العرض في الرئيسةفضاء حر

الانظمة الرأسمالية الامبريالية تتبادل الادوار

يمنات

عبد الوهاب قطران

ادارة اوباما الديمقراطية، كانت استراتيجيتها، اشعال الحرائق والحروب والازمات، وتغذية الصراعات الطائفية والاثنية والدينية والمذهبية والجهوية، ودعم الاطراف المتقاتلة من الخلف بالمال والسلاح، وخطابها منمق ناعم يسوق الزيف والاكاذيب والديمقراطية وحقوق الانسان، قادة مباشرة وبواسطة اذنابها امراء النفط، الثورات المضادة في الجمهوريات العربية، سوريا، ليبيا، اليمن ، العراق ، مصر، ودمروا بعض الدول ومزقوها ودعموا الجماعات الاصولية الطائفية الارهابية ، بالمال والسلاح، الخليجي، ومهمتهم ادارة الصراع من الخلف بصورة خفية وسرية، وبدت ادارة اوباما معتدلة متعقلة، تفضل الحلول الدبلوماسية على العسكرية، ففتحت قنوات اتصال سرية بواسطة سلطان عمان قابوس، مع الاصلاحيين في ايران، افضت الى توقيع اتفاق القرن “الاتفاق النووي الايراني”.

ضمنت تحييد ايران عن الصراعات بالمنطقة وخاصة باليمن ، الذي اعطته كهدية للسعودية تعمل به ما تشاء ، ودعمت لوجستيا ال سعود وبقية امراء النفط لشن حرب عدوانية ضد الشعب اليمني ، مستمرة الى اللحظة منذ سنتين، مقابل تمرير الاتفاق النووي الايراني، وباعت سلاح بـ150مليار دولار ، للسعودية على حساب دماء اليمنيين ، ووظفت التناقضات والصراعات الدينية الطائفية بدول المنطقة ، بما كفل استنزاف هذه الدول وتدمير جيوشها وبنيتها التحتية، وبما يكفل التوازن العسكري والسياسي بين الاطراف المتصارعة، ومن ثم فرض وغرس انظمة ودول على اسس جهوية وطائفية، في مؤسسات الجولة، محاصصة طائفية جهوية مقززة.

و كان الحسم العسكري خط احمر على اي طرف من اطراف الصراع، وكان المستفيد الاول هو ابنهم المدلل دولة اسرائيل ، وبعد ان استنفذت تلك الدول ، ودمرت ، صعدت امبراطورية الثروة سلطة رأس المال المتوحش بأمريكا، رئيس جديد جمهوري يميني متطرف، و اوهمت العامة ان هناك تغيير كبير حدث بفوز ترامب، وكأنه من خارج بنية النظام الرأسمالي ، والهدف رسم استراتيجية جديدة تضمن استمرارية وديمومة النظام الرأسمالي الامبريالي، وتجاوز ازماته وتجديد ذاته، وكان قد سبق فوز ترامب قانون جاستا، الذي سيلزم مملكة الرمال ال سعود بدفع جزية كبيرة ترليونات، وفرض عقوبات على ايران، متزامنة مع تصريحات ترامب بإلغاء الاتفاق النووي الذي ابرمه سلفه مع ايران، وقيام الاخيرة بالتصعيد والتلويح بإعادة تخصيب اليورانيم، وتفعيل اجهزة الطرد المركزي، لتخويف وارعاب دول الخليج.

ولأن امريكا الان متجهة شرقا نحو الشرق الادنى، ترصد التفرغ للفيل الصيني ، والتنين الهندي، القوتان الاقتصاديتان اللذان يقفزان الى الاعلى بمتوالية هندسية، ارعبت امريكا والغرب، فقامت امريكا بإسناد دور جديد الى بريطانيا ، هو استمرار لدورها القديم ، في مستعمراتها بالخليج العربي وايران واليمن الجنوبي، و بالأمس وصلت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا للمشاركة بقمة الدول الخليجية، وصعدت في خطابها ضد ايران واستخدمت الفزاعة الايرانية ، والهدف امتصاص ثدي امارات النفط ، ببيع اسلحة بعشرات المليارات، لدرء الخطر الايراني، والالتزام بأمن دول الخليج ، التي نشأت وترعرعت تحت الابط البريطاني والحماية والرعاية البريطانية، ومن ضمن الدور المسند لبريطانيا، تمزيق اليمن وتفتيتها، واستخدام علاقتها القديمة مع بعض اذنابها بالجنوب اليمني، عبر اقامة دويلة بالجنوب تحت مسمى اتحادي فدرالي، بما يضمن بقاء الصراع والاحتراب والتمزق ونهب ثروات اليمن الغازية والبترولية، كما ان لها اتصالاتها السرية المخابراتية مع الحوثيين وصالح لإقامة دويلة مذهبية بالشمال.

و قد بدأت تلوح خطوط المؤامرة و المشروع البريطاني الاستخباراتي، بعودة شرعية هادي وحكومته الى عدن واستقرارها فيها، وفرض امر واقع جديد بالجنوب، وايجاد بنك مركزي بعدن ووصول مبلغ 200مليار ريال اليوم عبر طائرة روسية الى مطار عدن، بالتزامن مع اعلان التحالف الحوثي الصالحي لحكومة بصنعاء بضوء اخضر بريطاني امريكي سعودي.

دولتان متصارعتان وحكومتان وبنكان، ويستمر الصراع والاحتراب والتمزق الجهوي الطائفي الرجعي بين اطراف متصارعة على السلطة والثروة، تطبق مشاريع الغرب الاستعماري وتدمر بلدانها والضحية هي الشعب وطبقاته الفقيرة المطحونة..

بريطانيا تعود لممارسة نفس الخطط والادوار التي كانت تنفذها في اليمن والمنطقة في القرن الماضي عندما كانت تحتل الجنوب اليمني.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى