إختيار المحررالعرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (68) .. استخدام الإرهاب لخدمة أجندات السعودية والإمارات في اليمن

يمنات 

أحمد سيف حاشد

(1)

ما يحدث في عدن ليس فقط إرهاب، ولكن أيضا استخدام الإرهاب في خدمة الأجندة السياسية وتضارباتها، ولاسيما بين السعودية والإمارات في عدن وغيرها.

(2)

تكرار التفجيرات الإرهابية في عدن ربما يقصد منها إبعاد المحافظ عيدروس الزُبيدي و مدير الأمن شلال علي شائع من منصبيهما، ليخلوا مسرح النفوذ في عدن لصالح السعودية، على حساب دور ونفوذ وسلطة الإمارات.

(3)

من هو المستفيد من العمليتين الإرهابيتين الأخيرتين في عدن؟

هذا السؤال يمكن أن يكشف من يقف وراء هاتين العمليتين؟

المستفيد بالطبع السعودية لأن ملف عدن سينتقل نهائيا للسعودية على حساب الإمارات التي فشلت في إدارته، وبالتالي لصالح هادي الذي صار رجل السعودية؛ وبالمقابل فقدان شلال والزبيدي لمنصبيهما وهما رجلا الإمارات في عدن.

(4)

العمليتان أستهدفتا جنود من مناطق تابعة لهادي وقواته الخاصة.

في العملية الأولى تم التهديد باغلاق كل المرافق الحيوية في عدن وهذا التهديد جاء من أناس محسوبين على هادي.

وإذا كانت العملية الأولى لم تنجح في إزاحة الزبيدي وشلال من منصبيهما فأن العملية الثانية ستنجح أو ستتكرر العمليات حتى يتم النجاح في ازاحة رجلا الإمارات شلال والزبيدي بمبرر فشلهما الأمني.
وبازحتهما ستكون الكلمة الأولى في محافظة عدن للسعودية وهادي ولم يعد يعيقهما المحافظ أو مدير الأمن المحسوبين على الإمارات.

(5)

اختيار الهدف في العمليتين المقصود منها توجيه الاتهام لشلال والزبيدي ومن وراءهما الإمارات وذلك باستخدام الإرهابيين ضد هادي لأنها موجهة كما يبدو في الظاهر ضده ولصالح الزبيدي وشلال ..

وفي أفضل الأحوال سيكون الاتهام وجود اختراق أمني بالغ مسؤولان عنهما الزبيدي وشلال، وهو مسوغ وجيه لتغيرهما من رجال تابعون للسعودية وهادي.

(6)

السعودية لديها اختراقاتها لداعش في اليمن، ومحمد بن نائف يجيد استخدام ورقة داعش، كما استطاع إدارتها في العراق التي أغرقها بالدم، ويستطيع أن يفعل أكثر في اليمن.

كما أن لهادي وأبنه جلال يدهما على فصيل في القاعدة واختراقهما لتنظيم داعش في اليمن.

أتوقع أن تستخدم السعودية وهادي وجلال اختراقهم للقاعدة وداعش في اليمن وذلك في استخدامهم للإرهاب لصالح أجندتهم السياسية ضد الإمارات وأتباعها في عدن وحضرموت وغيرهما، وبما يقوض النفوذ الإماراتي إلى أكبر حد ممكن ولصالح وخدمة تنفيذ أجندة السعودية في اليمن بالمقام الأول.

(7)

بعد تعيين الزبيدي محافظا لعدن وشلال مديرا لأمنها بدا الحراك وكأنه قد ساد عدن بدعم إماراتي كامل.. واعتقدت بعض القيادات الحراكية أنها تتكتك لتحقيق حلمها في الانفصال، دون أن تعي أو تدرك أن للإمارات أجندة أخرى غير الانفصال..

كان حريا أو يفترض أن يعي الحراك أنه قد تم استدراجه واستخدامه كجسر عبور لأجندات غيره ولاسيما بعد أن كشفت الإمارات اطماعها في سقطرى وحضرموت وعلى نحو غير قابل للبس..

كيف انطلى على معظم قيادات الحراك أمورا لا تنتطلي حتى على مجنون.. لا يوجد دوله تحارب دولة في العالم وتقوم بتوقيع اتفاقيات شراء واستثمار جزرها في الحرب ويتم مهرها واقرارها في الحرب أيضا رجل الإمارات رئيس الوزراء بحاح بعيدا عن المؤسسات القانونية والدستورية لليمن.

بدلا من أن تبدو الأمور واضحة للحراك أو بالأحرى لمعظم قياداته ظلت تدس رأسها في التراب كالنعام، وظلت تتجاهل معطيات الواقع التي كانت تتكشف كل يوم.. وبعضها من الغباء والسذاجة لازال يحسن النية والظن في الإمارات إلى اليوم.

وفي ظل سيادة الحراك على محافظة عدن تلك الفترة تمت كثير من الممارسات المنتشية بالنصر والغارقة بالعنصرية وردود الفعل والتجاوزات الدستورية والقانونية الصارخة، وتم اطلاق العنان للممارسات العنصرية التي طالت الحجر والبشر.. كل ذلك كان الهدف منه إحراق الحراك وتشويه سمعته وتبديد رصيده.. وقد حدث هذا بامتياز.
وبعد أن نالوا من الحراك اجتماعيا وسياسيا وكشفوا عورته، انتقلوا إلى محاولة اثبات وتأكيد فشله أمنيا وإداريا، وتوج هذا التأكيد بعمليتين إرهابيتين نتج عنها أكثر من 200 قتيل وجريح..

يبدو أن هادي قد نجح وينجح، وأكثر منه نجحت وتنجح السعودية في إزاحة الإمارات من ملف عدن، ولصالح الأجندة المستقبلية الأكثر خبثا للمملكة.

وتمضي السعودية في اليمن ومثلها الإمارات في تحقيق أجندتهما دون أن يستيقظ الحراك أو يفوق من غفوته المميتة.. ولازالت قيادة الحراك أو معظمها إلى اليوم تستلذ النوم والغباء ولن تصحى أو تنتبه حتى ينطبق عليها المثل”لات ساعة مندم”

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى