فضاء حر

اليمن بين خيارين… اما التدمير بالحرب او التدمير بالسلم الإقليمي

يمنات

زكي حاشد

إن الدولة هي التعبير عن قوة القانون ، والكيان الجامع للمصالح العامة للمجتمع، بغض النظر عن شكلها مركزية “بسيطة” او اتحادية “مركبة ” والتي بواسطتها يسعى المواطن لتلبية تطلعاته المتجددة والمتزايدة في الأمن والرفاهية في المساواة والعدالة وفي الخدمات ورفع وتحسين مستوى معيشته، وحمايته من أي عدوان خارجي ولذلك فإن من المسلمات وجوبا أن تكون الدولة قوية ضامنة للحرية كما هي ضامنة للأمن …

إن الدولة الاتحادية نظام إيجابي يحتاج إلى قدر هائل من الوعي، وإخلاص النوايا والنظر إلى الوطن بشكل عام بروح الارتباط والموده وبطريقة أكثر محبة واستعداد للولاء العام للبلاد دون تمييز مناطقي او جغرافي وتلك قيم تبدو في الوقت الحاضر غير مضمونة لدى كثيرين للأسف الشديد …

وليست المشكلة مرتبطة في قيام او تشكيل او نظام الدولة الإتحادية بقدر ما هي مرتبطة بدرجة الوعي والثقافة والانتماء الوطني والقيم الإيجابية .

فالانتقال من الدولة الموحدة المركزية البسيطة الى الدولة الاتحادية (المركبه) مع ثقافة التخلف المتنامية وارتباطاته بثقافة الفساد والكراهية والحقد وازدراء الماضي التي تكرس الإنقسام والتمحورات خلف الأنتمأت المناطقية والقبيلية والمذهبية والدينية والايدلوجية بالإضافة الى غياب مفاهيم أساسية لدى النخب فيما يتصل بماهية الدولة والعلاقات الدولية والسياسة العامة ، والتعليم والمساواة والعدالة ..الخ..

والوطن اليمني اليوم ومازال يخوض حروب ضروسه منذ حوالي خمس سنوات دمر فيها كل امكاناته المادية المتواضعة وافرز فيها الكثير من العوائق والصعوبات ويعاني من التمزق والتشتت في نسيجه الإجتماعي …
في الوقت الذي يتم مقايضته بالسلام بشرط قيام الدولة الاتحادية ونظام “الاقاليم”

رغم ان كل المعطيات على الارض تشير وتوكد إلى أن هذا النظام “الاقليمي” للدولة الإتحادية سيؤدي إلى مزيدا من التفكك والتشتت والإنفصال ما لم يكن هناك نظام مركزي قوي وصارم او تكون هناك فرصة متاحة ليتم بناء نظام سياسي مركزي قوي وسليم يكون قادراً على تهيئة الاوضاع وعمل الاسس العلمية والإدارية والمنهجية الصحيحة للنظام الاقليمي للدولة الاتحادية المزموع إقامته او التي يتم المقايضة به نظير وقف الحرب والصراع ودون ضمان تحقيقه اي توقف الحرب الاهلية والصراع الداخلي …!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.

زر الذهاب إلى الأعلى