدم الوطن والمواطن والتي تضمن مستقبلاً مشرقاً يستحقه اليمن.

وأعرب عن أسفه لأخبار الموت والحوادث التي يعد المدنيون هم المتضرر الأكبر منها مطالباً الأطراف اليمنية بالتحلي بحسن النية من أجل معالجة الحروب والنزاعات السياسية.

وقال “نحن أمام مرحلة دقيقة نعمل فيها على تدوير الزوايا وتطبيق إجراءات الثقة فيما تبقى الضمانات المطلوبة من الطرفين سيدة الموقف”.

وأضاف “أتيت إلى منتدى الدوحة قادماً من الكويت التي تشهد مفاوضات يمنية – يمنية حاسمة تهدف إلى وضع حد للصراع الدامي الذي حصد أرواح المئات من الأبرياء”.

وأشار إلى أن مفاوضات الكويت تعقدت وتشعبت وتعرقلت عدة مرات لكنها مستمرة بعزم حتى التوصل لحلول مستدامة.

وقال “لا شك أن التحديات كثيرة لكنها ليست مستعصية ونحن واثقون من إمكانية البناء على الأرضية المشتركة الصلبة في حال قرر الأطراف تقديم الضمانات والتنازلات فمشاورات السلام فرصة تاريخية قد لا تتكرر”.

وذكر أن النزاع في اليمن والوضع الإنساني الناجم عنه طال ولا يحتمل الانتظار مشيراً إلى أن الأرقام تؤكد أنه خلال عام واحد سقط نحو سبعة آلاف قتيل و35 ألف جريح فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثاً عن ملجأ آمن.

وأوضح أن اليمن يخوض حروباً على جبهات مختلفة يدفع ثمنها باهظاً من أمنه واستقراره مشيراً إلى أن العمليات “الإرهابية” التي تستغل غياب الدولة طبعت يوميات اليمنيين في معظم أنحاء البلاد.

وأشاد المبعوث الأممي في هذا الصدد بالنجاحات التي بدأت تحققها السلطات الأمنية أخيراً في مكافحة الإرهاب.

وقال إن العمل بوقف الأعمال القتالية بدأ في منتصف ليل الـ10 من أبريل الماضي وعلى الرغم من الخروقات المقلقة في بعض المناطق فإن التقارير تفيد بأن ثمة تحسناً ملحوظاً على الصعيد الأمني مما فسح المجال للمنظمات الإنسانية بتوسيع مجالات عملها لمساعدة ما يزيد على 13 مليون شخص.

وبين أنه بعد بدء وقف الأعمال القتالية بأيام انطلقت مشاورات السلام اليمنية – اليمنية في الكويت برعاية الأمم المتحدة واجتمع الوفدان اليمنيان في جلسات عامة وثنائية لمناقشة المبادئ والمرجعيات التي تنطلق منها المفاوضات قبل أن ينقسما إلى ثلاث مجموعات عمل رئيسية.

وأكد في هذا الصدد أهمية البيان الأخير لرئيس مجلس الأمن والذي دعا فيه الأطراف اليمنية إلى وضع خريطة طريق لاستعادة مؤسسات الدولة واستئناف الحوار السياسي وتنفيذ عمليات الانسحاب وتسليم الأسلحة وإطلاق الأسرى والمعتقلين.

وأوضح أنه عرض على الفريقين إطاراً استراتيجياً عاماً يشمل مقترحاتهما ويجمع محاور عدة تشمل الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للمرحلة المقبلة تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2216 والقرارات ذات الصلة ومبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.

مضيفاً “أن هذا الإطار الذي لاقى دعماً كبيراً من المجتمع الدولي يشكل أرضية صلبة لحل تفاهمي سياسي شامل في اليمن كما وضعت الأمم المتحدة خطة عمل لتحسين الوضع الاقتصادي الناتج عن النزاع السياسي”.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أعلن في العاصمة القطرية الدوحة أمس السبت موافقته على استئناف وفد حكومته لمشاورات السلام بعد أن قدمت الأمم المتحدة ضماناً بالالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.

زر الذهاب إلى الأعلى