العرض في الرئيسةفضاء حر

هل كل من تشدق مفردة “انا ضد العدوان” هو ضده حقا..!

يمنات

عبد الجبار الحاج

طرح البعض لمفردة الطابور الخامس على نحو يجعل منها قميصا مطاطيا يخضع فيه المستهدف لأهواء الهادف و ربما ضغائنه الشخصية. و بذات الصورة المعكوسة لكنها التي تؤدي الى نتيجة واحدة.

و على نحو يعيد الى ذاكرتنا ظلامية و وحشية الأمن الوطني (الامن السياسي) الذي كان وحده يقرر حرمان الناس من الوظيفة و السفر و البطاقة و الجواز إلا بموجب شهادة حسن السيرة و السلوك .. كنت واحدا من ضحايا تلك الشهادة السيئة السمعة و الصيت و هي الشهادة التي تعرض أي شخص للحرمان من كل حقوقه الوظيفية و التعليمية . بل كانت تلك الشهادة طعما و فخا اسقط فيها المئات في غياهب و معتقلات السجن السياسي ان قدر لأحد من اؤلئك الموضوعين في قائمة الشبهة لدى قوائم الامن اللاوطني آنذاك..

فإن حملت ادلتك على حسن سيرتك لاقرارها في مكتبهم لربما وقعت في سجن الشبهة!!! و ان امتنعت عن طلبها خوفا من الشبهة حرمت من التعليم و الوظيفة و السفر .. و عشرات الاف فروا الى عدن فقط بسبب تلك الشهادة السيئة السمعة و ليس لسبب سياسي.

هناك من استغل كلمة السيد من مدعيي الانتماء له و راح يكشف عن اهوائه المريضة و نظراته الى هذا او ذاك ممن في قلبه مرض منهم و بجاهزية الانقضاض و الانتقام على فلان و علان من الناس الذين لا يروقونه، و قد وجد في التهمة اتساعا مطاطيا يكفيه لالحاق الاذى باؤلئك الذين لايروقونه او في نفسه شيئا شخصيا معهم..

ذلك الاستخدام و التوجيه و التفصيل الجاهز لدى البعض و الشروع بتسمية اشخاص بعينهم بتوصيفهم طابورا خامسا هو ما اثار هلع و ردة فعل حادة و مخاوف مبررة فشنوا بالمقابل حملة الدفاع عن الناس..

لنصوِّب المسالة و نوجهها وجهتها ..
او لنعيد الامر الى نصابه كي يستقيم الحق و يسقط الباطل..

هل كل من تشدق مفردة “انا ضد العدوان” هو هو ضد العدوان حقا دون أن نقف على مفاسده اليومية و سياسته و خياراته المسلكية النهبوية في المال و القطاع العام و كل ما هو متصل بملكية الشعب العامة.

اسئلة عديدة و جوهرية يجب ان تنطرح قبل ان تتسلل الفرقة و الفتنة داخل الصف الوطني و التحرري المناهض للعدوان قولا و فعلا و الرافض و الثائر في وجه الفساد والمفسدين و سارقي اقوات الناس و وقودهم و مائهم و دوائهم و هوائهم ..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى