العرض في الرئيسةعربية ودولية

موقع كندي: لا يوجد اي تعقل في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب الباردة والحرب العالمية على الارهاب مشروع إجرامي وتدمير للبنى التحتية

يمنات 

نشر موقع “غوبال ريسيرش” الكندي، اليوم الأربعاء 24 اغسطس/آب، مقالاً للكاتب البرفسور “ميشيل تشوسودوفسكي” الذي وضح حقيقة السياسة التي تتبعها أمريكا مع دول الجوار والدعم الامريكي للإرهابيين في دول العالم. 

حيث قال الكاتب: إنه لمن المهم التركيز على جنوب شرق آسيا في سياق جيوسياسي أوسع، حيث أن الصين وكوريا الشمالية وكذلك روسيا هي تعتبر من الأهداف المحتملة تحت عنوان “المحور إلى آسيا” الذي يتبعه الرئيس الأمريكي باراك أوباما، هذه السياسية التي تنطوي على التهديد المشترك لنشر الصواريخ والقوة البحرية والحرب النووية الوقائية.

فنحن لا نتعامل مع مساعي عسكرية جزئية، حيث إن الأجندة العسكرية الإقليمية لآسيا والمحيط الهادئ تتم تحت رعاية قيادة الناتو الذي هو جزء من العملية العالمية التي تتبع التخطيط العسكري بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وهذه العمليات العسكرية في الولايات المتحدة يتم تنسيقها بعناية مطلقة، وتجري عمليات المخابرات العسكرية السرية الكبرى في وقت واحد في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وأفريقيا وجنوب الصحراء وآسيا الوسطى ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفي المقابل، يتم تنسيق التخطيط لعمليات عسكرية ذات أشكال غير تقليدية للحرب بما في ذلك تغيير النظام، والحرب المالية والعقوبات الاقتصادية.

إن الوضع الحالي هو الاكثر اهمية من حيث وجود حرب بين الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي على روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران وهذه الحرب هي جزء من نقاش انتخابات الرئاسة الامريكية، حيث يتم إيجاد هذه الحرب كخيار سياسي وعسكري للرأي العام الغربي.

ويجمع بين الأجندة العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على حد سواء مسرح العمليات الرئيسية وكذلك العمليات السرية الموجهة نحو الدول ذات السيادة بغية زعزعة الاستقرار، فمشروع الهيمنة الأميركية هو زعزعة الاستقرار وتدمير الدول من خلال أعمال الحرب وتقديم الدعم للمنظمات الإرهابية، وتغيير النظام والحرب الاقتصادية.

وفي حين، كان سيناريو الحرب العالمية الثالثة ضمن أجندات وزارة الدفاع الأمريكية لأكثر من عشر سنوات، والتفكير في عمل عسكري ضد روسيا والصين قائم على “المستوى التشغيلي”، وقد تم نشر القوات الامريكية وحلف شمال الاطلسي في الأساس على ثلاث مناطق رئيسية في العالم وهي:

أولاً: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: فالحروب التي تقوم بها الولايات المتحدة والناتو هناك تتم ضد أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن تحت شعار “الحرب العالمية على الإرهاب”.

ثانياً: أوروبا الشرقية: بما في ذلك بولندا وأوكرانيا، والمناورات العسكرية، وألعاب الحرب ونشر المعدات العسكرية على عتبة روسيا والتي يمكن ان تؤدي الى المواجهة مع الاتحاد الروسي.

ثالثاً: الولايات المتحدة وحلفائها تهدد أيضاً الصين في عهد الرئيس أوباما ضمن سعيها في “المحور إلى آسيا”.

وفي مناطق أخرى من العالم بما في ذلك أمريكا اللاتينية وأفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، يهدف التدخل الأمريكي نحو تغيير النظام والحرب الاقتصادية ضد عدد من البلدان غير المتوافقة من فنزويلا والبرازيل والأرجنتين والإكوادور وبوليفيا وكوبا والسلفادور وهندوراس ونيكاراغوا.

وفي أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، استخدمت امريكا التوجه إلى حد كبير تحت ذريعة “الإرهاب الإسلامي” حيث قامت بإنشاء مكتب خدمات المشاريع لمكافحة الإرهاب تحت رعاية القيادة الأمريكية في إفريقيا، وفي جنوب آسيا، باتت أمريكا تواقة في بناء تحالف مع الهند بهدف مواجهة الصين.

وفي منطقة آسيا والمحيط الهادئ والصين وكوريا الشمالية، إن روسيا هي الهدف من هجوم نووي وقائي من قبل الولايات المتحدة، فمن المهم إعادة النظر في تاريخ الحرب النووية والتهديدات النووية والعقيدة النووية الأميركية كما وضعت لأول مرة في عام 1945 تحت إدارة ترومان.

هيروشيما وناغازاكي

كانت فكرة ترومان بضرب القنابل النووية على اليابان دون أية “أضرار جانبية”، مثيرة للسخرية وبالرغم من نتائج الحرب النووية الامريكية السابقة ما تزال الوثائق العسكرية المتاحة تؤكد أن الحرب النووية على لوحة  وزارة الدفاع الأمريكية.

مذهب السلاح النووي والجنون السياسي

تحت أوهام خطة وزارة الدفاع الأمريكية التي سوف تؤدي بالنهاية إلى “تفجير هذا الكوكب” باستخدام أسلحة نووية متقدمة، حيث تم تطوير أسلحة نووية تكتيكية خصيصاً للاستخدام في ما بعد الحرب الباردة و”الصراعات التقليدية مع دول العالم الثالث”، ففي أكتوبر 2001، في أعقاب احداث 11/09 قام  وزير الدفاع دونالد رامسفيلد باستخدام القنبلة النووية التكتيكية B61-11 في أفغانستان، حيث كانت الأهداف المعلنة هي المخابئ لتنظيم القاعدة في جبال تورا بورا، وتم التفكير في استخدام B61-11 أيضا خلال القصف 2003 وغزو العراق وكذلك في تفجيرات حلف شمال الاطلسي في ليبيا عام 2011، وفي هذا الصدد، وصفت B61-11 بأنها ” سلاح نووي دقيق يخترق الأرض المنخفضة  ضد أهداف تحت الأرض ذات قيمة عالية”.

إن جميع الضمانات من حقبة الحرب الباردة، كانت تصنف القنبلة النووية بأنها “سلاح الملاذ الأخير”، وتم تفكيكها، ووصفت حينها بـ “الهجومية” فالعمليات العسكرية باستخدام رؤوس نووية الآن أصبح تصنيفها بالأعمال التي هي أهدف للـ “الدفاع عن النفس”، خلال الحرب الباردة، وفي حقبة ما بعد الحرب الباردة، وإعادة تعريف العقيدة النووية الأميركية، لا يوجد تعقل في ما يسمى مجازاً “السياسة الخارجية الأميركية.”

الحرب النووية جيدة للأعمال التجارية الامريكية

بقيادة مقاولي الدفاع “لوكهيد مارتن ونورثروب غرومان وبوينغ”، اقترحت إدارة أوباما خطة تريليون دولار على مدى 30 سنة لتطوير جيل جديد من الأسلحة النووية والقاذفات والغواصات، والصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM) الموجهة إلى حد كبير في روسيا والصين، إن تفجير روسيا، وإستهداف المدن الروسية لا يزال ضمن أجندات وزارة الدفاع الأمريكية، وهذا أيد أيضاً من خلال تمكين التشريع في الكونغرس الامريكي، وعلى حد تعبير هيلاري كلينتون، إن الخيار النووي موجود على الطاولة، والحرب النووية الوقائية جزء من حملتها الانتخابية.

تهديد الصين من قبل الجيش الأمريكي في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي: محور آسيا

إن الحرب مع الصين حالياً ضمن أجندات البنتاغون على نحو مبين في تقرير راند بتكليف من الجيش الأمريكي، فهدف واشنطن هو رسم جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى في صراع عسكري طويل الأمد من خلال خلق الانقسامات بين الصين ودول اسيا، والتي معظمها من ضحايا الاستعمار الغربي والعدوان العسكري الامريكي حيث ارتكبت واشنطن جرائم واسعة النطاق ضد الإنسانية ضد اليابان، وفيتنام وكمبوديا وكوريا والفلبين واندونيسيا، وفي مفارقة مريرة، هذه الدول هي الآن أحد أهم الحلفاء العسكريين للولايات المتحدة.

تقوم أمريكا باتباع استراتيجية مكافحة الإرهاب المطبقة في الشرق الأوسط وأفريقيا أيضاً في جنوب شرق آسيا حيث يتم استخدامها كذريعة لتبرير الانتشار العسكري بما في ذلك بناء القواعد العسكرية، فالمحور الأمريكي إلى آسيا يقوم على اتباع المخابرات الامريكية بدعم المتمردين الإسلاميين للبلدان المستهدفة المحتملة وهي: باكستان وبنغلاديش وتايلند وماليزيا واندونيسيا والفلبينن فالحرب العالمية على الإرهاب هي كذبة كبرى، وتنظيم القاعدة هو خلق من الاستخبارات الأمريكية، فمنذ بداية الحرب السوفييتية الأفغانية في عام 1979 إلى وقتنا الحاضر، أصبحت مختلف المنظمات شبه العسكرية والأصولية الإسلامية في الواقع أدوات بيد المخابرات الامريكية وأهم من التحالف العسكري بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل، وقد دعمت الولايات المتحدة نشاط تنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية التابعة له منذ الحرب السوفيتية في أفغانستان، حيث تم خلق وتركيب الأنظمة الإسلامية في أفغانستان وباكستان من قبل واشنطن، حيث تم تدمير نسيج المجتمعات العلمانية، وحسب ما أكدت وسائل الإعلام الاستخبارات الإسرائيلية، يتم تجنيد مقاتلي المعارضة وتنظيم القاعدة في سوريا من قبل الولايات المتحدة والناتو والقيادة العليا التركية.

واختتم الكاتب بالقول: فجدول أعمال مكافحة الإرهاب هو وهمي، لا بل إنه مشروع إجرامي، وما يجري الآن هو قصف للبنية التحتية المدنية لدول ذات سيادة.

المصدر: الوقت

زر الذهاب إلى الأعلى