العرض في الرئيسةفضاء حر

مسألة الحياد

يمنات

حسين الوادعي

– هناك فهم سوقي لمسألة الحياد وهذا الفهم يحتاج لتصحيح.

فالحياد لا يعني السكوت .

حياد الصحفي لا يعني ان يتوقف عن العمل ولا ان يمتنع عن نقل الحقيقة وانما ينقل الحقيقة دون انحياز لأي طرف او فكره.

لذا كان الحياد واحدا من أهم المعايير الصحفية.

والصحفيون الناجحون كانوا اولئك المتمتعين بفضيلة الحياد التي مكنتهم من نقل الحقيقة بلا تلوين ولا تزوير.

– وحياد الحقوقي لا يعني انه سيختبيء في بيته ويلوذ بالصمت. وإنما يعني أنه سيقوم بعمله بمهنية والتزام اخلاقي عال دون إنجاز لأي طرف من أطراف النزاع او تبرير للقتل والجرائم.

– الحياد قيمة إنسانية وإيجابية في العديد من المجالات.

في العمل الإنساني مثلا يظل الحياد واحدا من أهم المعايير الإنسانية ومخالفته قد تؤدي الى توقيع العقوبات على المخالف والاستغناء عنه.

العاملون في المجال الإنساني محايدون لا يتخذون موقفا منحازا لأي طرف. لكن هذا لا يمنعهم من التضحية بحياتهم وأمنهم من أجل الاستجابة الإنسانية لمتطلبات الناس.

– الطبيب يظل محايدا في عمله في وقت النزاعات. وحياديته تعني انه يقدم الخدمة الطبية للجميع سواء كانوا مقاتلين او مدنيين. جلادين او ضحايا.

الحياد لا يعني “اللاموقف” ولكنه يعني تكوين موقف مستقل عن مواقف القوى المتحكمه.
الحياد موقف أيضا!

والحياد لا يعرقل العمل والإنجاز بل يعطيه مجالا اكبر ومساحة أكثر للتحرك.

– أما القول انه لا حياد بين “الحق” و”الباطل” قول فلسفي وشعري جميل . لكنه عند التطبيق يتحول الى تبعية و “ذيليه” لأحد الأطراف او تبرير لجرائم احد القتلة.

وهو ما يحدث في واقعنا الدامي.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى