العرض في الرئيسةفضاء حر

مَن هم شركاء آل سعود في العدوان على اليمن ؟

يمنات

د. عبدالعزيز بن حبتور

كْثر الجدل السياسي والتلاعب بالتصريحات الصحفية خلال هذا الأسبوع ، وتحديداً مٰنذ ان نفذت المملكة السعودية وشريكاتها في العدوان جريمة إحراق القاعة الكبرى بصنعاء أثناء مراسم عزاء أل الرويشان الكرام في فقيدهم الكبير الشيخ / علي بن علي الرويشان رحمه الله ، وراح ضحية هذا الجرم الكبير الموثق صوتاً وصورة كوكبة من خيرة قادة اليمن المدنيين والعسكريين كان في مقدمتهم الشهداء / عبدالقادر هلال، ومحمد ناصر العامري البيضاني ونجله ونجل شقيقه  ، وعلي بن علي الجائفي الصنعاني، وحسين الرضي البيضاني ، وعمر بن حليس اليافعي ونجله ، وأحمد ناجي الضالعي، والدكتور عبدالله المخلافي ونجله ، وعائلة آل الرويشان تجاوز شهدائهم العشرين ، إما الجرحى فهم من كل محافظات اليمن الشريف .

هذه الحادثة الإجرامية التي راح ضحيتها مايزيد عن 143 شهيد ، وأزيد من 550 جريح هي المحطة الأكثر بشاعة وقُبحاً في مسار حرب العدوان الذي حصد من أرواح اليمانيين الألاف ، وجرحت منهم عشرات الآلاف.

وحين وقوع الجريمة حاول حلف العدوان التنصل منها بقول العديد من الأكاذيب الساذجة للتبرُء من الجريمة لمعرفته المُسبقة بانها جريمة حرب كاملة الأركان ، ولا تحتاج الى لجان تحقيق دولية او يمنية او كما روج سفهاء السياسة بان دولة العدوان هي من ستحقق في الجريمة !!! ، لمعرفة الملابسات !!!.

بعد ساعات من حدوث الجرم المشهود واصل طيران العدوان تحليقه في سماء اليمن وقصف هنا وضرب هناك ، ومن بين الأهداف المدنية تم تدمير المنزل الشخصي للشخصية الوطنية الكبيرة / اللواء / مجاهد أبوشوارب في محافظة عمران ، وكأن دولة العدوان السعودي لسان حالها يقول ، سأقتل وسأحطم ، وما ذا سيفعل العالم بي ؟.  

لاحظ المراقبون والمحللون السياسيون والرأي العام اليمني والأجنبي بالتحرك السياسي والإعلامي العاجل من قبل دول كبيرة وازنة كانت متواطئة وشريكة غير مُعلَنة مع دول حلف العدوان على اليمن .

 أولاً :

 سارعت أدارة الرئيس / باراك بن حسين أوباما في إبداء القلق من حوادث إستهداف المدنيين في اليمن ، كيف برز هذا القلق اليوم؟ ، الم يقدم عملاء CIA للرئيس وإدارته بان هناك مجازر تعرض لها مدنيين كُثر في الأسواق الشعبية وفي حفلات الزواج وفي المآتم والمستشفيات والقائمة تطول ، أو ان هذه الجريمة الجديدة تحدث في وضح النهار وفي العاصمة صنعاء ، وقد تطالب المحاكم الدولية لاحقاً بملفات شركاء آل سعود في هذه الجريمة والجرائم السابقة ، خاصه إذا ما عرف العالم كله والقضاة الدوليين في محكمة العدل الدولية على وجه الخصوص بان كل طائرة حربية تنطلق من مطارات دول العدوان تساعدها طائرات أمريكية لتزويدها بالوقود وهي تتجه  في رحلة الموت لقتل اليمنيين في القرى والمدن اليمنية ، وان غرفة العمليات العسكرية الحربية في مدينة الرياض تزدحم بالخبراء العسكريين والأمنيين الأمريكان.

ثانيا :

 إما الحكومات المتعاقبة لبريطانيا “العظمى” الإستعمارية (الحالمة) بعودة نفوذها وهيمنتها على مقدرات الأمم والشعوب لا زالت تجتهد في زرع الفتن والحروب والعملاء والجواسيس في المنطقة العربية واليمن على وجه الخصوص ، وتُظهر لنا زوراً قلقها وخوفها على المواطنين الأبرياء ، لقد كان دورهم السيئ مشهوداً في تدمير دولنا العربية من العراق الى سوريا وفلسطين ومصر والسودان واليمن ، هذه الدول الإستعمارية لا تؤمن بأن العالم يسوده السلام والأمن إلا من خلال معادلة ان تعيش شعوبهم في حياة رَغده ومستقره والعالم كله يعيش في دوامة الصراعات والحروب ، معتمدةً على ما تزرعه من مصاعب وتحديات لشعوب العالم ، إلا من إستسلم لهيمنتها ونفوذها.

ثالثاً :

حكومات دول الإتحاد الأوربي هي الأخرى تتنازعها الصراعات والهيمنة على الأسواق التجارية والنفوذ الإقتصادي ، ولم يعد يهمها سوى الربح والربح وحده في تنافسها المحموم  ، وان كان عن طريق توقيع الصفقات المُعلنة والخفية لبيع الأسلحة الفتاكة وحتى المحرمة دولياً على المملكة السعودية والإمارات وإمارة قطر والكويت.

كل هذه الدول النافذة في العالم ساهمت وتساهم  في قتل اليمنيين وتدمر مؤسساتهم المدنية والعسكرية ، وتساهم في حصارهم وتجويعم ومنع الدواء والغذاء عنهم ، كل هذه الاعمال غير الأنسانية  رُصدت وقيدت في سجلاتهم ووثقت في ملفاتهم ونُحتت في وجدان وعقول كل أحرار العالم .

لن يسامحهم التاريخ ولا الضمير الجمعي للإنسانية لدعمهم أبشع عدوان على اليمن مُنذ فجر التاريخ وحتى اليوم ، إلا إذا سارعوا وقرروا كبح جماح الجناح المتطرف في العائلة السعودية وأوقفوا الحرب الظالمة ورفعوا الحصار الجائر ، وبعدها تبداء العملية السياسية التي تظمن  إستقرار المنطقة وتأمين الحدود الدولية والممرات الإستراتيجية لان فيها مصالح العالم كله.

   أما من ساقته الضروف الذاتية والموضوعية من اليمانيين بوقوفه الى جانب دول العدوان ، وبعد ان ثبت لهم بان آلة الحرب لا تميز بين أحدٍ من اليمنيين ، عليهم مراجعة ضمائرهم والإستفادة من قانون العفو العام الذي أصدره المجلس السياسي الأعلى في الجمهورية اليمنية .

الخلاصة :

الشعب اليمني العظيم وقياداته الصلبة والمجربة قد قالت لكم مراراً وحذرتكم تكراراً من ان إستمرار عدوانكم على الأرض اليمنية الطاهرة ، والإيغال في نزف دماء الشعب الصابر ، سيغير المعادلات الجيوستراتيجية لا محالة ، وسيصل البالستي ليس الى الطائف فحسب ، بل ربما الى مدن وعواصم خليجية أبعد منها ، وقد يفقد شريان الحياة الإقتصادية أمنه وسلامته ، وهوالممر المائي الأكثر أهمية في العالم ، وحينها قد لا ينفع الندم ، والله أعلم منا جميعاً.

رأي اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى