أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

عندما يسفك دم اليمني على مائدة طعامه !!

صحيفة المستقلة خاص ليمنات

 

هنا في صنعاء القديمة “ زهرة المدائن “ حيث تصيبك الدهشة الحقيقة , لمدينة اختلط الجمال والتاريخ والحضارة في لوحة واحدة اسمها “ صنعاء القديمة “ لا تجعل الدهشة تسلبك الحركة .

, أطلق العنان لأقدامك وأمشي في شوارعها أنظر الى وجوه سكانها , اسمع ضحكات أطفالها , شاهد بنيانها , لامس التاريخ على اسوار منازلها , , لا تشتت نظرك بمشاهدة أبنائها الحاملين للبندقية , صوب ناظريك حول البسطاء من يوزعون الأبتسامة للجميع , حينها ستعرف تفاصيل حكايتها .

محمد الصلوي

ونحن نتجول “ فريق صحيفة المستقلة “ في صنعاء القديمة المنطقة الساحرة استوقفتنا “ عربية “ مركونة علي الرصيف وفوقها لافتة فيها صور لأربعة أطفال يتوسطهم صورة رجل وامراة توحي لك بأنها شجرة العائلة وتحت الصور كتب كلام صادم اسرة بيت العيني التي استشهدت جراء قصف الطيران السعودي لمنزلهم الكائن بحي االقاسمي  بصنعاء القديمة , تذهب بنظرك يسارا لتجد اثار المنزل الذي اصبح ركام , هذا المنزل الذي كان يسكنة العيني هو وزوجته واطفالة الأربعة , وقصفهم الطيران منتصف شهر سبتمبر الماضي ليلا واخذ ارواحهم جميعا لم يترك لهم سواء هذه العربية المركونة تذكر المارة بجريمة ارتكبها الطيران السعودي بحق مواطن برئ.

حفظ الله العيني مزارع تجاوز عمره الثلاثين , يعمل بياع خضار في الحارة , لا يمتلك عقارات ولا حتى وظيفة سوى عربيتة التي كانت تمثل له “ بقعة الضوء في هذا البلاد المظلم” لأنها الوحيدة الذي يمتكلها ويضع عليها الخضار ليبيعها لسكان الحارة , لهذا يقول سكان الحاره انه كان يخاف علي عربيته اكثر من خوفه علي اطفالة , لكن طائرات القتل , قتلتة وتركت عربيتة , لدية أربعة أطفال اكبرهم عمره اثنى عشر سنة واصغرهم سبع سنوات , يعمل طوال النهار تحت الشمس من اجل توفير حياة كريمة لهم برغم الظروف الصعبة , وفي منتصف شهر سبتمر الفائت حينما كان العيني واسرتة على مائدة العشاء , كانوا يضنون انهم في مأمن فالطيران لا يستهدف سواء المعسكرات ومنازل القيادات , وهو مواطن معسكره وقائده تلك العربية , كان يتحدث لأطفالة عن مكسبه اليوم , لكنه لم يكمل حديثه حتى استهدف منزلهم صاورخ , هد المنزل بأكمله على رؤوسهم , هرع سكان الحارة لعلهم يلحقوا شيئاً من انفاسه لكنهم لم يجدوا سوى أشلاء تناثرت في المكان وقطرات دم على ركام المنزل , هذه قصة العيني كما سردها عبدالخالق محمد أحد سكان الحارة , يقول حينما كنا ننتشل العيني واسرتة من تحت الأنقاض , وجدنا أحد أبنائه وعلي فمة اثار “ أكل “ فتحنا فمه لنخرج “ اللقمة “ التي لم يتهنأ بها , كان ينتظر والده حينما يعود من الشغل وياتي بكيس خبز وحينما كان يتناول ذلك الخبز المعجون بعرق والده, لم تترك له طائرات السعودية بضع من الوقت حتى يكمل عشاء تلك الليلة الأخيرة , لتختلط كسرة الخبز تلك ببارود الصاروخ , ودماء والده .

هكذا بهذه البساطة أنهت طائرات السعودية حياة اسرة بأكملها , وسط مدينة صنعاء القديمة , مدينة السلام والحب الممزوج بالتاريخ والحضاره والدهشة , ونحن نتكلم مع اهل الحارة “ حارة القاسمي “ كانت اعينهم تقول , اي انحطاط وصلت له السعودية ان تقصف مدينة اثرية وتاريخية كصنعاء القديمة , واي انحطاط هذا الذي جعلهم يقصفون منزل مواطن بريء . مع هذا كنت اردد في سري ان تهمت العيني واطفالة “ أنهم يمنيين “ وهذا يكفي لتقتلهم السعودية . هذه حكاية فقط من حكايات صنعاء القديمة , سناخذكم في جولة قادمة لنسلط الضوء علي حكاية اخرى من حكايات الرصيف.

زر الذهاب إلى الأعلى